القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

الوباء يتسلل إلى مخيم الجليل (ويفل).. وآلاف الفلسطينيين في لبنان مهددون بالجوع بسبب كورونا


لاجئ نت | السبت، 25 نيسان، 2020

بعد أن أعلنت السلطات اللبنانية تسجيل أربع إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجدّ في مخيّم الجليل (ويفل) للاجئين الفلسطينيين في سهل البقاع ليرتفع بذلك مجموع الإصابات المؤكّدة في هذا المخيّم إلى خمس. سادت حالة من الخوف والقلق داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بسبب تفشي وباء "كورونا". وتزداد المخاوف لدى اللاجئين أكثر يومًا بعد الآخر، مع تقصير الجهات الرسمية في لبنان، وخاصة وكالة "الأونروا"، حيث يتهمها مدافعون عن شؤون اللاجئين بأنها "لم تقم بالدور المنوط بها في تقديم المساعدات الإغاثية والطبية، وأدوات التعقيم اللازمة للوقاية من خطر انتشار الوباء".

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن مخيّم الجليل هو أول مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان تسجل فيه إصابة مؤكدة بالفيروس، نحو 8000 شخص مسجلين لدى وكالة الأونروا إضافة إلى نحو 200 عائلة من فلسطيني سوريا. وهو بالتالي مخيم غير قادر على تأمين كفايته الذاتية، حتى بالنسبة للمواد الغذائية وتأمينها.

وسبق لمنظمات دولية أن حذّرت من خطورة انتشار الفيروس داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسبب الكثافة السكانية داخلها عدا عن افتقادها لأبسط الخدمات والبنى التحتية وظروف قاطنيها المعيشية الصعبة وصعوبة تطبيق اجراءات الحجر والتباعد الاجتماعي.

وكان محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، عقد، الأربعاء الماضي، اجتماعاً في مكتبه لاتخاذ إجراءات جديدة على ضوء ظهور حالة "كورونا" في مخيم الجليل.

وأعلن خضر "اتخاذ الكثير من الإجراءات بغض النظر كيف ستكون النتيجة، ومنها إقفال المدخل الأساسي للمخيم من قبل شرطة بلدية بعلبك بمؤازرة من الأجهزة الأمنية، إضافة إلى تواجد أمني على جميع المداخل التي يمكن أن يمر منها المشاة أو الأفراد".

وأشاد بـ "التعاون الكبير من قبل مخيم الجليل والقيمين على المخيم والتزامهم بموضوع الحجر المنزلي والتعبئة العامة والإقفال التام"، مؤكداً أنهم متعاونون "إلى أقصى الحدود ونحن موجودون بالقرب منهم لمساعدتهم في هذه المرحلة وفي هذه الفترة".

وفي هذا السياق جاءت زيارة وزير الصحة اللبناني حمد حسن وعضو مجلس النواب علي المقداد ورئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور إلى المخيم بهدف الوقوف على تطورات الأوضاع والتأكيد على إجراءات الوقاية.

الوزير حسن دعا أهالي المخيم إلى ضرورة التشدد في الإلتزام بالإجراءات ولا سيما إرتداء الكمامات، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى حفاظاً على سلامتهم. وتمنى قيام الذين خالطوا الحالات الخمس المصابة بالفايروس بإجراء فحص الـ "PCR”في مستشفى بعلبك.

وقال حسن خلال زيارته إلى المخيم إنه "في ظل الظروف التي نعيشها يجب أن تكون الإجراءات قاسية، وأن يكون الشعب الفلسطيني واعيا لمواجهة الأزمة"، مشيرا إلى أنه من غير الممكن تحمل الأذى الذي يمكن أن يحصل عند التراخي في إجراءات التعبئة العامة.

ودعا حسن اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الجليل إلى "ارتداء الكمامة ولو كانت من صنع المنزل، لأنها أولى وسائل الوقاية".

كما أشار إلى أن الوزارة تتابع خمس حالات في المخيم وتتابع مخالطيها، وطالب جميع من خالط الحالات المصابة بإجراء فحص"PCR" في مستشفى بعلبك.

وأضاف: "إذا اعتبرنا أننا حققنا نتائج جيدة، فيجب أن ننزل السلم قليلاً قليلاً، وليس بشكل سريع، ونحن لا نستطيع تحمل الأذى بحال فك التعبئة العامة دون الالتزام بالضوابط".

هذا وانتقد وزير الصحة اللبناني الدكتور حمد حسن في وقت سابق تباطؤ المنظمات الدولية في مواجهة جائحة كورونا.

وقال حمد في حوار مع قناة المنار الاحد (21/4): نحن نحمل جميع المنظمات الدولية المسؤولية المباشرة عن تلبية نداء وزارة الصحة العامة في لبنان لوضع خطة ميدانية لمكافحة كورونا من اجل مساعدة جميع اللاجئين الفلسطينيين والنازحينمن سوريا حتى لا تتحول تجمعات اللاجئين الى قنبلة موقوتة.

وفي إجراء تصعيدي ضد سلبية الأونروا أعلنت قيادة تحالف القوى الفلسطينية في لبنان عن تجميد عضويتها في "خلية الأزمة الصحية المركزية" التي ترأسها الوكالة حتى إشعارٍ آخر.

وأكدت رفضها قرار إدارة الأونروا بتقديم مساعدات مادية لجزء من أبناء الشعب الفلسطيني وإستهداف فئة منه بعينها فقط، وطالبت بالعمل الفوري على إطلاق برنامج إغاثة طارئة، يتم من خلاله توزيع مساعدات مادية على جميع اللاجئين.

وحثت أبناء الشعب الفلسطيني في كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية على إدانة تقصير إدارة الأونروا، ورفض قراراتها التي تستثني جزءاً من الشعب الفلسطيني من تقديماتها.

وطالبت إدارة الأونروا بتحمّل مسؤولياتها في مواجهة جائحة كورونا والقيام بواجباتها على مستوى الإجراءات الوقائية والعلاجية، والتوقّف عن المماطلة والتسويف.

وفي السياق طالبت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لتقديم مساعدات مالية للاجئين الفلسطينيين في لبنان لمواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي يعيشونها جراء أزمة كورونا والأزمات الاقتصادية المزمنة الأخرى.

وقالت (شاهد) في بيان لها إن الإجراءات الوقائيّة المتبّعة في البلاد في إطار التعبئة العامة، أدت إلى توقّف حركة الأعمال، تزامناً مع ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة والسلع الأساسيّة بشكل دراماتيكي، وهو ما انعكس بشكل كبير على الواقع المعيشي للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

ونبهت (شاهد) في بيانها إلى أن ثمة أصوات غاضبة بدأت ترتفع وتحذر من انفجار اجتماعي وشيك، إذا ما استمر الحال على ما هو عليه من الإقفال والغلاء، وسط تحذيرات من حدوث كارثة إنسانية واجتماعية كبيرة ودعوات للتحرك العاجل من أجل وضع خطة إغاثية تخفف عن اللاجئين في هذه الأزمة.

وبحسب بيان (شاهد) فإن ما يقارب 90% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان باتوا بلا عمل، أي أصبحوا يعتمدون على النمط الاستهلاكي المباشر.

وتساءلت (شاهد) في بيانها عن مصير اللاجئين الفلسطينيين إذا استمرت أزمة وباء كورونا، ولمن يترك هؤلاء اللاجئين، أليسوا هم مسؤولية الأمم المتحدة، بشكل عام ووكالة الأونروا بشكل خاص؟

ودعت (شاهد) في بيناها وكالة الأونروا الى الاستدراك السريع، واتخاذ ما يلزم من خطوات جادة تلبي حاجات اللاجئين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية ووضع برنامج إغاثة لمدة ستة شهور كمرحلة اولى.

وذكرت (شاهد) في بيانها إلى أن هناك ما يقارب من 25 ألف لاجئ فلسطيني قدموا من سوريا إلى لبنان بسبب الأزمة السورية الدامية وهؤلاء بحاجة لمساعدة عاجلة مطالبة وكالة الأونروا باستبدال صرف المعونة المالية، على الرغم من قلتها، التي يحصل عليها هؤلاء من العملة اللبنانية الى الدولار وذلك بسبب تدني القدرة الشرائية لليرة اللبنانية.

كما وعبّرت قيادات فلسطينية عن قلقها ووجهوا اتهامات للأونروا بالتقصير في رعايتهم.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في لبنان، أركان بدر: "إن هناك حالة غضب كبير وغليان داخل المخيمات بسبب عدم قيام الأونروا" بواجباتها تجاه اللاجئين"، إضافة لغلاء المعيشة الذي يجتاح لبنان، محذراً من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى انفجار اجتماعي وشعبي "وهذا ما لا نريده بسبب وباء كورونا".

ونبه إلى أن الأونروا لم تقم بالحد الأدنى من دورها منذ تفشي "كورونا"، حيث تكتفي بتقديم الوعود فقط، دون الحراك الفعلي، وذلك بحجّة الأزمة المالية التي تمر بها.

وذكر أن الأونروا خصصت 5 ملايين دولار للاجئي لبنان من أصل 30 مليون دولار قدّمها الاتحاد الأوروبي للاجئين في مناطق عمليات الأونروا الخمس، مستدركاً "لكن الأونروا تتحايل في توزيع المساعدات حيث تُقدم 2-3 ملايين دولار لمستفيدي الشؤون والعوز الشديد".

وجدد تأكيده أن الأونروا هي الشاهد الوحيد على قضية اللاجئين الفلسطينيين، لذلك يجب عليها أن تأخذ دورها تجاههم وخاصة مع تفشي "كورونا".

كما انتقد أيضاً منظمة التحرير الفلسطينية، حيث إنها لم تقم بالدور المطلوب والكافي تجاه اللاجئين لمواجهة تفشي "كورونا"، كما قال.

وهذا ما ذهب إليه الباحث في شؤون اللاجئين صلاح الأحمد، حيث أكد تقصير "الأونروا" في خدماتها المُقدمة للاجئين خاصة مع تفشي "كورونا".

وأوضح الأحمد أن "الأونروا" لم تقدم أي خدمات صحية ومستلزمات لمواجهة "كورونا"، وذلك بحجّة "الأزمة المالية"، مشدداً على ضرورة قيامها بدورها بصفتها الشاهد على قضية اللاجئين.

إلى ذلك، حذر عضو قيادة الساحة اللبنانية لحركة "فتح" اللواء منير المقدح، من انفجار اجتماعي وشيك في المخيمات الفلسطينية، نتيجة التداعيات السلبية لفيروس "كورونا" والفقر المدقع وارتفاع نسبة البطالة والغلاء وارتفاع الأسعار، متسائلا عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تقاعس وكالة "الأونروا” عن القيام بواجباتها تجاه اللاجئين.

وقال المقدح: إن إجراءات وكالة "الأونروا” لمواجهة فيروس "كورونا" داخل المخيمات الفلسطينية، بقيت حبرا على ورق، وضجيجا دون طحين، ولم يتمخض عنها سوى توزيع الصابون"، متسائلا "هل هذا كاف لمواجهة الوباء، ولماذا لم تبادر حتى الآن لتوزيع المساعدات المالية أو سلة إغاثية أو حتى مواد تعقيم".

وأشار إلى بدء ارتفاع أصوات تحذر من كارثة إنسانية واجتماعية مصحوبة بدعوات للتحرك الاحتجاجي العاجل للضغط على "الأونروا” لوضع برنامج إغاثي طارىء لمدة ستة شهور كمرحلة أولى تخفف عن اللاجئين معاناتهم المعيشة والاقتصادية في هذه الأزمة الخانقة.

المخيمات مهددة بالجوع.. ومبادرات لسد الفجوة

الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات مهددون بالجوع بسبب إجراءات الإغلاق المتصلة بوباء كورونا، ما لم تضع الأونروا على وجه السرعة خطة قوية ومنسَّقة لتقديم المساعدات"، مؤكدة أن وباء كورونا المستجد تسبّب في "تفاقم أزمة اقتصادية مدمرة كانت موجودة أصلا، وبسبّب غياب أي استجابة واضحة من الأونروا وعجزها عن تلبية احتياجات اللاجئين الأساسية ظهرت مبادرات لسد الفجوة، وأطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس حملة (حماس حدك) حيث أعلنت المرحلة الثالثة من الحملة في مخيمات وتجمعات منطقة صور لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، حيث شارك في إطلاق الحملة نائب المسؤول السياسي في لبنان جهاد طه، والمسؤول السياسي في منطقة صور، وأعضاء القيادة السياسية في المنطقة، بالإضافة إلى ممثلين عن الفصائل الفلسطينية واللجان الأهلية.

وفي كلمة لنائب المسؤول السياسي في لبنان جهاد طه، أشار فيها إلى أن الحركة ستواصل مساعيها وتبذل المزيد من الجهود لتأمين ما يلزم من مقومات دعم صمود اللاجئين إلى حين العودة، داعياً إلى تضافر كافة الجهود من أجل معالجة كافة القضايا الاجتماعية والاقتصادية ومواجهة كل التحديات التي تتربص بشعبنا وقضيتنا.

وطالب طه كافة المؤسسات الدولية لا سيما وكالة الأونروا لتحمل مسؤولياتها والقيام بواجبها الإغاثي تجاه اللاجئين الفلسطينيين، داعياً أبناء شعبنا الفلسطيني إلى تكريس مبدأ التكافل الاجتماعي وتعزيز روح المبادرة في إغاثة العوائل الفقيرة والمتعففة.

وإزاء تفشي وباء فايروس "كورونا” عالمياً، وانعكاساته سوءًا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وفي ظل حالة الحجر المنزلي وتوقف الحياة الاقتصادية جرّاء دخول لبنان في حالة "التعبئة العامة”، وفي ظل تقاعس وكالة "الأونروا” عن دورها في تحمل المسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين وعدم إطلاق خطة إغاثية طارئة أو تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لغاية الآن.

أطلقت "مبادرة شباب فلسطين في الخارج” حملة إنسانية لتقديم الدعم الإغاثي للعائلات الفقيرة والمتعففة في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وذلك بالتعاون مع عدد من المبادرة الشبابية الناشطة في تلك المخيمات.

وفي تصريح خاص لـ "شبكة لاجئ نت”، اعتبر عضو الهيئة الإدارية في "مبادرة شباب فلسطين” خالد فهد، أن الحملة جاءت استشعاراً منا للمسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه شعبنا، وأيضاً للتخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني في لبنان في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها في لبنان.

وذكر "فهد” لـ”لاجئ نت” أن الحملة انطلقت في مشروعها الأول تحت شعار هدية رمضان، كبادرة طيبة من "شباب فلسطين في الخارج” تجاه أهلهم وشعبهم في مخيمات لبنان، ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك.

يُذكر أن "مبادرة شباب فلسطين في الخارج” هي إطار شبابي فلسطيني انبثقت عن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، تهدف المبادرة إلى تشبيك وتنسيق جهود العمل الشبابي الفلسطيني.

كما قامت مبادرة "خيرك بيرجعلك” بتوزيع طرود غذائية على العائلات الفقيرة والمتعفّفة من اللاجئين الفلسطينيين في منطقة البقاع الأوسط، وذلك ضمن مشروع "هدية رمضان” وبدعم من "مبادرة شباب فلسطين في الخارج”.

وفي تصريح خاص لـ "شبكة لاجئ نت”، اعتبر الناشط في مبادرة "خيرك بيرجعلك” أحمد فاعور أن الحملة انطلقت في مبادراتها الإغاثية منذ فترة، بعد أن تدهورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية جرّاء الأزمة اللبنانية منذ تاريخ 17 تشرين الأول 2019، ثم دخول لبنان في حالة "التعبئة العامة” جرّاء تفشي جائحة "كوونا” ، مما زاد من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في ظل غياب دور الأونروا في تقديم المساعدات وغياب فرص العمل وارتفاع الأسعار.

وتوجه "فاعور” عبر "لاجئ نت” إلى أهل الخير بالوقوف إلى جانب الفقراء والمحتاجين من أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان، وتقديم الدعم والتبرع لصالح الحملات والمبادرات الإغاثية وخصوصاً في شهر رمضان المبارك. كما توجه "فاعور” بالشكر إلى "مبادرة شباب فلسطين” على دعمها.

يُذكر أن "مبادرة شباب فلسطين في الخارج” أطلقت منذ أسبوع حملة إنسانية بعنوان "هدية رمضان” لتقديم الدعم الإغاثي للعائلات الفقيرة والمتعففة في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وذلك بالتعاون مع عدد من المبادرات الشبابية الناشطة في تلك المخيمات والتجمعات.