القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

الأجواء الرمضانية تغيب عن المخيمات الفلسطينية في الأردن أمام سطوة الظروف المعيشية

الأجواء الرمضانية تغيب عن المخيمات الفلسطينية في الأردن أمام سطوة الظروف المعيشية

الخميس، 04 آب، 2011

تغيب عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن الأجواء والطقوس الرمضانية المصاحبة للشهر المبارك، بفعل سطوة الظروف المعيشية أمام نسبة فقر تبلغ 31 %، وبطالة 18 % مقارنة بنحو 25 % إجمالي معدلها بين صفوف اللاجئين.

وإزاء تدني القدرة الشرائية وضآلة مستوى الدخل، فإن أرباب أسر اللاجئين يجدون حرجاً في تلبية متطلبات الشهر الثقيلة، بينما تضطر اللاجئات للبحث عن طرق بديلة لإعداد الأطعمة تتناسب مع الوضع الاقتصادي الآخذ بالتدهور.

فيما تعج شوارع المخيمات بباعة متجولين وأطفال يجرون عربات فارغة أملاً في ملئها، وشباب عاطلين عن العمل يجوبون الأزقة سعياً لاقتناص فرصة عمل أو أملاً في تغيير حال سيئ، وذلك تعبيراً عن مشاهد وضعية مجتمعية هشة و"غير حصينة".

وتتصدر انتقادات "الدخل المحدود وارتفاع الأسعار" غالبية أحاديث اللاجئين في المخيمات، وسط "عجز عن تلبية الاحتياجات المتتابعة من حلول شهر رمضان والعيد، ومن ثم الالتحاق بمقاعد الدراسة إيذاناً بقدوم فصل الشتاء".

ودفع ضيق الحال بلاجئين إلى "الاستغناء عن كثير من المواد والأطعمة الغذائية الضرورية"، بينما يستبعد فضل خالد (39 عاماً) أي تفكير راهن في "شراء الأطعمة والحلويات في ظل بحثه الدؤوب عن طريق تدبير سعر شراء أسطوانة غاز".

ولأن تزيين المائدة بالأطعمة الرمضانية المتداولة في هذا الشهر يدخل في باب الرفاهية بالنسبة لحميدة حسين (28 عاماً) فإنها لجأت إلى "الاستثناءات الغذائية حتى تتمكن من شراء الحليب لطفلها الوليد".

بينما تنتظر ظريفة سليمان (33 عاماً) من يجود عليها بالأطعمة والأشربة لتسد رمق أطفالها الخمسة وزوجها المريض، وسط انتقاد أم ربيع (52 عاماً) من "غياب المساعدات التي كانت تقدم بين أوساط اللاجئين أنفسهم، وتراجع علاقات التراحم والتوادّ فيما بينهم".

وبعدما كان اللاجئون ينظرون إلى شهر رمضان على أنه "شهر العيد، فقد توارت عاداته خلف أتون الفقر والبطالة، بما تسبب في إقبال ضئيل على الشراء والاستغناء عن كثير من الطقوس"، على حد قول الحاج يحيى عبد الرحمن (63 عاماً).

ويعرب خلدون أبو المجد (29 عاماً) عن تذمره من قلة حركة العمل، قائلاً "لا يوجد إقبال على الشراء، فالناس تكتفي بالمشاهدة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية".

ويشكو سليم منصور (38 عاماً) من غلاء الأسعار ومحدودية الدخل الذي "لا يتيح تلبية الاحتياجات الضرورية لأولاده الخمسة"، بينما لا يجد مصطفى أبو نجم (25 عاماً) عملاً منتظماً يستطيع من خلاله معالجة أوضاعه المتدهورة.

وتحتل قضية حق العودة حضوراً بارزاً في الجلسات والحوارات الممتدة بين اللاجئين، وأيضاً أثناء أداء الشعائر الدينية خلال شهر تكثر في أيامه عادة ارتياد المساجد بغرض التعبد، خصوصاً عند أولئك الذين يعتقدون "بالبعد الديني الأوحد للصراع العربي – الصهيوني"، مثل منصور العواطلي (42 عاماً).

واعتبر العواطلي أن "الشهر الفضيل مناسبة مهمة من أجل التقرب إلى الله تعالى والدعاء بالعودة وتخليص الشعب الفلسطيني من نير الاحتلال"، معتقداً أن "العدو الصهيوني لن يندحر إلا بالرجوع الصحيح للإسلام".

وتمتد ممارسات الاحتلال العدوانية إلى الوحدة السكنية التي تقطنها أم محمود مع أولادها الثلاثة وزوجاتهم وأحفادها في مخيم الحسين، حيث تحرص دوماً على استحضار ذكرى زوجها الذي سقط شهيداً على يد قوات الاحتلال وتجد أم محمود (86 عاماً) أهمية بالغة في "التذكير الدائم بالشهداء والأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال، وبمعاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، حتى تبقى القضية حاضرة".

ويحرص اللاجئون في شهر رمضان المبارك، كما في كل مناسبة، على تزيين جدران بيوتاتهم بخرائط فلسطين التاريخية وبمفاتيح منازلهم في فلسطين المحتلة، تأكيداً على التمسك بحق العودة وتيمناً بأيام الشهر الفضيل.

ويؤكد الحاج مصطفى العناتي (78 عاماً) إن "تعاقب السنوات وشظف العيش في المخيمات، لن تطمسا جذوة التمسك بالعودة إلى الأرض والوطن، باعتبارها حقاً مقدساً لا يملك أحد التفريط فيه أو التنازل عنه".

ويقيم زهاء 350 ألف لاجئ في 13 مخيماً، من إجمالي 2 مليون لاجئ مسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأردن.

المصدر: جريدة الغد الأردنية (نادية سعد الدين)