القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

رمضان في مخيمات لبنان: قلوب مثقلة وأوضاع معيشية تزداد قسوة


بيروت – لاجئ نت|| الجمعة، 28 شباط، 2025

يستقبل اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان شهر رمضان المبارك هذا العام بقلوب مثقلة بالأحزان، وظروف معيشية تزداد قسوة مع مرور الأيام. فبعد مرور عام ونيف على الحرب المدمرة على غزة ولبنان، والتي خلفت آثارًا نفسية واجتماعية عميقة، يواجه اللاجئون تحديات اقتصادية جمة تهدد قدرتهم على تلبية أبسط احتياجاتهم خلال الشهر الفضيل.

تخيم أجواء من الحزن والأسى على المخيمات، حيث غابت مظاهر الاحتفال المعتادة بالشهر الكريم، فالحرب على غزة أثرت بشكل كبير على الحالة النفسية للاجئين، الذين يعيشون حالة من التضامن مع أهلهم في القطاع والمناطق المدمرة في لبنان. وتفاقمت الأوضاع الاقتصادية في لبنان بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، مما أثر بشكل خاص على اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في المخيمات. فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، وتراجعت الخدمات الأساسية التي تقدمها وكالة الأونروا.

في ظل هذه الظروف الصعبة، تتضافر جهود المجتمع المدني والجمعيات الخيرية لتقديم المساعدات للأسر الأكثر احتياجًا. فقد أطلقت العديد من المبادرات لتوزيع المواد الغذائية والوجبات الرمضانية، وذلك في محاولة للتخفيف من معاناة اللاجئين. وعلى الرغم من الظروف الصعبة، يبقى الأمل حاضرًا في قلوب اللاجئين الفلسطينيين. فهم يستقبلون شهر رمضان بروح الصبر والإيمان، ويتضرعون إلى الله أن يرفع عنهم وعن أهل غزة هذه المحنة.

وتشير شهادات من المخيمات إلى أن هذا رمضان هو الأصعب على الإطلاق، حيث الحرب على غزة أثرت فيهم كثيرًا، والظروف الاقتصادية لا تطاق. ويحاول اللاجئون قدر الإمكان أن يحافظوا على روح رمضان، ولكن الظروف صعبة جدًا. ويعتمدون على المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية، ولكنها لا تكفي.

ويواجه اللاجئون في رمضان تحديات كبيرة، منها ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وتراجع خدمات وكالة الأونروا، وتزايد معدلات البطالة والفقر، وتأثير الحرب على غزة على الحالة النفسية للاجئين. وفي المقابل، تتضافر الجهود المجتمعية للتخفيف من المعاناة، من خلال مبادرات لتوزيع المواد الغذائية والوجبات الرمضانية، وحملات تبرعات لدعم الأسر الأكثر احتياجًا، وبرامج دعم نفسي واجتماعي للاجئين.

شهادات من المخيمات تعكس الواقع المرير:

تقول أم أحمد، لاجئة من مخيم عين الحلوة، "هذا رمضان هو الأصعب على الإطلاق. الحرب على غزة أثرت فينا كثيرًا، والظروف الاقتصادية لا تطاق. ندعو الله أن يفرجها علينا وعلى أهلنا في غزة." وتضيف أن هذا العام يختلف عن كل الأعوام السابقة حيث الحزن يخيم على الأجواء ولا يوجد ما يدعو إلى الفرح.

ويؤكد أبو محمود، لاجئ من مخيم برج البراجنة، "نحاول قدر الإمكان أن نحافظ على روح رمضان، ولكن الظروف صعبة جدًا. نعتمد على المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية، ولكنها لا تكفي." ويشير إلى أن ارتفاع الأسعار يجعل من الصعب توفير الاحتياجات الأساسية للعائلة.

ويوضح ناشط اجتماعي من مخيم البداوي، "هذا العام، نركز على تقديم المساعدات للأسر الأكثر احتياجًا. الوضع الاقتصادي صعب للغاية، وهناك العديد من الأسر التي لا تستطيع تأمين قوت يومها." ويضيف أن الجمعيات الخيرية تحاول قدر الإمكان تغطية أكبر عدد من الأسر، ولكن الحاجة أكبر من الإمكانيات المتاحة.

تعكس هذه الشهادات الواقع المرير الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، وتؤكد على الحاجة الماسة لتقديم الدعم والمساعدة لهم في هذا الشهر الفضيل.