القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

عبـاس: الشـعـب الفلسـطينـي يعيـش ربـيـعـه

عبـاس: الشـعـب الفلسـطينـي يعيـش ربـيـعـه

الإثنين، 26 أيلول، 2011

استوحى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى عودته الى رام الله من نيويورك أمس، الربيع العربي وشعاراته وخاطب الآلاف من مستقبليه بالقول: «إرفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون»، وأكد لهم رفضه التفاوض قبل الوقف الكامل للنشاط الاستيطاني، متوقعا أن يتم تصويت مجلس الامن الدولي على طلب عضوية فلسطين خلال أسابيع لا خلال اشهر.

واستقبل آلاف الفلسطينيين محمود عباس العائد من مقر الامم المتحدة استقبال الابطال بعد ان قدم طلب الحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة الدولية وهم يلوحون بالاعلام الفلسطينية وصوره. وغصت الساحة الرئيسية للمقاطعة بالمستقبلين قبل وقت قصير من وصول عباس، اضافة الى المئات الذين احتشدوا على الطرق الرئيسية المؤدية الى المقاطعة، في حين تواجد المئات من أفراد الشرطة وحرس الرئاسة الخاص.

وتحدث عباس امام الحشد بـ«واقعية» وقال «نحن واقعيون، ونقول ان مسيرتنا الدولية الدبلوماسية العالمية قد بدأت وأمامنا شوط طويل». وأكد عباس في كلمه قصيرة له امام الحشد ان الفلسطينيين لن يعودوا الى طاولة المفاوضات من دون «وقف الاستيطان بشكل كامل» وقال «نحن اكدنا للجميع اننا نريد ان نصل الى حقوقنا بالطرق السلمية، بالمفاوضات لكن ليس اية مفاوضات، لن نقبل الا بالشرعية الدولية ووقف الاستيطان بشكل كامل».

وقوطع حديث عباس بالتصفيق حينما قال «ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون». وقال عباس الذي وقف الى جانبه رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض «ذهبت الى الامم المتحدة احمل آمالكم وأحلامكم وطموحاتكم وعذاباتكم ورؤيتكم للمستقبل وحاجتكم الى دولة فلسطينية مستقلة». وأشار عباس الى ان الشعب الفلسطيني يعيش ربيعه السلمي الخاص، وقال «قلنا للعالم ان هناك الربيع العربي، ولكن الربيع الفلسطيني موجود، وهو ربيع شعبي جماهيري مقاوم سلمي للوصول الى غايتنا».

وكان عباس قد أعلن لدى عودته من نيويورك الى عمان أول من امس انه سيجري محادثات مع حركة حماس تتناول شؤون الحكومة والمصالحة وكل ما يتعلق بالأفق الفلسطيني العام. وقال عباس للصحافيين الذين يرافقونه على متن طائرته لدى عودته من نيويورك الى عمان «سوف نكون في

حديث معمق مع حماس خلال الفترة المقبلة ليس فقط لمعالجة المصالحة بل للحديث المعمق حول الافق العام للعمل الفلسطيني». وأوضح ان «مسؤولين في حماس ابدوا اعتراضات على طلب عضوية دولة فلسطين ولهم بعض الملاحظات لكن طلبنا بعضوية فلسطين بالمجمل تلقى تأييدا كبيرا من قيادات من حماس». وقال عباس «اننا لم نتجاهل اي مبادرة سياسية ومن الخطأ السياسي تجاهل مبادرات لانه قد يكون فيها بعض الايجابيات ونطورها خاصة أننا نحن اقدر على تطويرها ممن يقدمها لانهم يريدون حلا ما، او تفــادي حل ما».

وعن المصالحة الفلسطينية قال «نحن مستمرون في تنفيذ بنودها وكان سوء فهم من البعض اننا بصدد تشكيل حكومة وحدة وطنية. الحقيقة اننا نريد ان نشكل حكومة انتقالية من التكنوقراط المستقلين».

وبشأن مناقشة مجلس الامن لطلب العضوية، أوضح عباس ان «الحد الاقصى لمدة نقاش مجلس الامن طلب عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة سيستغرق 35 يوما لكن نحن نتوقع ان يتم البت بعضوية دولة فلسطينية خلال مدة اسابيع لا اشهر». وقال «هناك اطراف لم يكونوا متحمسين للقضية من حيث المبدأ لكن ربما تأثروا بالجو الذي حدث في قاعة الجمعية العامة لدى القائي الخطاب وصار نوع من الحماسة». وقال ان «الجميع يعرف ان اميركا ستصوت بالفيتو وهذا ليس سرا».

من جهة اخرى، اوضح «ان بيان الرباعية الذي صدر أمس لا تعليق عليه الا بعد دراسته من القيادة الفلسطينية وأيضا هناك المبادرة الفرنسية والمبادرة العربية الاوروبية والرباعية»، وشدد على «انه يجب نسف اقتراحات الرباعية القديمة وانتهت». وأضاف عباس ان «المبادرة العربية للسلام للعام 2002 في القمة العربية في بيروت يجب استمرارها وإعطاؤها اهمية ولا يجوز ان نغفلها لان فيها الحل السياسي الكامل في الشرق الأوسط». وشدد على ان اي «مبادرة لا يوجد بها وقف للاستيطان وحدود العام 1967 لن نتعامل معها». وقال «ان استمرار مشروع الاستيطان ينهي مشروع حل الدولتين وهم يعتبرون الاستيطان امرا واقعا، طبعا لا نقبله وهذا الاستيطان برأينا يشكل خطرا كبيرا على الدولة الفلسطينية».

وأشار عباس الى ان «ردة فعل الشعب الفلسطيني على الخطاب عالية جدا وعاطفية وسياسية ومثلجة للصدر لكن لا نريد دفع الناس الى توقعات عالية». وأشار الى ان موقفه كان اقوى من موقف رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في نيويورك. وقال «الموقف الفلسطيني كان متقدما على الموقف الاسرائيلي وأكثر وضوحا وتصميما لقد تقدمنا عليهم». ورأى «ان الخطاب السياسي الاسرائيلي كان في موقع ردة الفعل وموقع الدفاع». وتحدث عن «اللحظات الاخيرة التي عاشها الوفد الفلسطيني» وقال انها «لحظات بجو متوتر جدا ولا شك هذا التوتر نتيجة الاجواء التي كانت سائدة في نيويورك لقد اشاعوا ان هناك تآمرا او اتفاقا مع الاميركيين لتعطيل الطلب وكذلك الاجواء العربية كانت ملبدة ولا أدري اسباب هذا التلبد ووضعونا في موقف انه كانت محاولات لثنينا عن تقديم طلب عضوية كاملة». وقال «كانت بعض اللقاءات مشوشة والجو العام كان مشوشا لكن لم يؤثر على معنوياتنا بإيصال الرسالة الفلسطينية المقررة». وتابع قائلا «هدفنا كان ايصال الرسالة الفلسطينية الرسمية والانسانية».

وعن الازمة المالية للسلطة الفلسطينية قال الرئيس الفلسطيني «انها ما زالت قائمة ولم تنته ونحاول بكل الوسائل لنتمكن من تلبية ابواب الميزانية» مضيفا «نحن نعمل لتفعيل آفاق العمل التجاري والصناعي، اننا نريد مشاريع انتاجية زراعية وصناعية». وتابع قائلا «نريد فتح اتفاقية باريس الاقتصادية بين منظمة التحرير وإسرائيل لتعديلها لانها غير منصفة وفيها قيود على الاقتصاد الفلسطيني مما يمنعه ان ينهض». وأضاف ان «مخططنا ان ننهي تدريجيا المساعدات الخارجية وفي اتفاقية باريس لا يوجد امكانية لتطوير اقتصادنا وأرضنا».

الموقف الاسرائيلي

في المقابل، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات لقناة «ان بي سي» الأميركية مخاطبا عباس «اذا اردت السلام ضع جانبا كل شــروطك المسبقة». وأضاف نتنياهو «الفلسطينيون يريدون دولة، ولكن في المقابل عليهم ان يؤمنوا السلام. ما يحاولون القيام به في الامم المتحدة هو الحصول على دولة من دون تقديم السلام الى اسرائيل او تقديم السلام والامن الى اسرائيل». وأوضح انه تطرق الى موضوع المحادثات من دون شروط مع عباس على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع الماضي. وأضاف «قلت في الامم المتحدة، قلت للرئيس عباس: انظر نحن في المدينة نفسها وفي المبنى نفسه، في الامم المتحدة! دعنا نجلس ونبدأ في الحديث من اجل السلام». وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اعلن الجمعة الماضية في الامم المتحدة ان اسرائيل تمد يدها للفلسطينيين سعيا الى السلام، لكن هؤلاء يرفضون التفاوض. وقال نتنياهو أمس «اذا اعترفوا (الفلسطينيون) بإسرائيل كدولة يهودية وحصلنا على شروطنا الامنية فليس هناك اي سبب لعدم التوصل الى السلام. وهذا ما اعمل عليه». لكنه تدارك ان الفلسطينيين «يحاولون الحصول على دولة بهدف مواصلة النزاع مع اسرائيل بدل إنهائه».

واعتبر نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني ايالون ان الجدول الزمني للمفاوضات الذي قدمته اللجنة الرباعية للتوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية العام 2012 «ليس مقدسا». وقال ايالون «المهم في موقف الرباعية هو انه لا يطرح شروطا لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالاستيطان والحدود... الا ان الجدول الزمني للتطبيق ليس مقدسا». وبحسب ايالون فإن الامر يتوقف على قبول الفلسطينيين «استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة ودون تهديدات بتحركات أحادية» في اشارة الى طلب انضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة.

إلى ذلك، أفاد تقرير دولي ان وتيرة عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية تصاعدت على مدار الأيام الأخيرة. وذكر التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة «أوتشا»، أن هذا التصعيد يأتي ردا على توجه منظمة التحرير الفلسطينية للأمم المتحدة للحصول على عضوية دولة فلسطين في المنظمة الدولية. ووفق هذا التقرير الذي وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة في القاهرة، فقد أسفرت هجمات المستوطنين عن إصابة أربعة فلسطينيين وتدمير 990 شجرة زيتون تقريبا. كما تطرق التقرير الذي يغطي الفترة ما بين 14 و20 أيلول الحالي، الى أن مكتب «أوتشا» سجل 8 هجمات نفذها مستوطنون أدت إلى أضرار جسمية لحقت بالممتلكات، حيث قام المستوطنون إما بقطع أو اقتلاع أو إشعال النار في 990 شجرة زيتون تقريبا كانت مزروعة في أراض فلسطينية تقع بالقرب من المستوطنات في محافظات قلقيلية وسلفيت ورام الله، مشيراً إلى تدمير ما يزيد على 6600 شجرة تعود للفلســـطينيين منذ مطلع العام 2011. وقالت الشرطة الاسرائيلية الاحد ان مستوطنا اسرائيليا وطفله البالغ من العمر 18 شهرا قتلا عندما فقد المستوطن السيطرة على سيارته بعد ان رشقها فلسطينيون بالحجارة. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد ان «النتائج الاولية للتحقيق قادتنا الى الاستنتاج ان الاب اصيب بحجر في رأسه ما افقده السيطرة على العربة»، مضيفا ان الحادث وقع قبل يومين.

المصدر:(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش أ)