القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

بعد مؤتمر بيروت وزيارة هنية.. فلسطينيو لبنان إلى أين؟


الخميس، 07 كانون الثاني، 2021

رسمت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، إلى مخيمات لبنان، العام الماضي، والتي تخللها إقامة مؤتمر الفصائل الفلسطينية بين بيروت ورام الله، لجمع وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة موجة التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي، والتي تبعها لقاءات سياسية وأمنية حرصت على إيصال الصوت الفلسطيني إلى الساسة اللبنانيين، الفرح على شفاه ومُحيّا الجماهير الفلسطينية التي احتفت بزيارة هنية، فكيف انعكست مخرجات تلك الزيارة على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟

الأزمات والأونروا

نائب المسؤول السياسي لحركة "حماس" في لبنان، جهاد طه، قال: "إن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وفي ظلّ الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، انعكست سلبًا وتفاقمت أوضاعهم أكثر مما هي عليه، حتى وصلت نسبة الفقر والبطالة إلى أكثر من 80% في مجتمع اللاجئين".

وأضاف طه، في حديث لـ"قدس برس": "وضع هذا الأمر المؤسسات الدولية ومنها وكالة أونروا أمام مسؤولياتها من أجل إغاثة اللاجئين في المخيمات والتجمعات، إلا أن سياسة تقليص الخدمات كانت في الواجهة".

وأكد طه رفض سياسة تقليص الخدمات، وضرورة أن تبحث "أونروا" عن منح مالية ومشاريع إغاثية من خلال الأمم المتحدة والدول المانحة، من أجل تعزيز الحياة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين، خاصة مع انتشار وباء "كورونا".

رسالة الحركة للاجئين

أما فيما يخص زيارة هنية إلى المخيمات الفلسطينية، فأشار طه إلى أن "مصلحة شعبنا في المخيمات اليوم على المستوى السياسي، هي أن نبقى موحدين ومحافظين على وحدة الموقف والعمل ضمن إطار العمل المشترك لمواجهة جميع التحديات ومنها التحدي الاقتصادي والاجتماعي".

وتابع: "كذلك من أجل المحافظة على قضية اللاجئين وتحصين مشروع العودة أمام المخططات والمشاريع التي تسعى إلى توطينهم وتصفية قضيتهم، والتي تقف خلفها الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني".

وشدد القيادي في حماس: "نحن في الحركة، لن نترك شعبنا وحيدًا في ظل هذه الأزمة، ونقدم كلّ ما نملك من إمكانيات من أجل التخفيف من معاناتهم، مطلقين الرزمة الأولى من المشاريع الخدماتية".

وأوضح: "عند الانتهاء من الرزمة الأولى من المشاريع سنبدأ بالرزمة الثانية، توازيًا مع عمل مؤسساتنا الاجتماعية، والتي تقدم كل ما تملك من معونات غذائية وغيرها لأبناء شعبنا الفلسطيني".

وأبدى طه أمله بأن تشمل إجراءات الحكومة اللبنانية ولجنة الطوارئ الوزارية التي شكلت من أجل التعامل مع القضايا الاجتماعية، اللاجئين الفلسطينيين؛ لأن ذلك حق مكتسب لأي لاجئ في العالم، كي يقدم لهم جميع المساعدات كي يعيش حياة كريمة في أماكن وجوده".

ووصل هنية إلى العاصمة اللبنانية بيروت في أيلول/سبتمبر الماضي، برفقة وفد رفيع المستوى من قيادات الحركة، التقى فيها رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب، ورئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وعددًا من القيادات والمسؤولين اللبنانيين، كذلك التقى بعدد من المسؤولين والقادة الفلسطينيين، وتشاور معهم بخصوص أوضاع المخيمات الفلسطينية.

اجتماع الفصائل

أما فيما يخصّ اجتماع الفصائل الفلسطينية الذي عقد بين بيروت ورام الله، برئاسة رئيس السلطة محمود عباس، فقد شابه القليل من المضايقات قبل وقت إقامته بأيام، إثر إعلان الدولة اللبنانية رفض استضافته، تبعه اتصالات سياسية ضغطت من أجل الموافقة على عقده.

وأكد الاجتماع الرفض المطلق لجميع المشاريع الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وتجاوز حقوقها المشروعة، داعين الشعوب العربية للتصدي لمشاريع التطبيع ومخططات الاحتلال، وضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية والشراكة الوطنية، بالإضافة إلى ضرورة التعايش في ظل نظام سياسي ديمقراطي واحد، وسلطة واحدة، وقانون واحد في إطار التعددية السياسية والفكرية، وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال انتخابات حرة ونزيهة.

ولكن وحتى اليوم، لم ينجح مؤتمر الفصائل بتوحيد الفلسطينيين لا في الداخل أو حتى في الخارج؛ فموجة التطبيع العربي الإسرائيلي لا تزال مستمرة، ومقرراته لم تر النور حتى هذه اللحظة، أما أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ما زالت تقتلهم وتخنقهم يومًا بعد يوم.

يستثنى من ذلك إعلان حركة "حماس" في لبنان عن بدء العمل بمجموعة مشاريع تنموية في المخيمات الفلسطينية، تحت شعار "حماس حدّك"، تشمل الاهتمام بشبكات المياه والكهرباء والتدفئة وتعبيد الطرقات، والمساهمة في دفع الأقساط الجامعية لـ 1000 طالب جامعي.