القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أجراس الحرية تقرع في الضفة الغربية: الفلسطينيون ظلوا قلقين... حتى رأوا الأسرى

أجراس الحرية تقرع في الضفة الغربية: الفلسطينيون ظلوا قلقين... حتى رأوا الأسرى

الأربعاء، 19 تشرين الأول، 2011

دقت أجراس الحرية، وقرع أسرى فلسطينيون أبواب السجن بكعوب أقدامهم، وخرجوا لتنشق الهواء الحر. أمس توزعت 477 قصة على قطاع غزة والضفة الغربية، والأردن وتركيا وقطر وسوريا. 477 حكاية كانت منسية خلف القضبان، أثبتت مجددا أن الأمل لمن هم في الزنازين لن يموت، وأن الحرية قريبة ربما اليوم، أو ربما غدا، وما دام هناك من يتبنى نهج المقاومة والأسر، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن دفعة أخرى سيفرج عنها، وتقارب الـ500.

عند باب سجن عوفر، في غربي رام الله، وقف آلاف الفلسطينيين بانتظار إطلاق 96 أسيرا من الضفة الغربية، فيما كان حشد مماثل في القدس بانتظار استقبال 16 أسيراً وأسيرة. وفي قطاع غزة كان الأهل بانتظار الافراج عن 321 آخرين، من بينهم 127 مبعداً، وهم من سكان الضفة وغزة، وثلاثة إلى داخل أراضي 48، بينما أبعد إلى تركيا وقطر وسوريا والأردن 42 أسيرة وأسير.

وعند باب «عوفر» كانت العائلات الفلسطينية على أحر من الجمر تنتظر الإفراج عن أبنائها. كانت الفرحة والدموع والترقب والخوف كلها مشاعر مختلطة تعصف بهم. وحتى ساعات الصباح ظلت الأنباء التي تحدثت عن معوقات في عملية التنفيذ تسيطر على الأذهان.

وكانت مصادر إعلامية قد ذكرت أن الأسيرة الفلسطينية آمنه منى رفضت إبعادها إلى قطاع غزة، كما كان متفقاً عليه في الصفقة، الأمر الذي أخر عمليه إتمامها، لكن سرعان ما تم حل الأمر. وبعد ذلك تأخرت عملية خروج الأسرى الفلسطينيين، ما أثار حالة من القلق بين الأهالي الذين قال بعضهم لـ«السفير» إن إسرائيل دائما لا تريد لفرحة فلسطينية أن تكتمل، وهي من خزيها تريد تعطيل نصر المقاومة.

وكان الجندي جلعاد شاليت قد وصل إلى مصر بالتزامن مع وصول دفعة الأسرى الذين سيحررون إلى غزة معبر رفح. وبعد نقل شاليت إلى الجانب الإسرائيلي كان من المفترض أن يفرج عن الأسرى الآخرين في الضفة الغربية والقدس، لكن الأمور تأخرت لأسباب وصفت بالإجرائية، فيما تسلمت غزة فورا الدفعة الأولى من المحررين.

وفيما كان الأهالي عند مدخل سجن عوفر في الضفة الغربية ينتظرون وصول أبنائهم، غيرت إسرائيل الاتفاق وقررت إخراج الأسرى من معبر قلنديا العسكري، ما أثار حالة من الغضب بين الفلسطينيين الذين رشقوا قوات الاحتلال عند المعبر بالحجارة لتعمدها «كسر فرحتهم»، وردت عليهم بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز.

وعادت حالة من الفرح الهستيري لتسيطر على الأهالي مجددا لحظة داست عجلات أول حافلة تقل المحررين الأراضي الفلسطينية، وخرج الأسرى برؤوسهم من نوافذ الحافلات التي تقلهم يصرخون ويبكون، ويهللون وكأنهم لم يروا هواء كهذا من قبل، وبعد ذلك قرأوا الفاتحة على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قبل أن ينضموا إلى الحشود التي تجمعت لاستقبالهم.

ومن بين هذه الحشود، كانت سميرة البرغوثي مع ابنها هادي ينتظران رؤية فخري البرغوثي، عميد الأسرى الفلسطينيين الذي أمضى 33 عاما من حياته داخل السجون الإسرائيلية. المرأة قالت بجنون لـ«السفير»: «لقد عشنا على الأمل سنين طويلة، لقد أنهكنا الزمن ونحن ننتظر، والآن جاءت اللحظة، لقد آن لنا ان نلم شمل عائلتنا، وإن كان هذا الشمل ما زال منقوصا».

وأفرج عن فخري البرغوثي عميد الأسرى مع ابن عمه نائل «ثاني أقدم أسير فلسطيني»، فيما أبعد ابن عم آخر لهما يدعى جاسر إلى قطاع غزة، بينما شادي ابن نائل ما زال في السجن ويقضي حكما مؤبدا.

من جهته قال هادي والدموع تملأ عينيه «لا يمكن لأحد أن يفهم مشاعري، ولا يمكن أن أصف مشاعري... إنها لحظة انتظرتها طيلة عمري».

واستقبل رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الأسرى في غزة، فيما استقبلهم الرئيس محمود عباس في رام الله. وكان الرجلان قد تبادلا التهنئة قبل ذلك في اتصال هاتفي اعتبره مراقبون مؤشرا على قرب إتمام المصالحة الفلسطينية، لا سيما أن الرئيس عباس في رام الله كان إلى جانبه قيادات من حماس، فيما كان إلى جانب هنية في غزة قيادات من حركة فتح.

وقال عباس «لقد اتفقنا مع الحكومة الإسرائيلية على إطلاق دفعة مماثلة من الأسرى قريبا»، من دون أن يوضح أي تفاصيل. ويفترض أن يطلق أيضا بموجب صفقة أمس سراح 550 أسيرا في المرحلة الثانية والتي ستنفذ بعد شهرين.

ومن جهته قال الشيخ حسن يوسف، القيادي في حركة حماس، لـ«السفير»، إن «هذه فرحة كبيرة، ونصر لكل الشعب الفلسطيني، وهي بلا شك تأكيد من جديد على أن المقاومة هي أهم وسيلة لاسترداد حقوقنا جميعها وعلى رأسها إطلاق سراح الأسرى».

وأضاف «نقول إن شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته لن يهدأ له بال ولن تنام له عين حتى يتم الإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين».

صفقة الأسرى التي تمت يوم أمس هي الرقم 36 في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وبحسب المعطيات الخاصة بهذه الصفقة فإن متوسط الأحكام للمفرج عنهم بلغ 28 عاما. وقد أفرج حسب الصفقة عن 306 من حركة حماس، في مقابل 99 أسيرا من حركة فتح، والبقية من الفصائل الأخرى. كما أن أجيال المحررين تتراوح بين 21 عاما و84 عاما. وكان أعلى حكم للمفرج عنهم هو وليد عبد العزيز المتهم بالتخطيط لعمليات أدت لمقتل عشرات الإسرائيليين وكان محكوما بــ36 مؤبدا.

المصدر: جريدة الأخبار