القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

الأونروا تترنح أمام تحدي وباء الكورونا في المخيمات الفلسطينية في لبنان


الخميس، 19 آذار، 2020

بيروت، خاص|لاجئ نت

منذ أن أعلنت وزارة الصحة اللبنانية وجود عدة حالات مصابة بمرض الكورونا والبدء بالحجر الصحي عليها في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت، وبعد البدء بتوزيع الكثير من التوجيهات والنشرات التوعوية حول هذا الوباء وأسباب انتشاره وسبل الوقاية منه، حيث انصب التركيز على تجنب التجمعات وضرورة التركيز على النظافة والتعقيم في المنازل وفي الاماكن العامة وغيرها.. وباعتبار ان المخيمات الفلسطينية في لبنان تعاني من الاكتظاظ السكاني وضعف البنية الصحية فيها والخشية من وصول هذا الوباء إليها، فقد صدرت العديد من المناشدات والمطالبات من فاعليات المخيمات للأونروا بضرورة المبادرة وتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين واتخاذ خطوات وإجراءات وقائية في هذا المجال.

كعادتها وتحت مبرر الأزمة المالية والعجز المالي لم تقم الأونروا بالحد الأدنى المطلوب منها، واكتفت في البداية بحملة إعلامية من خلال رئيس قسم الصحة بالأونروا وبمؤازرة قسم الإعلام، مفادها أن الأونروا ستتخذ خطوات عملية لمواجهة هذا الفيروس من خلال حملات تعقيم لمراكزها ومدارسها وعياداتها، واتخاذ إجراءات إدارية لمنع الاكتظاظ في مراكزها الصحية.

والمتابع لمجريات الأمور في المخيمات والتجمعات الفلسطينية وإجراء مقارنة بين ما تم إعلانه وبين ما يتم تنفيذه على أرض الواقع، يجد أن هناك مبالغة كبيرة إعلامية مغايرة للحقيقة. فالإجراءات المتخذة حتى الآن تتمثل بالآتي:

- تنفيذ عدد محدود من المحاضرات التوعوية لطاقم عيادات الأونروا فقط.

- تنفيذ بعض الإجراءات الوقائية في العيادات كارتداء قفازات وكمامات للطاقم الطبي في العيادات.

- منعا لاكتظاظ المرضى يتم العمل على أخذ مواعيد للحضور إلى العيادات وتوجيه المرضى بعدم لمس الأسطح.

- تسليم الأدوية الشهرية عن شهرين بدلاً من شهر.

- هناك توجّه لفصل أماكن تواجد المرضى عن قسم النساء الحوامل والمراجعين بخصوص الأدوية الشهرية.

- البدء مؤخراً بوضع ممرض أو ممرضة على مداخل العيادات تطلب من المراجعين تعقيم أيديهم، ويتم فحص حرارتهم عن بعد للتأكد من سلامتهم.

أما بخصوص المدارس فقد تم تنظيفها ورشّها لمرة واحدة من قبل جمعيات ومؤسسات تطوعية فلسطينية. وهي الآن مغلقة حتى إشعار آخر بقرار من وزارة التربية..

لكن المشكلة الواضحة هي في نقص الإجراءات المتخذة من قبل الأونروا في المخيمات الفلسطينية حتى الآن، وهي:

- عدم إلزام عمال الصحة البيئية بارتداء القفازات والكمامات أثناء جمعهم للنفايات.

- عدم تنظيف سيارات نقل النفايات وتعقيمها يومياً.

- عدم البدء برشّ المعقمات والمبيدات الحشرية في شوارع وأزقة المخيمات وفي مجمعات النفايات.

أما بخصوص الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تواجه معظم العائلات الفلسطينية في لبنان، وانعكاسها المضاعف على اللاجئين الفلسطينيين (زادت ضغطها أزمة وباء الكورونا وتوقّف معظمهم عن العمل بشكل قسري)، مما ضاعف عجز معظم العائلات عن توفير الحد الأدنى من الغذاء.. فإن الأونروا لم تحرّك ساكناً بهذا الشأن، فلم تطلق نداءات استغاثة للمجتمع الدولي لتقديم مساعدات إغاثية للاجئين الفلسطينيين في لبنان ولم تزد عدد المستفيدين من فئة العسر الشديد.

السؤال هنا:

لماذا تبقى الأونروا من غير "خطة ب" للأزمات، رغم المصاريف الهائلة على البرامج التدريبية والتخطيطية؟ فيبدو الأمر كأنه استهتار متعمد، مؤسسة تعتبر احدى أضخم مؤسسات الأمم المتحدة، حيث لم يبرز اي حديث جدي لتحركات تقوم بها الأونروا سواء للتعقيم ورش المبيدات، أو تخصيص إحدى منشآتها للحجر الصحي في المخيمات.

وإذا كانت "الخطة ب" موجودة، فلماذا لم تطبّق او تظهر بوادرها في عام الأزمات هذا، حيث ما زالت الكرة الأرضية ترزح تحت أزمات العام ٢٠٢٠.