القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

جريدة الجمهورية لم تحذف كاريكاتورها المسيء للفلسطينيين واكتفت بالتوضيح


مرّة: الرسم شكلاً من أشكال العنصرية والحقد ونشر الكراهية

متابعة – لاجئ نتlالخميس، 16 نيسان، 2020

بعد متابعة شبكة "لاجئ نت" الاخبارية لموضوع الرسم المسيء الذي نشرته صحيفة الجمهورية أول أمس للرسام الكاريكاتوري أنطوان غانم وهي ليست المرّة الاولى التي يمارس فيها عنصريته على اللاجئين، سوريين كانوا أم فلسطينيين. ويحمل الكاريكاتور في ثنايها حقدًا وعنصرية، وكراهية ما أحدث حالة من الصدمة والذهول، ويحتوي الكاريكاتير على صورة شخص فلسطيني يرتدي الكوفية الوطنية الفلسطينية التراثية التي هي رمز لفلسطين والقضية والمقاومة، ورسم إلى جانبها فايروس كورونا مما أثار سخطاً وغضباً شعبياً وفصائلياً في صفوف الفلسطينيين عامة واللاجئين الفلسطينيين في لبنان خاصة، تبين بأن الصحيفة لم تستجب الى المطالبات بسحب الرسم المسيء من الموقع واكتفت بالتوضيح.

رابط الرسم على موقع الصحيفة:

https://www.aljoumhouria.com/glide/Caricatures/2020/04/caricature_2020-04-14.jpg

ويساوي الكاريكاتور الذي جاء بمناسبة مرور الذكرى الـ45 لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، بين الفلسطيني في تلك الحقبة وفيروس "كورونا" في هذه الأيام، ما أثار حفظية الفلسطينيين وكثير من اللبنانين على حد سواء.

وبعد بيانات الشجب، والتواصل مع المسؤولين اللبنانيين، اكتفت جريدة الجمهورية أمس الأربعاء توضيحاً من دون حذف الرسم المسيء أو الاعتذار قالت فيه: "إن نشر الكاريكاتور أمس الثلاثاء، لا ينطلق من أي أبعاد، ولا من خلفية نكء جراح الماضي، أو استهداف العلاقات اللبنانية-الفلسطينية أو الإساءة إليها".

وأضافت: "مع التأكيد أيضاً على أن الكاريكاتور المذكور، لا يعبر من قريب أو بعيد عن توجه "الجمهورية" الحريصة على بناء أفضل العلاقات، وعلى استقرار لبنان والنأي به عن كل ما يؤدي إلى إعادة تكرار كل الصور السوداء التي شهدها لبنان في الماضي. ومن هنا، فإن هذا الكاريكاتور يعبر عن رأي الفنان أنطوان غانم الذي رسمه والذي لم يكن يقصد أي إهانة أو استهداف أو تجريح، فاقتضى التوضيح".

توضيح لا يتضمن أي اعتذار عن كاريكاتير يحتوي من العنصرية ونسف الحقائق كماً لا يمكن القبول به إعلامياً وأخلاقياً. تزامن مع شكر من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان للواء إبراهيم، لـ "تدخله لحل المشكلة التي تسبب بها نشر جريدة "الجمهورية" الصادرة يوم أمس الثلاثاء رسماً كاريكاتورياً عنصرياً يسيء إلى الشعب الفلسطيني ورموزه الوطنية".

مرّة: الرسم شكلاً من أشكال العنصرية والحقد ونشر الكراهية

وبدوره طالب القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس ومسؤول دائرتها الإعلامية في الخارج رأفت مرة الصحيفة بالإعتذار الرسمي العاجل.

وأرسل مرة رسالة إلى مسؤولي الإعلام في لبنان، ووضعهم في حيثيات الكاريكاتير المسيء.

وعدّ مرة الرسم شكلاً من أشكال العنصرية والحقد ونشر الكراهية، مضيفا أنه شكّل إهانة للشخصية الوطنية الفلسطينية ولتاريخ وهوية الشعب الفلسطيني.

وقال: إن هذا الرسم يخالف الأصول القانونية ومواثيق العمل الصحفي وأخلاقيات المهنة والقوانين الدولية.

ودعا مرة في رسالته المسؤولين اللبنانين إلى رفض هذا الرسم واستنكاره لأنه ينبش الأحقاد ويؤجج الفتنة ويعيد إلى الأذهان مرحلة مؤلمة نبذل جميعاً جهوداً من أجل تلافيها، وفق قوله.

وفي السياق دانت حركة حماس في لبنان الكاريكاتور "الذي يؤجج المشاعر العنصرية، ويستحضر الحرب الأهلية، متجاوزاً إجماع الفلسطينيين واللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم السياسية، على ضرورة تجاوز تلك المرحلة الأليمة"، داعية الصحيفة إلى التراجع عما نشر.

وأضافت في بيان: "إننا في المكتب الإعلامي لحركة حماس نستغرب نشر هذا الكاريكاتير العنصري، في وقت يشهد تنسيقاً لبنانياً فلسطينياً عالي المستوى لدحر فيروس "كورونا" في لبنان، ومنع انتشاره، إلا أن البعض حاول أن يزيد الفيروس قبحاً وأذى، بأن يجعله قاتلاً للعلاقات اللبنانية الفلسطينية، وهو ما نرفضه كفلسطينيين ولبنانيين. وقد أثبتت تجربة ما بعد الحرب الأهلية أن هناك إرادة مشتركة لعدم العودة إلى تلك المرحلة السوداء".

وبدوره، أكد منتدى المؤسسات والجمعيات العاملة في الوسط الفلسطيني أن نشر الكاريكاتور يشكل دعوة مباشرة إلى نشر خطاب العنصرية والكراهية تجاه الشعب الفلسطيني.

وطالب الجهات الرسمية اللبنانية، لاسيما وزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، بمحاسبة الجريدة والرسام على هذه التصرفات العنصرية غير المسؤولة، والتي تسيء إلى العلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني وتضحياتهما على مدار عقود.

واعتبر أن "غياب الرقابة والمحاسبة على نشر خطاب الكراهية والعنصرية يشجع على التمادي في هذه الممارسات المسيئة، حيث أصبحت الإساءة إلى الشعب الفلسطيني وتضحياته جزء لا يتجزء من أجندة مشبوهه لدى بعض السياسيين والإعلاميين والمنصات الاعلامية في لبنان، ويجب العمل على مواجهتها بشتى الوسائل".

وكانت فصائل منظمة التحرير استنكرت أمس "هذا العمل الذي لا ينم إلا على الغل والعنصرية والأحقاد والضغائن الدفينة لدى القيمين على هذه الصحيفة ضد الشعب الفلسطيني".

ودعت الفصائل في بيان لها الجهات اللبنانية المختصة للتدخل ووقف هذا التحريض الذي تمارسه هذه الصحيفة، ومطالبتها بتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني على هذا التصرف الذي يحمل إساءة للشعب اللبناني بنفس القدر الذي يسيء فيه إلى الشعب الفلسطيني.

كما عدّت الجبهةالديمقراطية أنّ الكاريكاتير يشكل إهانة واستفزازًا للشعبين الفلسطيني واللبناني والعلاقات الأخوية بينهما.

وقالت الجبهة: "إن (13) نيسان هو مناسبة لاستذكار العبر والدروس مما حصل بهدف الانطلاق نحو مستقبل أجيالنا بروح التعاون والأمل على بناء علاقات صحيحة بين الشعب الفلسطيني وجميع مكونات الشعب اللبناني... بل هي (الجهات العنصرية) ما زالت مصرة على بث سمومها لتؤكد أن مخاطر العنصرية وثقافية الحقد الكراهية هي أقوى وأشد خطرًا على الإنسان من وباء كورونا..".

ودعت نقابتي الصحافة اللبنانية والمحررين وجميع الإعلاميين والكتاب اللبنانيين إلى إدانة جريدة الجمهورية وسلوكها وإدانة صاحب الرسم، الذي لا ينم سوى عن حقد دفين تجاه الشعب الفلسطيني الذي سيبقى يعتز بعلاقاته التاريخية والراهنة مع الشعب اللبناني بجميع مكوناته، وفق البيان.

تنديدات لبنانية وفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي

لاقى الكاريكاتور المنتشر رفضاً لبنانياً واسعاً وفلسطينياً عبر عنه الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن أبرز الردود على الكاريكتور هو كاريكاتور آخر رسمه الفنان الفلسطيني علاء اللقطة يظهر فيه أن "أرزة لبنان" وهي رمز وطني جامع للبنانيين تتنفس من رئيتين فلسطينية ولبنانية، في رسالة إلى العنصريين من اللبنانيين بأن أي رسالة عنصرية لن تفلح في خلق شرخ بين الفلسطينيين واللبنانيين كشعب عربي واحد يحمل نفس الهموم والتطلعات، وليس له سوى عدو واحد هو الاحتلال الإسرائيلي.

لمدونة اللبنانية، بتول خليل، تقول: لا نعلم إن كان هذا الفكر كامناً في لاوعي "الجمهورية" أو صاحب الكاريكاتور أو الناشر، ما جعله يعبّر عنه بحركة أو "زلّة" مفاجئة، بل صادمة.

تُضيف: "وبما أن الصحيفة منذ انطلاقتها تعكس خطاب حزب "القوات اللبنانية" وتعتبر محسوبة عليه وتساند مواقفه وقراراته، فهذا ما جعل الكاريكاتير الذي نشرته الصحيفة اليوم مستغرباً ويمكن تشبيهه بالتغريد خارج سياسة الحزب".

ومضت تقول: يعتبر موقفها الحالي (حزب القوات) واضحاً من هذه المسألة، بعدما قامت بمراجعة تاريخية للحرب اللبنانية وفصولها، قامت بعدها بحركة تصالحية مع الأحزاب والمنظمات الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، حيث أعلنت "القوات" وقوفها إلى جانب الحقوق الفلسطينية ودعمها للسلطة الشرعية التي تمثلها، وذلك عقب سلسلة من المواقف التي اتخذتها الأخيرة، والتي أعلنت فيها احترامها الكامل للقوانين اللبنانية واعتراضها على أي تحرّك خارج سياق الشرعية اللبنانية والتدخل في شؤون لبنان الداخلية.

وأوضحت أن الانطباع الأوّل الذي يوحي به الرسم هو التركيز على مسؤولية الدور الفلسطيني "الشرير" و"القاتل" كمسبب لانطلاقة الحرب الأهلية وتأثيراتها وذكرياتها بكل ما تحمله من أهوال وويلات ودمار.

وقد يتساءل المرء هنا: لماذا لم يجسّد الكاريكاتور المليشيات اللبنانية المختلفة، والمسلحين اللبنانيين الذين دمروا ونهبوا وقتلوا وخطفوا؟ أليسوا شركاء في الحرب؟ ألم يكونوا بيادقها؟، وفق المدونة.

تتابع المدونة اللبنانية: "وفي الجهة المقابلة من الرسم الكاريكاتوري، فيروس "كورونا" الذي اجتاح العالم، ومن ضمنه لبنان، والذي ربطت الصحيفة بينه وبين المقاتل الفلسطيني، في رسالة تحمل معنى أن الكوفية الفلسطينية التي تعتبر رمزاً للقضية الفلسطينية ونضالها، هي في نظر الصحيفة رمز إرهابي يختزل شرور الحرب اللبنانية، ويوحي بأن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يشكلون الخطورة الوجودية نفسها التي يحملها وباء "كورونا" إذ يهدد حياة اللبنانيين وملايين البشر ويفتك بعشرات الآلاف منهم".

وأشارت إلى أن ذلك هو ما جعل المقارنة هنا تبدو وكأنها بين شرّين مطلقين يشكلان خطراً على اللبنانيين، ومن خلفهم العالم، ويمثلان عوامل ترهيبية مع أرجحية تأثير قوة الفيروس بوصفها السائدة والمهيمنة على أفكار البشر، في حين أن الأثر الفلسطيني خفَت تأثيره وصار من الماضي.

ومضت تقول: "ولعل نشر الكاريكاتور لا يجدر بالضرورة وضعه في هذا السياق، إذ لم يسبقه أمر مماثل من قبل الصحيفة، ما يستدعي التعامل معه كفعل منفرد ومنعزل. لكنه رغم ذلك، يحمل رمزية مرفوضة رفضاً قاطعاً، تنضح بالكراهية والعنصرية وتقارب المسّ بالسلم الأهلي والانتظام العام، بما يمكن أن تشكّله من استفزاز للفلسطينيين في لبنان وخارجه بالمجّان.

"وهو مشابه لدبّوس ينكأ الجراح، ووخز في الذاكرة الأليمة. لذا بدا من المستغرب أن تسمح "الجمهورية" بنشر هذا الرسم، الذي لا لزوم ولا مبرر لعرضه أو لتحمّل تبعاته، حيث كان من المفترض أن يكون قد اندثر مع الحرب ودُفن مع ذكرياتها الموجعة".