القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

اللاجئون الفلسطينيون في تجمع المعشوق في لبنان يعانون الفقر والجوع والتهميش وجائحة «كورونا»

الروبي: مستمرون في حراكنا تجاه «الأونروا»حتى تحقيق المطالب


خاص – لاجئ نت l السبت، 18 نيسان، 2020

يختصر تجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين في صور صعوبات الواقع الذي يعيشه المخيم الفلسطيني ويزيد عليها أزمات تخصه وحده وأخرى يتشارك فيها مع تجمعات تعيش ظروفا مشابهة.

وتجمع «المعشوق» يُعَدّ أكثر التجمعات الفلسطينية في لبنان فقرًا، ويُعاني سكّانه من أزمات عدّة جراء انعدام مُقوّمات العيش الآدمي، من مياه شرب وبنى تحتية وخدمات أساسية، وفي ظلّ جائحة كورونا التي عصفت بهم ولا أحد يُغيثهم أو يُسهم بالحدّ من معاناتهم.

يذكر أن هناك أكثر من 4000 لاجئ فلسطيني يعيشون في مساحة لا تتعدى الكيلو متر مربع الواحد في بيوت تكاد جدرانها تنهار عليهم وبفعل الجدران المتهالكة وسقوف «الزينكو» التي تدلف منها المياه إلى فرش الأطفال وهم عبارة عن 525 عائلة من لواء الجليل وخاصة قضاء عكا وصفد من قرى الغابسية والدامون وقديثا والشيخ داوود وطربيخا والعديد من اللبنانيين والسوريين.

وتحتاج منازل التجمع إلى تأهيل فوري تفادياً لسقوطها فوق رؤوس ساكنيها بسبب فقر العائلات وعدم توافر الإمكانات المادية لبناء مساكن بمواصفات آمنة، إضافة إلى منع الحكومة اللبنانية والقوى الأمنية سكان التجمع من ترميم منازلهم منذ سنوات طويلة.

شبكة «لاجئ نت» تسلط الضوء على معاناة أهالي تجمع المعشوق وهو أحد التجمعات في مدينة صور الواقع بين مخيمي البرج الشمالي ومخيم البص. والفقر والحرمان والجوع والآلام والمعاناة كلمات تلخص حياة اللاجئين الفلسطينيين الذين مازالوا يعانون آلام اللجوء منذ اكثر من 70 عاماً ، عاشوا خلالها كل صور المعاناة والشقاء لكنهم ما زالوا يملكون الكثير من الصمود رغم كل هذا الحزن والألم، مازالوا يحلمون بحق العودة.

لا منشآت للأونروا

وكالة الغوث لا تقدّم أيّة خدمات للتجمع الفلسطيني، بحجّة أنه غير مسجلٍ لديها، وتنتشر النفايات في التجمّع، فلا تُوجد حاويات أو أماكن مخصصة لجمعها، كما لا يُوجد عمال نظافة يقومون بهذه المهمة، كما أنّ مياه الصرف الصحي تختلط مع مياه الشرب، بسبب انعدام البنى التحتية.

وتفرض الدولة اللبنانية قيوداً شديدةً على دخول مواد البناء إلى مخيمات منطقة صور.

والجميع يعلم سوء الأحوال التي وصل إليها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بشكل عام جراء تركمات الإجراءات العنصرية التي تحرمهم من أبسط الحقوق الإنسانية، وبفعل الأزمة الاقتصادية والمالية الشديدة في البلاد، وأخيراً، تفشي فيروس «كورونا» ووجوب الالتزام في المنازل.

ونتيجة لذلك طالب اللاجئون الفلسطينيون في تجمّع المعشوق وكالة «الأونروا» بتحمل مسؤوليتها تجاههم وتقديم مساعدات شهرية، وليست لمرة واحدة، في ظل الأزمة الاقتصادية والصحية المستمرة في لبنان.

وأعرب كثيرون من سكان التجمع عن غضبهم واستيائهم من تقصير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» تجاه التجمع لعدم الإشراف عليه وإصلاح الخلل في البنى التحتية لكونه من التجمعات غير المعترف به من الوكالة.

وتساءل سكان التجمع: كيف هو حال اللاجئين الفلسطينيين ممّن يقطنون في تجمّعات غير معترف بها من الوكالة؟ من هو الموكل بإصلاح الخلل الذي تعانيه البنية التحتية فيها، مطالبين المنظمات والمؤسسات الدولية بتقديم الاغاثة العاجلة للاجئين الفلسطينيين.

وحول الواقع المعيشي في تجمع المعشوق أوضحت الناشطة في التجمع نزهة الروبي لـ «شبكة لاجئ نت» بأن التحركات مستمرة حتى تحقيق المطالب المحقة، وخاصة مسوى الطبابة بدرجة مئة بالمية ملوحة بالتصعيد في حال لم تتم استجابة «الأونروا» لصرخات اللاجئين الفلسطينيين في التجمع.

وحول التحركات والاحتجاجات قالت الروبي بان هناك سلسلة من التحركات واللقاءات قام بها الحراك مع الفعاليات والاحزاب والقوى الفلسطينية واللبنانية وكان اخرها اللقاء بنائب المسؤول السياسي لحركة «حماس» في لبنان جهاد طه والمسؤول السياسي للحركة في منطقة صور عبد المجيد عوض حيث استمعوا الى المطالب والمعاناة التي يعاني منها التجمع مؤكدين وقوفهم الى جانب اللاجئين في التجمع وابدت حماس استعدادها ووعدت بتسديد رسوم الاشتراك لمدة شهرين وذلك بدل جمع النفايات والبلدية لمدة شهرين تدفع شهرياً من منازل المعشوق جباية لثلاث اشخاص من تجمع المعشوق.

فقر شديد وحراك مستمر

وحول الواقع المعيشي أوضحت الروبي، أن الجوع بدأ يظهر وسط العائلات وسط استياء وسخط من السوء الذي وصلت إليه الأحوال، وأشارت إلى أن أبرز اليد العاملة في تجمّع المعشوق هم من العمال المياومين اصبحوا عاطلين عن العمل عاجزين عن اطعام عائلاتهم، وماذا يستطيع العامل الذي يتقاضى 3 دولارات يومياً ان يأمن من احتياجاته الاساسية في ظل هذا الارتفاع الجنوني في الاسعار.

وشددت الروبي، على مسؤولية «الأونروا» في دعم اللاجئين اقتصادياً، مضيفةً: «حتى الميسورين من أبناء التجمع عاجزين عن تقديم المساعدات والتبرعات المالية نتيجة حجز اموالهم وأزمة البنوك في لبنان».

أما بالنسبة للوضع الصحي لمرضى غسيل الكلى، أشارت الروبي إلى «الخطر الذي سينعكس على اوضاعهم الصحية وأوضاعهم الماديّة صعبة، لا تسمح لهم بدفع مصاريف المواصلات للذهاب الى مستشفى الهمشري لغسيل الكلى 3 مرات اسبوعياً خاصة في ظل توقفهم عن العمل».

واستنكرت الروبي «تركيز المؤسسات والجهات الدولية على المخيمات، فيما التجمعات محرومة على الرغم من الغلاء المعيشي الذي يضاهي أسعار المدن وأكثر».

وذكرت أنه على الرغم من حظر التجمعات وعدم إمكانية القيام بأي اعتصام، إلا أن الحراك مستمر للضغط على الوكالة، مهددة بالتصعيد حتى تتحمل الأونروا مسؤولياتها تجاه اللاجئين والاوضاع المترتبة على ذلك كونها المؤسسة المسؤولة دولياً عن اغاثة الشعب الفلسطيني حتى تحقيق العودة.

وجددت مطالبتها لوكالة «الأونروا» باصدار بطاقة تغذية لكل عائلة فلسطينية في لبنان لشراء حاجيتها من التعاونيات والمحلات الغذائية كونها ملزمة بتقديم الدعم واغاثة الشعب الفلسطيني وترعى الشعب الفلسطيني.