
متابعة - لاجئ
نت|| الخميس، 21 آب، 2025
في ظل المجازر
المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وتصاعد حملات التهجير في
الضفة الغربية، تحل الذكرى الخامسة والخمسون لحريق المسجد الأقصى، لتؤكد أن ما
يحدث اليوم ليس سوى امتداد لمشروع احتلالي ممنهج بدأ قبل عقود ولا يزال مستمرًا.
جريمة مدبّرة:
من إشعال النار إلى تعطيل الإطفاء
في صباح 21 آب (أغسطس)
1969، استيقظت القدس على مشهد مأساوي: ألسنة اللهب تتصاعد من قلب المسجد الأقصى،
بعد أن أقدم المتطرف الأسترالي دينيس مايكل روهان على إشعال النار بدافع معتقدات
دينية متطرفة تهدف إلى هدم المسجد وبناء "الهيكل المزعوم".
النيران التهمت
أجزاء واسعة من المصلى القبلي، ودمّرت منبر صلاح الدين الأيوبي، أحد أبرز رموز
تحرير القدس. ورغم محاولات الأهالي إخماد الحريق بإمكاناتهم المحدودة، تعمّد
الاحتلال الإسرائيلي عرقلة وصول سيارات الإطفاء وقطع المياه، مما فاقم حجم
الكارثة، وأظهر أن الجريمة لم تكن فردية بل جزءًا من مخطط أوسع.
محاكمة شكلية
وتواطؤ فاضح
بعد اعتقال
روهان، أُحيل إلى محاكمة وصفها كثيرون بأنها مسرحية هزلية، حيث ادّعت سلطات
الاحتلال أنه "مختل عقليًا"، وأطلقت سراحه لاحقًا. هذا القرار أثار
غضبًا واسعًا في العالم العربي والإسلامي، وكشف عن نهج الاحتلال في التغطية على
الجرائم التي تستهدف المقدسات.
التاريخ يعيد
نفسه: من الحريق إلى القصف
حريق الأقصى لم
يكن حدثًا عابرًا، بل كان بداية لسلسلة من الاعتداءات على المقدسات والإنسان
الفلسطيني. وما تشهده غزة اليوم من قصف للمستشفيات والمدارس، وتجويع وتهجير، هو
استمرار لنفس الفكر الذي لا يعترف بحرمة المقدسات ولا بحق الإنسان في الحياة
والكرامة.
الأقصى وغزة..
وحدة القضية والمسؤولية
في هذه الذكرى،
تتجدد الدعوة لكل عربي ومسلم لتحمل المسؤولية تجاه المسجد الأقصى وغزة، فهما وجهان
لقضية واحدة، ورمز للصمود في وجه الاحتلال.
إن استذكار حريق
الأقصى ليس مجرد وقفة مع الماضي، بل هو نداء للتحرك، للتضامن، ولحماية المقدسات،
ووقف المجازر، وضمان حق الفلسطينيين في أرضهم وتاريخهم وهويتهم.