القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

«كرامة» تحث على مقاطعة «آلستوم» لتورطها في تهويد القدس

«كرامة» تحث على مقاطعة «آلستوم» لتورطها في تهويد القدس

الخميس، 29 أيلول، 2011

في العام 2005، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق آرييل شارون أن «قطار القدس سيحافظ على القدس، إلى الأبد، عاصمةً للشعب اليهودي، والعاصمة الموحدة لدولة إسرائيل». ففي العام المذكور، بالتزامن مع إعلان خطة فكّ الارتباط مع قطاع غزة، أطلقت الحكومة مشروع «قطار القدس»، الذي يخدم المستعمرات الإسرائيلية المبنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس، وحولها، فيرسّخ وجودها، ما يعتبر بمثابة جرائم حرب، بحسب اتفاقية جنيف الرابعة.

شركة «آلستوم» الفرنسية، هي منفّذة المشروع. وهي شركة عالمية، مقرها فرنسا، تعمل في مجال توليد الطاقة ونقلها، وفي مجالات بناء السكك الحديدية، والبنى التحتية. كما تصنع أسرع القطارات في العالم.

وبهدف التصدي للمشروع، ولما له من آثار سلبية جداً على القضية الفلسطينية، وعلى العاصمة العربية القدس، أبصرت «الحملة الأوروبية لمقاطعة آلستوم وشركاء تهويد القدس» النور رافعةً شعار «كرامة»، لتحفظ للفلسطينيين والعرب بعضاً منها.. خصوصاً أن «قطار القدس» ليس المشروع الوحيد ذا البعد العربي على برنامج أعمال الشركة، التي تعتبر رئيسيةً ضمن ائتلاف «الراجحي»، وهو مجموعة استثمارية سعودية ضخمة تعمل في مجالات عدّة، وقد تم تسليمها مهمة إنجاز المرحلة الأولى من مشروع «قطار الحرمين السريع». كما ينافس الائتلاف للفوز بمشروع المرحلة الثانية والأكبر من المشروع الضخم، إذ يربط القطار الكهربائي السريع بين منطقتي مكة والمدينة المنورة، مروراً بمحافظة جدة، بطول أربعمئة وثمانين كيلومتراً.

ضد الشركة.. وليس السعودية

نظّمت الحملة مؤتمراً صحافياً أمس صنّفت خلاله الشركة في خانة «المتورطين بصورة مباشرة في عمليات التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني». ودعت الحملة إلى مقاطعة الشركة المذكورة التي «تشارك الاحتلال الإسرائيلي في تهويد مدينة القدس، مخالفةً بذلك القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية». وقد عقد المؤتمر الصحافي في نقابة الصحافة، بحضور النقيب محمد البعلبكي ورئيس الحملة خالد ترعاني، والمنسق العام لـ«المبادرة الأوروبية لإزالة الجدار والمستوطنات» خالد الضاهر، ورئيس «الجمعية اللبنانية لدعم قانون مقاطعة إسرائيل» عبد المنعم سكرية.

ويقع المقر الرئيسي للحملة في بروكسل، وهي عبارة عن تحالف بين عدد من الشخصيات والمؤسسات الأوروبية والعربية والإسلامية التي تؤمن بأن «مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي وفرض العفويات عليه، وسحب رؤوس الأموال المستثمرة فيه، هي وسائل مناسبة وفاعلة في مقاومته كاحتلال عنصري يسعى إلى فرض هيمنته وسيطرته على أهل الغير». وشرح ترعاني أن السبب في اختيار لبنان كموقع لعقد المؤتمر الصحافي يعود إلى «أهمية مدى الحملة ومجال عملها هو في المنطقة العربية». وطالب المملكة العربية السعودية بـ«عدم إعطاء شركة آلستوم هذا العقد»، مشيراً إلى أن «هذه الحملة ليست موجهة ضد المملكة العربية السعودية وإنما ضد الشركة نفسها»، ولافتاً إلى أن «هذه الشركة تنتظر عقودا من العراق والكويت والمغرب».

العرب يستثمرون فيها

يتكوّن مشروع «قطار القدس» من تسعة خطوط سكك حديديّة، محطته الرئيسية ملاصقة لأسوار البلدة القديمة في القدس. وتربط ستة من تلك الخطوط المستوطنات المقامة على أطراف القدس الشرقيّة في المدينة القديمة. ويخدم القطار نحو مئة ألف مستوطن يوميّاً، في مستوطنات «بسغات زئيف» و«التلة الفرنسيّة» و«معالوت دافنا»، وتقع جميعها في شمال القدس المحتلة، من خلال ثلاث وعشرين محطة تحميل للركاب. كما يسهم القطار في تكريس الاحتلال والاستيطان في القدس من خلال ربط المستوطنات والكتل الاستيطانيّة، ما يسارع في عملية تهويد القدس، عبر ترسيخ وجود المستوطنات في القدس المحتلة ومحيطها.

ونفّذت الشركة أيضاً عدداً من المشاريع في العراق، كان آخرها توقيع اتفاقية تنفيذ «مترو بغداد»، بقيمة مليون ونصف مليون دولار أميركي. أما في الكويت فقد فازت «آلستوم» في العام 2010 بمهمة تنفيذ مشروع إدارة الطاقة الكهربائية، بقيمة عشرين مليار دولار. وفي مصر، فازت الشركة بمشروع محطة «توليد التبين للكهرباء»، بقيمة مئة مليون دولار أميركي، والمشروع قيد التنفيذ. وفي المغرب، تمّ تجديد توقيع اتفاقية تنفيذ قطار «تي جي في» معها.

.. وأوروبا الرسمية تقاطعها!

وقعت «آلستوم» في مواجهة مع المجتمع الدولي، أكثر من مرة. فقد أوقف صندوق التقاعد الوطني السويدي الاستثمار فيها والتعاون معها، بسبب دورها في تكريس احتلال القدس الشرقية وتهويدها ومخالفتها للقانون الدولي. وفي بريطانيا، استبعد مجلس بلدية «إيلينغ» في العاصمة لندن، شركة «فيوليا» الفرنسية من عطاء قيمته 493 مليون دولار بسبب شراكتها مع «آلستوم». أما في ألمانيا فأجبرت الحكومة الألمانية على الانسحاب من مشروع القطار الإسرائيلي، استجابةً للدعوات الشعبية لإنهاء أي دور لشركة «دويتش بان» المملوكة جزئياً من الحكومة الألمانية، في بناء القطار. كذلك، رفعت عدة جمعيات حقوقية ومنظمات أهلية فرنسية دعاوى قضائية على «آلستوم» أمام القضاء الفرنسي، لمشاركتها في تنفيذ المشروع.

المصدر: زينة برجاوي - السفير