القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

بسبب كورونا .. رمضان الأصعب على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومطالبات لـ«الأونروا» و«منظمة التحرير» بتحمل مسؤولياتهم


شبكة «لاجئ نت» || الخميس، 30 نيسان 2020

نكهة شهر رمضان هذا العام مختلفة عن الأعوام السابقة بسبب تفشي وباء كورونا المستجد حول العالم، وما أدت إليه طرق الوقاية من تباعد اجتماعي، دفع بالناس إلى الالتزام في البيوت للوقاية من الفيروس، وللمرّة الأولى تخلو المساجد بالكامل من المصلّين، وتخلو ساحات وقاعات المساجد من حلقات الذكر والدروس الدينية، وتتوقف موائد الرحمن، وغياب الزينة الرمضانية من امام المنازل والمساجد. ولعل شهر رمضان هذا العام هو الأصعب في سنوات الشتات واللجوء بسبب فيروس كورونا الذي أفقد الكثيرين أعمالهم اليومية واصبحوا عاجزين عن تأمين سبل الوقاية والرعاية الصحية.

الأوضاع الاقتصادية والمعيشية غيّرت معالم الفرحة

يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان أوضاعاً معيشية واقتصادية واجتماعية صعبة نتيجة لاستمرار الازمة الاقتصادية الني اثقلت كاهلهم، وشكّلت قيوداً على كافة جوانب حياتهم الانسانية والاجتماعية والاقتصادية وأضافت إليها جائحة كورونا ومماطلة «الأونروا» في القيام في مهامها كجهة مسؤولة عن تقديم الخدمات الإغاثية والخدماتية والصحية والتشغيلية، تركت الآلاف من الفلسطينيين عرضة للجوع والفقر والعوَز، ليحل شهر رمضان هذا العام ضيفاً ثقيلاً على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في ظل هذه الأوضاع الصعبة وجائحة كورونا مما غيرت معالم هذا الشهر ومحت البسمة عن وجوه الكثيرين التي كانت تستقبل شهر رمضان بالفرحة والخير بسبب الغلاء الذي يعم البلاد والتلاعب في أسعار السلع من قبل التجار.

تراكم البضائع والديون، في آن واحد

ويعاني أصحاب المحلات أوضاعاً مأساوياً بسبب تراكم البضائع والديون على الزبائب وتراجع عملية البيع بسبب الغلاء الفاحش.

ويقول ح.ع صاحب احد المحلات بيع المتبلات في مخيم البرج الشمالي بأن الأمر لم يعد يطاق ولم نعد يحتمل أية خسارة، وشخصياً لا انوي شراء بضاعة للمحل ووصل سعر الدولار الى اكثر من 4000 ليرة لبنانية ولا يوجد حركة شراء، وتابع ان استمر الوضع فأني سأقفل المحل.

من جهتها، قالت ع.د صاحبة دكان صغير، بسبب تردّي الوضع المعيشي والاقتصادي للأهالي، وانتشار البطالة في صفوفههم تراجعت عملية الشراء بشكل كبير، ومعظم البيع بالدين، واصبح المحل فارغاً من الكثير من البضائع ولا استطيع شراء البضائع نتيجة لعدم وجود سيولة كافية لتجديد البضائع في المحل.

السائقون يخسرون لقمة عيشهم

ومن الأمور المقلقة لسائقي سيارات الاجرة هي استمرار تقييد حركة السيارات حسب اللوحة مفردة ام مزدوجة بسبب قرار التعبئة العامة لمنع انتشار كورونا ويعيشون هاجس عدم تأمين القوت اليومي ودفع الايجار المنزل والسيارة العمومية التي يعمل عليها.

من جهته، تحدث م.ن أحد سائقي سيارات الأجرة وهو اب لأربع أولاد عن مخاوفه من استمرار الأزمة وتطبيق القانون المقيد لحركة السيارات، قائلاً بأن تقييد الحركة أوقفت العمل وقيدت الحركة، كنا نعتمد على طلاب الجامعات والموظفين ولكن التعبئة العامة اوقفت كل شيء مما سبب سلباً على العمل وقيدت حركتنا وإذا ما تم احتساب ما ننفقه على الوقود والإيجار الشهري للسيارة، فيكاد المردود لا يكفيني، والأوضاع تزداد سوءاً ولا يوجد دخل يومي او عمل اخر استطيع ان اعتاش منه انا واولادي، وختم قائلاً مع حلول شهر رمضان ازدادت الأوضاع سوءاً وانعدمت السيولة والقدرة الشرائية صفر نتيجة الغلاء واستمرار الازمة الاقتصادية في لبنان وجائحة كورونا.

رمضان شهر الخير

في ظل تقاعس وكالة «الأونروا» عن دورها في تحمل المسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين وعدم إطلاق خطة إغاثية طارئة أو تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لغاية الآن، إلا أن شهر خير لا زال يحمل الخير وبرزت المبادرات الصغيرة ربما تخفف من آلامهم ومعاناتهم.

مبادرة «ويطعمون الطعام4» في مخيم البرج الشمالي إحدى تلك المبادرات، التي انطلقت للتخفيف عن اعباء الناس ونتيجة لتقاعس وكالة «الأونروا» عن دورها في تحمل المسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين وعدم إطلاق خطة إغاثية طارئة أو تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لغاية الآن.

 

تقوم الحملة بتوزيع طرود غذائية على العائلات الفقيرة والمتعفّفة من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم برج الشمالي، وذلك ضمن مشروع «هدية رمضان» وبدعم من «مبادرة شباب فلسطين في الخارج«.

منسق الحملة جلال الصديق أشار بأن المبادرة انطلقت هذا العام للسنة الرابعة على التوالي، حيث بدأت حراكها مبكراً في مخيم برج الشمالي قبل شهر رمضان المبارك، مع بداية أزمة «جائحة كورونا». وقامت المبادرة بتوزيع الطرود الغذائية وسلّات الخضار والوجبات النية، كما تنشط المبادرة بشكل يومي خلال شهر رمضان المبارك من خلال مطبخها الخيري ويعمل به فريق متخصص وفق إجراءات السلامة والتعقيم الدائم، وتوزيع ما يقارب الـ 140 لـ160 وجبة ساخنة يومياً للعائلات الفقيرة والمتعففة في في جميع أحياء المخيم بهدف التخفيف من معاناتهم التي تفاقمت جرّاء الأزمات الإنسانية المتتالية وفي ظل أزمة «جائحة كورونا»، وانعكاسها سوءًا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

من جهتها قالت مديرة «جمعية زيتونة للتنمية الاجتماعية» زينب جمعة بأن شهر رمضان يحل رغم الظروف المعيشية الصعبة، وعلى الرغم من ذلك إلا أن اعمال الخير لا زالت ترافقه وتتجلى بتقديم الصدقات وزكاة الافطار، وزكاة المال، وتبدأ الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني ورجالات الخير بمد يد العون والمساندة ومساعدة الناس وخاصة الفقراء والعائلات المتعففة.

وحول المبادرة التي تقوم بها الجمعية قالت «جمعة» بدأنا بتنفيذ «حملة صحن الخير» في مخيم عين الحلوة، وتتضمن تجهيز وجبات افطار رمضانية في مقر الجمعية بعين الحلوة وتوزعيها للعائلات الفقيرة والمتعففة، وتكفي الوجبة الواحدة لعائلة من خمسة افراد.

وتقوم الحملة بتأمين ما يقارب الـ100 وجبة يومياً، ونعمل جاهدين لتلبية المزيد من الحالات، لكن حالات الفقر الشديد ازدادت بشكل ملحوظ وهناك المئات من العائلات لا يملكون ثمن إفطارهم في شهر رمضان المبارك.

وأضافت «جمعة»، احتياجات الناس زادت وحالات الفقر تزداد يوماً بعد يوم مع استمرار الأزمة، ومن المفترض ان تقوم «الأونروا» بتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، ولكن إلى الآن لم تحرك ساكناً.

وطالب «جمعة» منظمة التحرير الفلسطينية بالسعي جاهدة للضغط على «الأونروا» من أجل تقديم المساعدات بأسرع وقت ومساعدة اللاجئين كونها الممثل للشعب الفلسطيني.

العوض: أوضاع اللاجئين تُنذر بانفجارٍ إنساني ومعيشي

في هذا السياق، قال مسؤول العلاقات السياسية والإعلامية في «حماس» عبد المجيد عوض لـ «شبكة لاجئ نت» بأن شهر رمضان المبارك يأتي هذا العام، وشعبنا الفلسطيني في لبنان يُعاني من وضعٍ اقتصاديٍ ومعيشيٍ صعب، جرّاء أزمة العمل الأخيرة وما تبعها من أزمةٍ اقتصاديةٍ، وصولاً إلى جائحة «كورونا» وما تبعها من تعطلٍ للأعمالِ وانهيارٍ ماليٍ طال كافة العائلات.

وتابع «العوض» أنه في ظل هذه الأزمات المتتابعة، ما زالت وكالة «الأونروا» تُراوح مكانها في دائرة الوعود والمماطلة، وغائبة كلياً عن مشهد الإغاثة ومساعدة أهلنا في التغلب على جائحة «كورونا»، مطالباً وكالة«الأونروا» إلى ضرورة إطلاق برنامج طوارئ لمدة ستة أشهر قابل للتمديد، يتضمن إغاثة كافة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والقيام بواجباتها على مستوى الإجراءات الوقائية لمواجهة «كورونا».

وأشار «العوض» لـ«لاجئ نت» إلى أن«حماس» أطلقت حملتها الإغاثية بعنوان «حماس حدك»، والتي طالت نسبةً كبيرةً جداً من أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان، إلى جانب تنفيذها مشاريع في بعض المخيمات والتجمعات كمشروع سداد الديون ومشروع تغطية نفقات المياه والنفايات، بالإضافة إلى إطلاقها ومشاركتها في العديد من الحملات والمبادرات الخيرية في كافة المخيمات في لبنان.

كما لفت «العوض» إلى أن الحركة ستُواصل مساعيها وجهودها من أجل تأمين الدعم المطلوب لتعزيز صمود شعبنا في لبنان، ولتمكينه من التغلب على جائحة «كورونا»، وأنها ستبقى إلى جانب شعبنا من أجل التخفيف من هذه الأزمة الاقتصادية، داعياً أبناء شعبنا الفلسطيني إلى ضرورة تعزيز مبدأ التكافل في هذا الوقت العصيب، وتعزيز روح المبادرة في إغاثة العائلات الفقيرة والمتعففة.

كما دعا «العوض» إلى ضرورة تفعيل هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان لكي تقوم بدورها المنوط بها على كافة المستويات، لأن أوضاع اللاجئين دقيق جداً وينذر بانفجار إنساني ومعيشي، ويتطلب اتخاذ خطوات عملية سريعة ومعالجات فورية لا سيما مع وكالة الأونروا المعنية الأساس بقضية اللاجئين.

حمود: «الأونروا» و«منظمة التحرير» لم تقم بواجباتها

إلى ذلك، حمّل مدير منظمة «ثابت» لحق العودة سامي حمود وكالة «الأونروا» المسؤولية لعدم استجباتها لمطالب اللاجئين الفلسطينيين، وقال بأن المخيمات الفلسطينية في لبنان لم تشهد إلى الآن أي دور حقيقي وجدّي من قبل وكالة «الأونروا» للتخفيف من معاناة شعبنا على المستوى الإنساني رغم النداءات والمطالبات المتكررة منذ حوالى الستة أشهر، من قبل عموم اللاجئين الفلسطينيين ومؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية الفلسطينية إلى إدارة «الأونروا» في لبنان لتحمل مسؤولياتها.

وأشار «حمود» بأن «الأونروا» لم تتجاوب في إطلاق خطة طوارئ إغاثية ولم تقم بتقديم المساعدات الإغاثية لغاية الآن. هذا التقصير نعتبره غير مبرراً ولا يجوز تهديد مصير اللاجئين وتعريضهم للخطر الشديد ومواجهة الفقر المدقع والمجاعة، في ظل غياب فرص العمل وارتفاع مستوى البطالة وزيادة الأسعار على المواد الغذائية خصوصاً في شهر رمضان.

وأضاف حمود، في المقابل، لم تقم القوى السياسية الفلسطينية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية، أي حراك سياسي وشعبي ضاغط على وكالة «الأونروا» للقيام بمسؤولياتها تجاه شعبنا الفلسطيني في لبنان، بالإضافة إلى تقصير المنظمة في الجانب الإغاثي حيث أن المساعدات التي قدّمتها للاجئين في المخيمات لا ترقى لمستوى المسؤولية والدور السياسي التمثيلي.

يذكر بأن مناشدات عديدة وجّهها اللاجئون إلى «الأونروا»، طالبين منها التحرّك السريع وشملهم بالخطة الإغاثية، ومطالبين المؤسّسة بتحمّل مسؤوليتها، ووضع خطة وقائية إغاثية استباقية تحاكي الوضع الصحي والاقتصادي القائم، وتستجيب لحاجات ومتطلّبات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فقراء وأشدّ فقراً، وإلى الآن لم تتجاوب وتركت الآلاف من الفلسطينيين عرضة للجوع والفقر والعوَز وهذا انتهاك لكرامتهم الإنسانية، وانتهاك لالتزام «الأونروا» بمسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.