القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

بعد مشاركته في قافلة الاغاثة.. الناشط الشبابي «علي يونس» لـ«لاجئ نت»: الكارثة في سوريا أكبر بكثير مما نشاهده خلف الشاشات


خاص – لاجئ نت|| الجمعة، 24 شباط، 2023

بعد الزلزال الأليم الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شباط الجاري ، أطلقت هيئة مناصرة الشعر الفلسطيني حملة "فلسطين معكم وجعنا واحد" لإغاثة أهلنا المتضررين في سوريا، الحملة لاقت ترحيبًا وتفاعلًا كبيرًا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والشارع اللبناني وتضمنت مساعدات ماليةً وعينيةً من ملابس وفرش وحرامات وصولا للمواد الغذائية.

وقال الناشط الشبابي علي يونس الذي شارك في القافلة ، في حديثه لشبكة "لاجئ نت"، يوم الأحد الماضي في التاسع عشر من الشهر، وصلنا إلى سوريا التي لم ندخلها منذ عشر سنوات مضت بسبب الأحداث الأليمة التي مرّت بها، كان ينتابنا بعض الخوف لهول ما نشاهده في الأخبار، لكن عندما التقينا بأبناء شعبنا الفلسطيني تبدد كل هذا الخوف ووجدنا أنفسنا وكأننا في مخيمات لبنان بين أهلِنا، وصلنا في ساعةٍ متأخّرة من الليل، ورغم هذا وجدنا حفاوة كبيرة في الاستقبال، كانو ينتظروننا بفارغ الصبر، حتى أن الشباب بقوا للساعة الخامسة فجرًا يفرغون محتويات القافلة في مستودع لواء القدس، وقالوا لنا "إنها أكبر كمية من المساعدات التي تصل إلى المخيم”.

وأضاف يونس، الحالُ واحدٌ، المعاناةُ واحدة، وجدنا أنَّ اللاجئين الفلسطينيين في مخيّمات لبنان وسوريا اجتمعوا على وجعٍ واحد، البيوت مهترئة ومعظمها متصدع ، بدون كهرباء، تقصير من وكالة أونروا، ملامح الفقر ارتسمت على الوجوه، غالبية الشباب الذين يحلمون بالهجرة إلى لبنان ليعملوا براتب شهريٍّ 100$.

وتابع يونس قوله: في اليوم التالي بدأنا بتوزيع المساعدات، كانوا يمجدوننا ويشكروننا ، وكنّا نؤكّد لهم "أننا مثلكم أبناءُ مخيماتٍ نعاني ما تعانوه، لكننا أردنا أن نقسم الخبز بيننا وبينكم لأنكم من دمنا ولحمنا"، حينها رأينا الابتسامات على وجوههم، وبدأ كبار السن يسألوننا عن أقرباء لهم في مخيمات برج البراجنة وبرج الشمالي ونهر البارد وغيرها.

وأضاف يونس لـ"لاجئ نت"، حصلت معنا قصّة لطيفة، اتصل بي صديق لي وقال "إن خالته تسكن في نفس المخيم، وبالفعل أعطيته العنوان وأتت الحاجة لتقابلني، تفاجأتُ بها وهي تعرِّفُ عني بأني ابن أختها وبدأت تسألني عن أهلها في لبنان، قدمنا لها المساعدة ورغم ضيق الحال إلّا أنها أصرّت على استضافتنا في بيتها، لكننا كنا على عجل ، اعتذرت منها وودّعتني كما تودّع الأمّ ولدها وحمّلتني السلامات إلى أختها وأقربائها في لبنان.

وتابع قوله، بعد ذلك، انتقلنا إلى مأوى للنازحين الذين فقدوا منازلهم أو غادروها بسبب الخوف من أن تهدم فوق رؤوسهم، وجدنا في القاعة الواحدة أربع عائلات لا يعرفون بعضهم حمام مشتركٌ للأولاد والبنات، وكلّ عائلة مكوّنة بالحدّ الأدنى من أربع إلى خمس أفراد، ولديها فقط فرشة أو فرشتين مع غطائين في ظل البرد الشديد، قمنا بتزويدهم بالفرش والحرامات وحليب للأطفال وبعض المواد الغذائية.

في المحطّة التالية، ذهبنا إلى مأوى للنازحيين في مدينة حلب، استوقفتنا حادثةٌ أليمةٌ جدًا، وجدنا طفلًا فقد جميع أفراد عائلته أمه وأباه وإخوته لم يبقَ إلّا هو يجلس في الحديقة العامّة بحالة نفسية صعبة جدًا، لا يحبُّ الاقتراب من أحدٍ خائفٌ ويبكي طوال الوقت، حاولنا إقناعه بالدخول لمأوى النازحين ونجحنا بفضل الله بذلك، وعندما أدخلناه جاءت المشرفة لتأخذ بعض المعلومات عنه فتذكر الرعب الذي عاشه ثم خاف وهرب الى الحديقة مجددًا، أعطيناه بعض المواد الغذائية وفرشة وحرامًا، ودعناه والألمُ يعتصر قلوبنا.

وأضاف انتهت مهمّتنا التي سخّرنا الله لأجل المنكوبين في مخيمات سوريا، وعدنا أدراجنا ، وما إن وصلنا إلى لبنان حتى انهالت الاتصالات من أهلنا في مخيم النيرب للسؤال والاطمئنان عنا وما زال التواصل موجودا حتى الآن.

وأكد يونس أن الكارثة أكبر بكثير، فمن خلالِ مشاهداتنا على أرض الواقع، الكارثة أكبر بكثير مما نشاهده خلف الشاشات، الشعب هناك بحاجةٍ ماسّةٍ إلى كلّ شيءٍ حرفيًّا، ينقصهم المأوى اللائق، الطعام، الألبسة، المال، هم بحاجةٍ لنا، ومن منبركم هذا أدعو أهالي الخير والأيادي البيضاء إلى تقديم المزيد من المساعدات والإغاثات، والوقوف إلى جانبهم ومساندتهم بكلّ الإمكانيات.