القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

ماذا يعني اليوم العالمي للاجئين بالنسبة لفلسطينيي الشتات؟


السبت، 20 حزيران، 2020

بصفتك لاجئ فلسطيني، ماذا يعني لك اليوم العالمي للاجئين؟.. سؤال توجه به "مراسلنا" لشرائح مختلفة من الفلسطينيين في الشتات.

تجيب "أم خالد" من مخيم الرمل في اللاذقية بسوريا: "حسرة ووجع القلب.. ياريت أهلنا ما طلعو"، سألناها عن السبب، فأجابت مستهجنة: "تسألني عن السبب.. ألا يكفينا ما نحن فيه.. ألا يكفينا صفة لاجئ التي نباع بها ونشترى.. ألا تكفينا هذه الوثيقة التي نحملها.. وأكثر من ذلك أن أهلنا تركوا أجمل البلاد مكرهين وماتوا بحسرتها”.

تتوالى الإجابات التي تدور في فلك ما قالته الفلسطينية "أم خالد"، ألم وحسرة وشعور بالضياع فـ"روان سليمان" من مخيم الحسينية بدمشق، تختصر الإجابة بكلمة واحدة: "التشرد"، "ربما لا تقصده بمعناه المادي، والذي بات متمثلا بآلاف الخيام في البلدان والجزر، وإنما بمعناه الذي يعكس حالة نفسية باتت ملازمة لمن هو لاجئ، حيث بات مستقبله ومصيره ضبابيا”.

وبينما يتمنى "علي علي" المهجر من مخيم اليرموك، أن يأتي اليوم الذي لا نسمع فيه كلمة لاجئ، يلقي "وسيم بلعاوي" من مخيم "خان دنون" بدمشق، اللائمة على الحكام العرب بصفتهم شركاء كتابة فصول اللجوء الفلسطيني وحكايات الشتات.

ويوافق يوم 20 يونيو/حزيران (غدا السبت)، يوم اللاجئ العالمي، الذي بدأ عام 2000، بعد قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويخصص لاستعراض هموم وقضايا اللاجئين، وبحث سبل تقديم العون لهم.

واقع هو الأسوأ

يؤكد الكاتب والباحث الفلسطيني، طارق حمود، في حديثه لـ"قدس برس"، أن "واقع فلسطينيي الشتات في 2020، هو الأكثر سوء مما سبق فهم يعيشون من شتات إلى شتات، ومن غير المتوقع أن تنحسر هذه الحالة خلال العام الحالي، خاصة مع الحديث عن صفقة القرن التي تهدد بترانسفير جديد في أراضينا المحتلة عام 1948، وكذلك في الضفة الغربية والأغوار، نتيجة قرار الضم الذي يسعى الاحتلال لفرضه".

وأردف: "بالتالي عام 2020 يحمل في طياته الكثير من المخاوف والتهديدات التي لم يسبق للاجئ الفلسطيني أن واجهها من قبل، بالإضافة إلى تفاقم أزمة فلسطينيي سوريا التي لا يوجد حتى الآن لحلها، كما أن تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان قد يدفع أجيال بطولها وعرضها بالتفكير بالهجرة، وبالتالي فاللجوء يولد لجوء نتيجة المصائب والكوارث التي تمر بها المنطقة ويمثل اللاجئ الفلسطيني فيه الحلقة الأضعف للأسف الشديد".

وعن محاولات إسقاط صفة اللاجئ عن فلسطينيي الشتات، أوضح "حمود" أن في ذلك خسارة كبيرة للفلسطينيين، "لكن في البعد السياسي والتاريخي، فهذا حق لا يسقط بالتقادم، ومحمي من قبل القوانين الدولية وحقوق الانسان، وبالتالي، فأي قرار سياسي لا يحمل أثرا قانونيا، فتوازن القوى يمكن أن يتغير في أي ثانية".

وأكد أن وضع الفلسطينيين في الشتات سيبقى غير مستقر، طالما أنه لا يستند إلى مرجعية سياسية وطنية جامعة، مشيرا إلى أن منظمة التحرير اليوم لم تعد ممثلا جامعا وكاملا وفعليا للشعب الفلسطيني، بالرغم من كونها الممثل الرسمي بطبيعة الحال.

وشدد على التمثيل الرسمي للاجئ الفلسطيني مسألة مهمة جدا، وصمام أمان من أجل حماية وتقرير مصير اللاجئين، وبدون هذا التمثيل سيكون اللاجئ الفلسطيني عرضة للتهديدات التي تجتاح المنطقة، بغض النظر لمن سترجح الكفة بين أطراف الصراع الذي يبقى الفلسطيني فيه الحلقة الأضعف، نظرا لوضعه التاريخي والسياسي والتمثيلي، الذي تجاذبه أطراف دولية في المنطقة تحاول أن تحتكر التمثيل الفلسطيني والورقة الفلسطينية ولو جزئيا لصالح أغراض معينة.

أوضاع تزداد تعقيدا

بدوره، قال الصحفي ماهر حجازي لـ"قدس برس"، إن واقع اللاجئين الفلسطينيين متفاوت في المعاناة من دولة إلى أخرى، ويزداد تعقيدا في ظل الأزمات، التي تنعكس على اللاجئين الفلسطينيين، وفي ظل تنصل العديد من الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية عن مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

وتطرق "حجازي" لوضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وإلى الازمة الاقتصادية، والتي انعكست على واقعهم المعيشي، في ظل قلة فرص العمل سواء في مناطق النظام او المعارضة.

كما أشار إلى تجاهل "الأونروا" وعدم تقديم الدعم الإنساني والطبي والتعليمي للفلسطينيين في مخيمات الشمال السوري، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين هناك.

وأضاف: "المعاناة لحقت بفلسطينيي سوريا الذين لجؤوا إلى تركيا، خاصة القادمين الجدد من سوريا، فليس لديهم وضع قانوني ولا يستطيعون تلقي العلاج ولا حتى تدريس أبنائهم، وكما فاقمت كورونا من الأزمة الاقتصادية التي يعيشونها".

وأكد "حجازي" أن من بين 6 مليون فلسطيني خارج فلسطين، فإن الشريحة الأكثر تضررا اليوم هم فلسطينيو سورية ولبنان.

وأضاف: "لاشك اليوم أن المشاريع التآمرية على القضية الفلسطينية تستهدف إنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين وما صفقة القرن الأمريكية، إلا واحدة من هذه المشاريع التي تخدم الاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق شعبنا العادلة".

وتابع: "هناك ربط بين تفاقم معاناة اللاجئين في المخيمات والضغط عليهم وتقليص الدعم، كلها محاولات لإيصال اللاجئ الفلسطيني إلى مرحلة الانفجار والقبول بأية حلول، حتى ولو كانت على حساب حق العودة والهجرة والتهجير”.

منوها أن اللاجئ الفلسطيني غير ملام، لأن ما يتعرض له من تضييق في قوته وعيشه ومنعه من العمل ومصادرة حقوقه في لبنان مثلا، سيدفعه للقبول بالهجرة من مخيمات لبنان، وفق حجازي.

إذا ما هو المطلوب اليوم لتثبيت حقوق اللاجئ الفلسطيني سياسيا وإعلاميا وشعبيا، يجيب حجازي: "علينا رفض كل المشاريع التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية، وحقوق شعبنا والضغط على الدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين، لمنح اللاجئ الفلسطيني حقوقه المشروعة، وكذلك الضغط على وكالة الأونروا لتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين”.

وشدد على ضرورة تفعيل العمل الإعلامي بشكل أكبر لنقل واقع اللاجئ الفلسطيني في المخيمات كافة، وإبراز المعاناة والجوانب الإنسانية وايصال صوت اللاجئ وهمومه والتأكيد على أهمية حق العودة وقضية اللاجئين.

وطالب السلطة الفلسطينية والفصائل أن تتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئ الفلسطيني في كل المخيمات، سياسيا وماديا ومعنويا.

المصدر: محمد صفية - قدس برس