القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

هدوء حذر يخيّم على مخيم عين الحلوة بعد توقف الاشتباكات أسفرت عن مقتل 11 شخصاً وتشريد آلاف العائلات الفلسطينية


متابعة – لاجئ نت|| الأربعاء، 02 آب، 2023

شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين اليوم حالة من الهدوء الحذر بعد توقف الاشتباكات الدائرة منذ السبت الماضي بين مجموعات إسلامية وقوات الأمن الوطني التابعة لحركة "فتح" والتي أسفرت عن مقتل 11 شخصاً من بينهم قائد الأمن الوطني الفلسطيني بمنطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، و3 من مرافقيه وتشريد آلاف العائلات الفلسطينية وتدمير أجزاء كبيرة من حي حطين والطوارئ وبستان القدس في مخيم عين الحلوة.

كما تسببت الاشتباكات في انقطاع خدمات أساسية عن سكان المخيم -خصوصا الكهرباء- وتعذر إدخال المواد الغذائية والإغاثية بسبب نشاط القناصة.

 

كما وادت الاشتباكات إلى تدمير بنى تحتية من ماء وكهرباء وصرف صحي وطرقات واحتراق وتضرر المئات من المنازل، إلى جانب أضرار بالممتلكات والمحال التجارية والمركبات.

وكانت خروقات واسعة لإعلان وقف إطلاق النار، قد شهدها المخيم، واستمرّت ساعة كاملة، عقب صدور بيان اجتماع "هيئة العمل".

كما شهد المخيم، اعتداءات على الاطقم الإسعافية التابعة لجمعية الشفاء للخدمات الإنسانية، ما أدى الى وقف الجمعية لعملها والانسحاب من المخيم، حفاظاً على سلامة أطقمها داعية كافة الأطراف إلى وقف القتال فوراً، وتوفير ضمانات للفرق الإسعافية لتعاود عملها في المخيم، وضمان سلامة أطقمها التي تعمل على مسافة واحدة من الجميع.

وبدورها أعلنت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان بعد اجتماع ضم ممثلين عن كافة الفصائل الفلسطينية في مقر سفارة فلسطين ببيروت عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة.

وقال أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات إن الاتفاق يقوم على سحب المسلحين، وتكليف لجنة تحقيق لكشف المتورطين في مقتل قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا.

وتوصلت فصائل وأحزاب فلسطينية ولبنانية بعد اجتماع في صيدا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار وسحب المسلحين من شوارع المخيم.

كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني بمنطقة صيدا اللواء أبو أشرف العرموشي.

ودعا مفتي مدينة صيدا ومنطقتها في جنوبي لبنان سليم سوسان إلى وقف فوري لإطلاق النار في المخيم، كما دعا إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه بهذا الخصوص، وذلك خلال اجتماع موسع للمرجعيات السياسية والدينية اللبنانية في منطقة صيدا.

وفي الأول من أمس أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في بيان لها أن المواجهات في مخيم عين الحلوة أسفرت عن مقتل 11 شخصاً وجرح 40 آخرين، بينما تضررت مدرستان تابعتان لها، على حين اضطر أكثر من 2000 شخص إلى مغادرة المخيم هرباً من الاشتباكات.

الاقتتال الداخلي يضر بالمصلحة الفلسطينية

وفي السياق، أكد عضو قيادة حركة حماس في الخارج، علي بركة أن الأحداث الدامية والمؤسفة التي يشهدها مخيم عين الحلوة في لبنان تشكل خطورة كبيرة على صعيد قضيتنا الوطنية الفلسطينية.

وقال بركة، في تصريح صحفي إن هذه الأحداث ليست بعيدة عن استهداف قضية اللاجئين الفلسطينيين ونضالهم من أجل العودة، مشددا على أن استمرار الاقتتال الداخلي يضر بالمصلحة الفلسطينية وبالعلاقات الأخوية اللبنانية- الفلسطينية.

وأضاف أن هذا الاقتتال يستهدف مشروع المقاومة المتصاعدة في أراضينا المحتلة، مما يضع كثيرا من علامات الاستفهام حول توقيت الأحداث وحول الجهات المستفيدة في إشعال هذه الأحداث.

ودعا جميع الأطراف المشاركة في هذه الأحداث إلى وقف إطلاق النار فورا وسحب المسلحين من الشوارع، وترك المعالجات إلى القيادات المعنية اللبنانية والفلسطينية.

وأشار إلى أن حركة حماس منذ اللحظات الأولى لاندلاع هذه الاشتباكات الدامية أعلنت رفضها لأي اقتتال داخلي في مخيم عين الحلوة، ودعت لتغليب لغة الحوار؛ حقناً لدماء شعبنا، وحفاظاً على السلم الأهلي، فضلا عن قيادتها جهودا كثيفة للتوصّل إلى اتّفاق وقف إطلاق النار، ومعالجة ذيول الأحداث التي يشهدها المخيّم، بجانب جهود باقي الفصائل الفلسطينية والهيئات المختلفة في لبنان لحقن الدماء، وتطويق الأحداث.

وأوضح أن حماس واكبت منذ اللحظات الأولى معاناة النازحين والأهالي جراء الأحداث الدامية، وفي الوقت ذاته حذرت من حديث البعض لنزع سلاح المخيمات، الذي يستثمر الأزمة لضرب المقاومة، بصورة لم تعد تخفى على أحد، في خدمة واضحة لأهداف المشروع الصهيوني الساعي لتطويق المقاومة، وتجفيف منابعها، وقطعها عن جذورها الممتدة مع فلسطينيي الشتات.

ويعد مخيم عين الحلوة، الذي تأسس عام 1948، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضم أكثر من 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تقدر إحصاءات غير رسمية سكان المخيم بما يزيد على 70 ألف نسمة على مساحة محدودة.

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيماً يعيشون في ظروف إنسانية واقتصادية صعبة.