القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

كورونا يحبس أنفاس اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان‎ والأونروا لا زالت عاجزة


متابعة -لاجئ نت | الإثنين، 06 نيسان، 2020

يعيث وباء كورونا الخراب في جميع أنحاء المجتمعات الأوروبية والبلاد المستقرة إلى حد كبير، ولكن هذا لا يقارن بمعاناة الدول المدمرة بفعل الحرب، والتي باتت تواجه الفيروس أيضا، إذ تعكس حالة اللاجئين في المخيمات اللبنانية، صورة قاتمة ومثيرة للقلق.

فرضت السلطات اللبنانية حظر تجول صارما في محاولة لوقف الانتشار المدمر للمرض.

اللاجئون أكثر عرضة لوباء كورونا

هذا ويعتبر اللاجئون في لبنان هم من بين أكثر الناس عرضة في العالم لهذا الوباء القاتل، ويعيش كثير منهم في أحياء مزدحمة، ويبحثون عن طريقة لكسب قوت اليوم.

وقد أعلنت وزارة الصحة اللبنانية حتى الآن عن 527 حالة إصابة بكوفيد-19 و18 حالة وفاة في جميع أنحاء البلاد، على الرغم من أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير، وسجّلت حالة فلسطيني واحد من بين المصابين وليس من سكان المخيمات وقد جرى عزله في منزله.

سعت السلطات جاهدة لمحاولة وقف الانتشار من خلال فرض بعض الإجراءات الأكثر صرامة في المنطقة، بما في ذلك الإغلاق الكامل على الصعيد الوطني وحظر التجول الليلي، وتقييد حركة السيارات والشاحنات حسب اللوحة مفردة أم مزدوجة، كما أغلقوا الحدود البرية والبحرية وكذلك المطارات

ومن بين هؤلاء هناك نحو 470 ألف لاجئ فلسطيني إضافي مسجلون لدى الأمم المتحدة في لبنان، بما في ذلك 30 ألف فروا من سوريا منذ بداية الحرب الأهلية، كما أنهم يواجهون قيودا على تصاريح العمل والرعاية الصحية مما يجعلهم عرضة أيضا للخطروليسوا مؤهلين للحصول على مساعدة نقدية أو طرود غذائية بعد أن أصبح أكثر من 80% من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر.

ومن جانبهم يقول ممثلو مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنهم سيغطون معظم التكاليف الطبية للاجئين بكوفيد-19، وبدأوا حملة توعية عبر مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية تشرح ذلك، كما حددوا خطا ساخنا يمكن للاجئين الاتصال به إذا عانوا من الأعراض.

الأونروا تسعى لتأمين تبرعات للاجئين

وتسعى الأونروا، إلى تأمين تبرعات ومنح إضافية لزيادة المساعدات النقدية والغذائية للفلسطينيين في لبنان، ولكن تحت ضغط شديد، حيث من المتوقع أن تنفد أموالها بحلول الشهر المقبل.

وقال ”كلاوديو كوردون"، مدير الأونروا في لبنان، إنهم يعملون مع منظمة أطباء بلا حدود الخيرية لتحويل أحد مراكز الأونروا إلى مركز مخصص لعزل اللاجئين لمعالجة الحالات الخفيفة ورفع العبء عن النظام الصحي المتدهور في لبنان.

وشرح: ”لقد تلقينا تأكيدات من السلطات اللبنانية بأن جميع سكان لبنان سيُعالجون في المستشفيات"، مضيفا أن ”الاختبار الحقيقي سيكون عندما يكون نظام الرعاية الصحية غارقاً وهناك حاجة للاختيار بين علاج مريض فلسطيني أو لبناني".

وكشفت المتحدثة باسم "الأونروا” في لبنان هدى السمرا عن تسجيل إصابة واحدة فقط في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وهي للاجئ لا يقيم في المخيم، وقد ظهرت عليه أعراض خفيفة لم تستدع دخوله المستشفى وهو حالياً يخضع للحجر المنزلي، لافتة إلى أنه منذ بداية أزمة الكورونا قامت "الأونروا” بحملات توعية مكثفة لجميع موظفيها كما للاجئين، من خلال نشر تدابير الوقاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات المحلية في المخيمات.

تجهيز مركز سبلين للعزل

وأعلنت السمرا عن تجهيز مركز سبلين للتدريب المهني والتقني الخاص بالوكالة لاستخدامه كمركز عزل للتعامل مع الحالات الطفيفة من فيروس كورونا في حال عدم قدرة هذه الحالات على عزل نفسها في البيوت بسبب الاكتظاظ أو في حال عجز المستشفيات عن استقبالها بسبب انتشار تفشي المرض، مشيرة إلى تحديد بعض المراكز الأخرى من ضمن منشآت الأونروا لتحويلها إلى مراكز عزل داخل المخيمات بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وشركاء محليين آخرين، مؤكدة أن كل هذا العمل يتم بالتنسيق مع السلطات اللبنانية.

وأضافت: "منذ بداية الأزمة، كانت الأونروا حريصة على أن تكون جزءاً من نظام استجابة متكامل وموحد بإشراف من السلطات اللبنانية. بعد التباس في المرحلة الأولى حول ما إذا كان سيتم قبول الفلسطينيين في المستشفيات اللبنانية، أكدت الأونروا في 22 آذار 2020. بعد التواصل مع المعنيين في وزارة الصحة والدولة اللبنانية، بأن هذا سوف يكون ممكناً، وأن الوكالة هي التي ستغطي تكاليف استشفاء لاجئي فلسطين المسجلين لديها ونفقات الفحص المخبري، وستقدم سفارة فلسطين مساعدة لتغطية بقية التكلفة التي لا تغطيها الأونروا”.

وأوضحت السمرا أنه تم الاتفاق على نظام اتصال مباشر مع مستشفى رفيق الحريري بحيث إذا احتاج لاجئ فلسطيني إلى إجراء فحص الكورونا، فإن الصليب الأحمر اللبناني سيقوم بنقله بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حتى من داخل المخيم إلى المستشفى.

وينظر اللاجئون داخل المخيمات بارتياح للإجراءات المتخذة وخاصة عند مداخل المخيمات بحيث يتم فحص حرارة الداخلين وتعقيم سياراتهم، لكن ما يقلق هؤلاء هو توقف معظمهم عن العمل نتيجة الأزمة وإعلان التعبئة العامة. وبالتالي انقطعت حاليا مصادر رزقهم ومعيشتهم..

مناشدات للأونروا بتحمل مسؤولياتها

إلى ذلك ناشدت هيئة المجتمع المدني في المخيمات الفلسطينية وكالة الاونروا والمجتمع الدولي انقاذ الفلسطينيين في المخيمات من الأوضاع المأساوية التي تسود المخيمات جراء منعهم من العمل منذ سبعة أشهر والى اليوم، حيث طرق الجوع ابواب العائلات، في وقت لم تبادر فيه الاونروا الى تحمل مسؤولياتها والقيام بمهامها في إغاثة اللاجئين وتشغيلهم، وهي المسؤولية التي أنيطت بالاونروا منذ تأسيسها".

ولفتت الى ان "الحالة مأساوية للغاية ولم تعد تحتمل التأجيل والمطلوب المبادرة سريعاً الى انقاذ اللاجئين المحرومين من أبسط مقومات الحياة الكريمة خاصة في زمن الكورونا".

وبدورها أشارت الناشطة الفلسطينية نزهة الروبي في تجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين في حديثها حول الواقع المعيشي مع أزمة "كورونا" الراهنة، أن الجوع بدأ يظهر وسط العائلات وسط استياء وسخط من السوء الذي وصلت إليه الأحوال خاصة بأن أبرز اليد العاملة في تجمّع المعشوق هم من العمال المياومين، فالرجل الذي كان يعمل بخمسة عشر الف ليرة لبنانية يومياً ليعيل أسرته، بات اليوم في المنزل يعجز عن إطعام أولاده.

وشددت الروبي، على مسؤولية "الأونروا" في دعم اللاجئين اقتصادياً، مضيفةً: "اللي كان معو شوية مصاري راحت.. خليني بالبيت بس طعميني".

واستغربت: "إذا ما صار في إغاثة بهالوضع.. متى تأخذ "الأونروا" دورها"؟

كما طالبت الوكالة بشرح خطتها الصحية في ظل أزمة "كورونا" وفي حال إصابة أي من اللاجئين الفلسطينيين.

وانطلاقاً مما وصلت إليه الأوضاع، بدا اللاجئون الفلسطينيون في التجمع بحراك مطلبه الرئيسي بأن تقوم "الأونروا" بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، بحسب الروبي.

وذكرت أنه على الرغم من حظر التجمعات وعدم إمكانية القيام بأي اعتصام، إلا أن هناك وسائل أخرى للضغط على الوكالة.

واستنكرت الروبي "تركيز المؤسسات والجهات الدولية على المخيمات، فيما التجمعات محرومة على الرغم من الغلاء المعيشي الذي يضاهي أسعار المدن".

وقام اللاجئون الفلسطينيون في تجمع المعشوق الواقع شرقي مدينة صور على عريضة تطالب الأونروا بتقديم مساعدات شهرية، وليست لمرة واحدة، في ظل الأزمة الاقتصادية والصحية المستمرة في لبنان.عريضة لمطالبة "الأونروا" بتحمل مسؤوليتها تجاههم.

كما دعت العريضة الموقعة "الأونروا" إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في الشتات عموماً، وفي تجمع المعشوق خصوصاً، مطالبة برفع مستوى الطبابة إلى درجة مئة فالمئة.

ولوحت العريضة بالتصعيد في حال لم تتم الاستجابة للمطالب المذكرة آنفاً.