القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

كيف يبدو واقع الأطفال الفلسطينيين في لبنان خلال أزمة «كورونا»؟


السبت، 23 أيار، 2020

دعت دراسة حقوقية جديدة حول واقع الأطفال الفلسطينيين في لبنان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” إلى تقديم الرعاية في مجال الدعم النفسي الاجتماعي ونشر رسائل في هذا المجال للأطفال.

جاء ذلك في دراسة بعنوان "الأطفال اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وجائحة كورونا - طفولة متوارية خلف أزمات متراكمة (التعليم، الصحة النفسية، الأزمة الاقتصادية)"، من إعداد المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بالتعاون مع جميعة الأمل الجديد السويدية.

الدراسة كذلك طالبت "الأونروا” ومنظمة التحرير الفلسطينية بتقديم المساعدات العينية والمالية للاجئين الفلسطينيين، وحثت الأهل على عدم مشاهدة النشرات الإخبارية أمام الأطفال لضمان عدم تعرضهم لأزمات نفسية.

ودعت أيضاً الحكومة اللبنانية إلى تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، لما يشكل ذلك من توفير بنية تحتية جيدة تمكّن الأطفال من العيش بكرامة.

الأطفال الفلسطينيون يعيشيون في ظروف قاهرة

وأوضحت الدراسة أن الأطفال يشكلون نسبة 37.9% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يعيشون في ظروف قاهرة تحد من قدرتهم على بناء مستقبلهم وصقل شخصياتهم وتجعل آفاق المستقبل مسدودة أمامهم.

وأضافت: "وبحسب المعلومات المنشورة في الموقع الرسمي لوكالة الأونروا فإن معدلات الفقر العام تصل لحدود 73% داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فيما تصل معدلات البطالة إلى 56%".

تقييم آلية التعلم عن بعد في ظل أزمة "كورونا"

كما شرحت واقع الطفل الفلسطيني في ظل جائحة "كورونا" وبعد إعلان التعبئة العامة في البلاد، خصوصاً لناحية التعليم الإلكتروني ومدى فعاليته وأبرز تحدياته، معتبرة هذه الآلية جديدة ومفاجئة للأهل وقد يجدون صعوبة في تطبيقها.

بل إنه، وبحسب عدد من المدرسين التابعين لـ "الأونروا”، فإن نسبة المستفيدين لا تزيد عن 50% من إجمالي الطلاب، ويعود ذلك إما لضعف جودة الإنترنت أو إيجاد بعض الأهالي صعوبة في تشغيل البرامج التعليمية، جراء وجود هاتف ذكي واحد غير كاف لمتابعة تعليم كل الاطفال المتواجدين في المنزل، أو لضيق مساحة المنازل، ما يؤكد وجود تحديات موضوعية وذاتية كبيرة تحول دون نجاح التعليم عن بعد، وفق الدراسة.

كما نصحت الدراسة الأهالي إلى لعب دور أكبر في عملية تهيئة الطفل النفسية والمادية والبدنية لجعل عملية التعليم سلسة وجاذبة للأطفال، وبهدف لعب الدور التربوي والرعائي في آن، خصوصاً في ظل غياب دور المدرسي المكاني، جراء الإجراءات المفروضة بسبب "كورونا".

الحجر المنزلي بين الإلتزام والأعباء المعيشية

وفيما يتعلق بالحجر المنزلي ومدى التزام الأهالي به، قسمت الدراسة الأهل إلى قسمين: قسم يلتزم بالحجر المنزلي ويعمل على توفير البيئة الإيجابية للأطفال، وقسم ثان غير ملتزم بالحجر، نتيجة الأعباء المعيشية والاقتصادية وضيق مساحة المنزل، إضافة إلى الحالة النفسية للأهل، وهي أسباب حقيقية وجادة ولا يمكن تجاوزها بأي حال، بحسب ما جاء في الدراسة.

وركزت الدراسة على أهمية الصحة النفسية للأطفال أثناء الحجر المنزلي، حيث يلجأ الطفل إلى من هم أكبر منه سناً لفهم ما يجري حوله، موضحة أبرز العلامات التي تظهر عليه بسبب القلق وكيف يمكن للأهل التعامل معه للحفاظ على الصحة النفسية للطفل.

كما لفتت الدراسة إلى دور كل من "الأونروا” والمجتمع المدني تجاه الأطفال الفلسطينيين، مؤكدة أن "الأونروا” هي المسؤولة بشكل رئيس عن رعاية الأطفال والاهتمام بشؤونهم، كما أن على المجتمع المدني مسؤولية كبيرة في ظل ضعف أداء الجهات المسؤولة.