القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

"الرابطة الأهلية" في الطريق الجديدة تكرم الإعلامي هيثم زعيتر

 "الرابطة الأهلية" في الطريق الجديدة تكرم الإعلامي هيثم زعيتر
 

الثلاثاء، 13 أيلول، 2011

 
الدولة الفلسطينية، حق واستحقاق والاعتراف بالدولة الفلسطينية.. كان العنوان الأبرز الذي طغى على تكريم الإعلامي هيثم زعيتر في "الرابطة الأهلية" في الطريق الجديدة بحضور حشد رسمي وروحي وحزبي وشعبي تقدمهم: ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي أشرف ريفي المقدم يحيى شاتيلا، ممثل مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الملازم الأول بيار افرام، مدير تحرير جريدة "اللـواء" الدكتور حسين سعد، عضو المكتب السياسي لـ "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" ومسؤولها في لبنان علي فيصل، مسؤول "جبهة التحرير الفلسطينية" في لبنان محمد ياسين، مسؤول "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" في لبنان أبو خالد الشمال، أركان "الرابطة الأهلية" في الطريق الجديدة، وحشد من أهالي طريق الجديدة وأبناء المخيمات الفلسطينية.

* بعد عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، قدم للحفل الزميل عبد الرحمن سلام، ثم رحب رئيس الرابطة راجي الحكيم بالحضور، وموجهاً الشكر والتقدير إلى زعيتر على انجازه الوطني، آملاً أن يهل العام القادم وبيت المقدس قد تحرَّر من رجس الصهاينة.

* منسق الرابطة الأهلية ثائر الحكيم وبعد قراءته الكتاب، آثر الاستشهاد ببعض المقاطع منه، منوهاً "بوطنية المؤلف وجرأته"، لافتاً الى "أن الصراع مع العدو الصهيوني هو شأن كل عربي وثائر حر".

سلام

* كلمة رئيس تحرير جريدة "اللـواء" الزميل صلاح سلام ألقاها بالنيابة سكرتير التحرير التنفيذي في "اللـواء" الزميل عبد الرحمن سلام، ومما جاء فيها: "هي لحظاتٌ وساعاتٌ وأيامٌ يتمناها كلُّ عربي، وليس الأخُ الفلسطينيُّ وحده، أن يقضيها في أرجاء أرض فلسطينَ العربية، أرضِ الطهارة والقداسةِ، القدسِ الشريف، مدينة الرسالات السماوية، وعاصمة الديانات الإلهية، مهدِ المسيح ومسرى خاتم النبيين.

التقطها الزميل العزيز هيثم زعيتر الفرصة بمجرد أن سنحتْ له، وحقّق حُلماً كان يراودُهُ منذ نعومة أظفاره، وحوّل مهمة تغطية انعقاد المؤتمر العام السادس لحركة "فتح"، إلى حدث مفصليٍّ في مسيرته المهنية، حيث اخترق بجرأته الصحفية المعهودة قاعات المؤتمر، وخرج إلى رحاب الأرض التي طالما حلم برؤيتها، يجولُ من مدينة إلى أخرى، ويسجل بين قرية وقرية، ويناقش من اجتماع إلى آخر، ليعودَ بعد شهر من التجوال والبحث والاستطلاع، ليعود بمجموعة من التقارير الصحفية والتحقيقات، وعشرات المقابلات والمشاهدات، تستحق أن توثّقَ بين دفتيْ كتاب، بعد أن تمَّ نشرها وتعميمها على صفحاتِ "اللـواء" الورقية والإلكترونية، وأثارت الكثير من التقديرِ والإعجاب".

وأضاف: لقد أعادني وصفُ الكاتب الموفّق للرحلة من عمّان إلى جسرِ اللّنبي على نهر الأردن، عشرات السنوات إلى الوراء، إلى تلك المرحلة الذهبية في تاريخ المقاومة الفلسطينية التي انطلقتْ من أغوار فلسطينَ والأردن لتصبحَ أهم حركةٍ نضاليةٍ في الستيناتِ والسبعيناتِ من القرن الماضي.

وقفتُ عند جسر اللّنبي لأول مرة في أواسط حزيران/يونيو عام 1967، أي بعد أيام قليلة من وقوع هزيمة العرب الثانية في حرب 5 حزيران/يونيو المشؤومة التي أضاعت القدسَ والضفة، وغزة وسيناء، ومرتفعاتِ الجولان.

والتقطتُ يومها تلك الصور التي لا يُمكن أن تُمحى من ذاكرتي ولا من ذاكرة تلك الأيام السوداء: الجسرُ مُدمّر، أنقاضُه تعاندُ مجرى مياه نهر الأردن، لتبقى الركيزةَ الأخيرةَ التي يُمكن أن تطأها أقدامُ الآلاف من الشيوخ والنساءِ والأطفال الذين نزحوا عن قراهم وتركوا منازلهم في الضفة الغربية باتجاه ما كان يُعرف "الضفة الشرقية للأردن" بعدما عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى نشر الرعب في مدنهم وقراهم.

ثم تكررتْ زياراتي إلى تلك المنطقة من أغوار الأردن، التي تحولتْ إلى قاعدةٍ للعمل الفدائيِّ الفلسطينيِّ الذي انطلق بمدٍّ شعبيٍّ عارم بعد هزيمة الجيوش الرسمية في حرب حزيران/يونيو، وكانت معركة الكرامة في آذار/مارس 1968 نقطة تحوّلٍ كبيرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية التي انبرت حركة "فتح" لقيادتها بعد إلحاق الهزيمة بالجيش الصهيوني في معركة الكرامة، وتكبيده خسائر فادحةً بالأرواح والعتاد.

وتابع: وعلى سفوح تلك الأرض الطاهرة، وعلى تلال مدينة السلط بالذات، تحوّلتُ إلى "مشروع شهيد" للمقاومة الفلسطينية، يوم فاجأنا العدوّ الصهيونيُّ باستخدام طائرات "السكاي هوك" الأميركية صبيحة يوم الثامن من آب/أغسطس 1968، ولأول مرة منذ حرب حزيران/يونيو إثر عملية عسكرية ناجحة قامت بها مجموعة من "فتح" بقيادة الشيخ فهد الأحمد الصباح، شقيق أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد. وكان القصفُ وحشياً كعادة العدوِّ الصهيونيِّ الذي لا يُفرِّقُ بين مدنيّ وعسكريّ، وكان الشهداءُ بالعشراتِ ومعظمهم من المدنيين، وقد نجوتُ أنا والشيخ فهد من الغارتين المتتاليتين بأعجوبةٍ بعدما أصابتْنا شظايا صواريخ الطائرات الإسرائيلية بجراحٍ بالغة.

وختم سلام: مرّ شريط تلك الأيام المجيدة أمامي بسرعة وأنا أقرأ كلمات الأخ هيثم وهو يرسمُ صورَ عبوره جسر اللنبي بأنفاسه، ويخطُّ الكلمات بدموعه، ويعانقُ الأرضَ الطيبة بقبلاته.. لحظاتٌ يتمناها كلُّ واحدٍ منّا أن تكون من عمره أيضاً على أرضِ فلسطينَ الحبيبة...

زغموت

* رئيس "المجلس الإسلامي الفلسطيني" في لبنان والشتات" الشيخ الدكتور محمد نمر زغموت، أشاد "بالدور الوطني لـ "الرابطة الأهلية" منذ الاجتياح الإسرائيلي حتى اللحظة من خلال تكريمها لرجالات فلسطين والمخلصين المقاومين، موجهاً الشكر الى "الإعلامي هيثم زعيتر"، معتبراً "أن ما شاهده على أرض فلسطين، شاهده في قلبه وعقله وضميره". متسائلاً: كيف زرع حب النضال والجهاد والمقاومة في قلب الكاتب".

وحمل زغموت على "الأنظمة العربية، إلا من رحم ربي بسبب تقاعسهم على تحرير الأقصى وكنيسة القيامة المأسوران ومنجسان من رجس اليهود"، مشيداً "بأهل الكنانة في مصر وتمزيقهم علم "إسرائيل" واقتحامهم السفارة الإسرائيلية وطردهم السفير الإسرائيلي".

دبور

* كلمة فلسطين ألقاها القائم بأعمال سفارة دولة فلسطين في لبنان وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أشرف دبور، أشار فيها الى "أنها قضية العصر، ولأنها الوحيدة في هذا العالم والتي ما زالت تعاني من ظلم المجتمع الدولي، ولأنها الهدف والحلم لجميع أبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات وللشرفاء والأحرار في العالم أمثالكم.. ولأننا أصحاب حق ومن شعب أن مات كباره، صغاره لا ينسون أبداً، شعب اسقط من قاموسه كلمة مستحيل. ولأننا أصحاب الحق القانوني والطبيعي في الدولة والحرية والاستقلال، كما باقي شعوب الأرض، ولنا الحق بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، نتوجه إليها رافعين شعار "حق واستحقاق" استناداً إلى قوة الشرعية الدولية التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة منذ العام 1947، وحق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره واستقلاله وسيادته على أرض فلسطين".

وأضاف: أما الاستحقاق فهو آتٍ... آتٍ.... آتٍ لا محال رغم الغطرسة الأميركية المتبجحة علناً باستخدام الفيتو، ظناً منها بسيطرتها على هذا العالم، نقول ونعلن أن إرادتنا وتصميمنا على انتزاع حقنا أقوى.

وتابع: عرفنا فلسطين من خلال ما رواه لنا الأجداد والآباء وما عانيناه من ظلم وتشريد، وطيلة تلك الأعوام كانت هي الحلم الدائم لنا لرؤيتها، ولهيثم تحقق، وكان إصداره "لحظات من عمري في فلسطين" وهو رسالته عن مشاهداته والواقع الذي يعيشه أهلنا الصامدون في وجه الاحتلال، ولقاءاته وحواره معهم، وكذلك الواقع والمعاناة التي يعيشها أهلنا في الشتات ولقاءاته وحواراته.

وأشار الى "أن بداية حوار الزمان والمكان كانت مع الرئيس محمود عباس "أبو مازن" الذي اختار اسم الكاتب، ولأن اسمه فلسطين، جاء الجزء الأكبر من كتاب هيثم لياسر عرفات".

وختم دبور متوجهاً الى "لرابطة الأهلية" بالقول: لأنكم الأوفياء لقضيتكم "فلسطين" تكرمون ونكرم وإياكم اليوم هيثم زعيتر.

زعيتر

* وألقى المحتفى به الاعلامي هيثم زعيتر كلمة جاء فيها: في البدء كان الكلمة، وفي بيتَ لحم.. قول غير خاضعٍ للنقاشِ أو الشكِ أو التبرير. وفي هذا السياق، مِنْ على هذا المنبر، في هذا المعقل الوطنيٍ الأصيل، بكل أبعادهِ ومفاعيلهِ تاريخياً ووثائقياً في حركةِ الزمان، وفي كل يوم، اسمحوا لي أن أقدمَ اعتزازي وفخري في هذا التكريم، هنا في "الرابطة الأهلية" في الطريقِ الجديدة، في قلب بيروتَ النابض، بيروت العروبة ومنطلقَ المقاومة، التي احتضنتِ القضية الفلسطينية، وعمّدتْ ذلك بالدمِ الزكّيِ الطاهر عبر قوافلِ الشهداءِ على مرِ السنوات، في هذه المنطقة التي كانت المحطة الأخيرة في رحلة الشهيد الرئيس ياسر عرفات عندما غادر بيروت في مثل هذه الأيام من العام 1982، حيث قال جملتَه الشهيرةَ عندما سُئل عن وجهته "إلى أين يا أبو عمار"؟ أجاب على القدس رايحين.

واستطرد :هذا التكريمُ، يرتقي إلى تسجيل بارقة تفاعلٍ في مسيرةِ النضال والإبداع، التي آليتُ على نفسي أن أخطوها في محاولةٍ للامساك بحلم حياتي، وحياةِ أبنائي وكل الأجيال الفلسطينية في الأراضي المحتلة والشتات، بل والأجيال العربية التي نتطلعُ إلى العيش في وطن الحلم فلسطين.

وأضاف: منذ أن ولدتُ- طبعاً في الشتات بعيداً عن أرضي ووطني، مهجراً ومُبعداً بالقسرِ والإكراه، والحلمُ بدولة فلسطين ولد معي، كما ولد ويولدُ كلَّ يومٍ في أحشاء أي أم فلسطينيةٍ، بالتأكيد كما في حنايا الأرضِ المحتلة، وكذلك في وهادِ الشتات المتفلّتِ، وترعرعَت وكبُرَت يوماً عن يوم، ويطوي الزمن مع كل دغدغات أمي، وحكايا والدي، الذي أطعمني ونمّاني على الإيمانِ بالله، وبوطنٍ ضاع، ولا بد أن يعود إلى أهله وأصحابه، مهما طال الزمن، ومهما تعاقبتْ من أجيال، وبالتأكيد مهما أُريق من دماءِ الشهداء، وآهات الأسرى، وكل شقاءِ المناضلين، الذين يُسجلون مع كل ومضةِ نهار، ودغشةِ ليل، وقائع الإقرار بدولة الوطن فلسطين.

وتابع: لعلي لا أغالي إذا قلتُ إن زيارتي إلى أرض الوطن في هذا الوقت من الضياع، وعبر الشتات، تأتي في خضمِ الأمل بإيماني في وطني ودولتي، والتواصل مع حلم حياتي، كما هو حلُم كل فلسطينيٍ كبيراً أم صغيراً، سواءُ في الداخل والشتات مناضلاً، صامداً أو أسيراً أو شهيداً.

لقد حاولتُ في هذا الكتاب "لحظات من عمري في فلسطين" أن أترجمَ بعضَ كلِ الأحلامِ التي تراودُني، وبعض كل الإيمانِ الذي يتعشقُ حنايا كلِّ حياتي، وهذا البعضُ طبعاً وليس الكل.

ما أروعَ اللحظة في اللهفة، وأنت تطأُ أرضَ الوطن، التي تتوقُ إلى لهفةِ الابن الضائع إلى حضنِ أمه، ليكون حكايا، بل سجلاً لأبنائي، ولكل الأبناء الفلسطينيين مع اللبنانيين والعرب، هي لحظات تسمو إلى مراتبِ الإيمان بأن من يُحاول لا بد أن يصل، ولا بد طبعاً نحن أن نصل.

وأضاف: فلسطينُ لنا، كما قلتُ، وكما سوف تكون، اليومَ أو غداً بعد غدٍ ليس المهم. فكما حاولت الأجيالُ التي سبقتنا، وكما تحاول أجيالُنا اليوم، سوف تحاولُ أجيال أبنائِنا تحويلَ الحلم إلى حقيقةٍ واقعة، تكون لنا دولتُنا، ولنا وطننا.. فالكُل آلى على نفسه أن يجعلَ الحلمَ حقيقة، بدماءِ الشهداءِ أو بانتفاضاتِ المناضلين، وصمودِ الصابرين، وحتى بإنقاذِ القوانينِ في عودةِ الحقِ المغتصبِ إلى أهلهِ وأصحابه.

وأشار الى أنه "من رحمِ هذا الواقعِ وهذا الإيمان، حاولتُ أن أقولَ ما يعتمرُ في نفسي فيما بين الحلمِ والحقيقة، وما بين التمني والواقع، أجدُ نفسي فخوراً بتقديرِكم وبتفاعِلكم معي، في الإيمانِ بالوصولِ إلى إقامةِ دولةٍ فلسطينية، وطناً أصيلاً لكلِّ فلسطيني، وهذا ما نرجوه ونأملُ تحقيقَه في شهرِ أيلول الجاري عدما يتقدمُ الرئيس محمود عباس بطلبِ العضوية للاعتراف بفلسطين كدولةٍ كاملةِ العضويةِ في هيئةِ الأمم المتحدة، وللمصادفةِ أن لبنان الذي قدم كثيراً من أجلِ القضيةِ الفلسطينيةِ هو الذي يترأسُ جلسةَ "مجلس الأمنِ الدولي"، وعلى الرغم من كلِ الضغوطِ الأميركيةِ ورفع وتيرةِ العدوانِ والتهديدِ للعدوِ الإسرائيلي، إلا أن إصرارَ القيادةِ الفلسطينيةِ وخلفها كلُ أطيافِ المجتمعِ الفلسطيني وقواه يدعم هذا الموقفَ بمؤازرةٍ عربيةٍ ووطنية، على أملِ إعادةِ الحقِ الفلسطينيِّ السليبِ إلى أهله، لتكونَ فلسطينُ الدولةَ 194، مع تأكيدٍ بعدمِ التفريطِ أو التنازلِ عن القرارِ الدولي 194، الذي يؤكدَ على حقِ العودةِ اللاجئين الفلسطينيين.

وفي ختام الحفل جرى تقديم درع وفاء وتقدير من "الرابطة الأهلية" وشهادة تقدير من "اتحاد الروابط والهيئات البيروتية" الى المحتفى به زعيتر.
 
المصدر: الرابطة الأهلية – بيروت