القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

لهذه الأسباب.. انقسم الفلسطينيون حتى على "دولتهم"!

لهذه الأسباب.. انقسم الفلسطينيون حتى على "دولتهم"!

الخميس، 22 أيلول، 2011

بعد سنوات طويلة من المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، يتوجه رئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس الى منظمة الأمم المتحدة لطلب قبول انضمام فلسطين الى المنظمة العالمية عبر خطاب سيلقيه في الجمعية العامة، في يوم سيكون دون شك تاريخياً في تاريخ فلسطين والعالم العربي وسيكون له تداعيات كبيرة سواء نجح عباس في تأمين الانضمام أو فشل.

حتى الآن الغموض يبقى سيد الموقف، فما من شيء يؤكد أن عباس سيستطيع تأمين الأصوات التسعة المطلوبة، وعلى ما يبدو فإن "فيتو" الولايات المتحدة سيكون في المرصاد في حال كسب الفلسطينيون هذه الأصوات، فما هي تداعيات نجاح عباس أو فشله على الساحتين الفسلطينية واللبنانية؟ ولماذا يقارب الفلسطينيون هذا الاستحقاق التاريخي وهم "منقسمون"؟

خطوة عباس لا تحظى بإجماع فلسطيني

ترفض العديد من الفصائل الفلسطينية غير المنضوية في منظمة التحرير توجه عباس الى الأمم المتحدة، وتعتبر أن هذا الامر هو "مغامرة سياسية" خصوصا وأنه يحصل من دون تنسيق بين الافرقاء كافة، ويمثل مسًّا بالحقوق الوطنية كحق العودة والحق في المقاومة وحق تقرير المصير، وتطالب بالاعتراف بالدولة على كامل التراب الفلسطيني، باعتبار أنّ "أبو مازن" يتنازل بخطوته هذه عن أرض فلسطين التاريخية ويخاطر بتحويل الصراع من صراع بين "قوة احتلال وشعب تحت الاحتلال" إلى مجرّد نزاع على حدود بين "دولتين"، وفي ذلك اعتراف خطير وغير مسبوق بـ"الدولة الاسرائيلية"، كما تقول هذه الفصائل، التي تلفت إلى أنّ عباس يُسقِط أيضاً بخطوته هذه ورقة "المقاومة" باعتبار أنّ "دولة فلسطين" التي تصفها بـ"الوهمية" ستكون ملزَمة بتطبيق القانون الدولي.

"الجهاد الاسلامي": الصراع مع اسرائيل صراع على وطن وليس على دولة

حركة "الجهاد الاسلامي" التي تؤكد رفضها لخطوة عباس، لما تتضمنه من تقسيم لفلسطين وتنازل عن الجزء الأكبر منها، يعرب ممثلها في لبنان أبو عماد الرفاعي عن خشيته من أن يكون إعلان هذه الدولة على حساب كلّ حقوق الشعب الفلسطيني.

ويشير، في حديث لـ"النشرة"، الى ان الحركة ترى أن "الصراع مع العدو الاسرائيلي هو صراع على وطن وليس على دولة"، ويلفت الى أن "ما يعنينا بالدرجة الاولى هو عودة جميع اللاجئين الى قراهم ومدنهم التي هجروا منها وتحرير الارض ولا شيء غير ذلك".

ويرى أن خطوة الرئيس الفلسطيني قد تؤدي الى "شطب العديد من الحقوق الفسلطينية على المستوى الدولي والعربي"، ويشير الى أن "التنازل عن 80% من مساحة فلسطين بشكل رسمي وشطب حق العودة هي من أبرز المخاطر"، ويشدد على ان عباس من يتحمل مسؤولية ذلك.

ويوضح الرفاعي أن الفصائل الفلسطينية تترقّب ما سيقدمه عباس مقابل اعلان الدولة الفسلطينة، وإن كان سيبقى ثابتاً على المواقف التي اعلن عنها أم أنه سيتراجع أمام الضغوط الاميركية والاوروبية. ويعرب عن تخوفه من محاولات الإلتفاف على مطلب عباس من قبل الادارة الاميركية عبر تمرير بعض التنازلات ومن ضمنها الإعتراف بالدولة اليهودية وشطب حق العودة.

منظمة التحرير: خطوة عباس تحمي حق الشعب بدولته

في الجهة المقابلة، تقلّل فصائل منظمة التحرير من شأن هذه التداعيات التي ترى أنها "مضخّمة"، بل إنها ترى أن التوجه الى الأمم المتحدة لطلب انضمام فلسطين الى المنظمة العالمية هو "يوم الكرامة"، المنظمة التي تعتمد منذ سنوات طويلة خيار المفاوضات دون أن تجد أي صدى لهذه المفاوضات على أرض الواقع، تعتبر أن "هذه الخطوة هي لحماية حق الشعب الفلسطيني بدولته"، مع العلم أن هذه الدولة ستكون على مساحة 20% من أرض فلسطين، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو من يملك حق التنازل عن حق الشعب الفلسطيني بدولته على كامل اراضيه؟

السفير عبد الله: خطوة عباس لا تلغي أي حق من حقوق شعبنا

السفير الفلسيطني في لبنان عبد الله عبد الله، الذي يشدد على "حق الشعب الفلسطيني بالتوجه الى الامم المتحدة لحماية حقه من الانتهاكات الاسرائيلية"، يؤكد على "ان مكانة منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى مصانة لانها المؤسسة التي تقود النضال الفلسطيني، ولا يتناقض ذلك مع الاعتراف بدولة على ارض فلسطين وكذلك لن يجحف بأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني وخصوصا حق العودة".

ويرفض السفير عبد الله في حديث لـ"النشرة"، الكلام عن أن انضمام الدولة الفلسطينية الى الأمم المتحدة ينطوي على مخاطر عديدة، ويعتبر أن هذا الكلام هو "وجهة نظر"، ويشير الى أن "الدولة الفلسطينية أعلنت منذ العام 1988 وما نطلبه اليوم هو قبولها عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة".

ويؤكد على أن "قبول انضمام فلسطين الى المنظمة العالمية لا يلغي حق العودة"، ويعتبر أنه "قد يكون عنصراً مساعداً على حل هذه القضية".

السفير الفلسطيني الذي يعترف بوجود إختلاف في وجهات النظر حول هذه الخطوة بين القوى الفلسطينية، يعتبر أن "من المفترض أن لا يؤثر ذلك على المصالحة الفلسطينية التي وقّعت قبل أشهر"، ويشير الى أن الفلسطينيين تعودوا في عملهم السياسي ونضالهم الفلسطيني على قبول التعددية في الرأي وعلى إحترام الرأي الاخر "وبالتالي فإنه إذا كان لدى الاقلية رأي مخالف عليها احترام رأي الأغلبية"، ويلفت في هذا الإطار الى التجمعات المؤيدة لخطوة محمود عباس والداعمة لها داخل الاراضي الفلسطينية وخارجها.

ماذا عن "الفيتو" الاميركي؟

السفير عبد الله الذي يؤكد على حق كل دولة في القرار الذي تتخذه، يأمل أن لا تقدم الولايات المتحدة الاميركية على إستخدام حق النقض "الفيتو" لتعطيل إنضمام فلسطين الى الأمم المتحدة، ويشير إلى أن هذا الأمر سيؤدي الى فقدان واشنطن صفتها كراعية لعملية السلام لأن هذه الصفة تفترض بصاحبها أن يكون حيادياً وموضوعياً.

هل يتحول اللاجئون الفلسطينيون في لبنان الى رعايا؟

خطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد يكون لها تداعيات خطيرة على الساحة اللبنانية، خاصة في الشق المتعلق باللاجئين والخوف من سقوط حق عودتهم الى وطنهم، إلا ان ممثل حركة "الجهاد الاسلامي" في لبنان يعتبر أن هناك وعيا على المستوى اللبناني والفلسطيني لخطورة هذا الأمر، ويلفت الى أنه جرى الحديث عن ذلك خلال زيارة عباس الأخيرة الى لبنان وتم التأكيد على رفض تحويل اللاجئين الى رعايا، الأمر الذي يؤكده السفير الفلسطيني الذي يرى أن انضمام فلسطين الى الأمم المتحدة قد يساعد على حل هذه المشكلة.

هكذا، يخطو الفلسطينيون خطوة أخرى إلى الأمام، دون أن ينسّقوا فيما بينهم. قسم منهم يعتبر يوم الجمعة يوم الكرامة والشرف، وقسم آخر يضع يده على قلبه اعتقاداً منه أنّ هذا اليوم سيجسّد "هزيمة" جديدة أياً كانت النتيجة، سواء قبِلت الدولة أم قضى عليها سلاح "الفيتو" الأميركي. وفي الحالتين، التداعيات لن تكون ببسيطة على شعب حان الوقت ليستفيق من كبوته ويدرك أنّ "وحدته" هي الطريق الوحيد لتحصيل "الحقوق"..

المصدر: ماهر الخطيب – النشرة