القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الأمعاء الخاوية" معركة صمود يخوضها أسرى فلسطين لتحطيم جدران السجون

الأمعاء الخاوية" معركة صمود يخوضها أسرى فلسطين لتحطيم جدران السجون

الثلاثاء، 04 تشرينالأول، 2011

"الأمعاء الخاوية"، هي معركة صبر وصمود يخوضها الأسرى الفلسطينيون منذ الثلاثاء الماضي من أجل تحطيم جدران السجون الإسرائيلية وللطرق على أبواب الصمت العالمي الذي يقفل سمعه ويغض بصره ويوقف لسانه عن معاناتهم.

وهذه الحرب ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فأسرى فلسطين البالغ عددهم نحو 6000 أسير وأسيرة يريدون أن يعلنوها مدوية في كل أرجاء العالم: "أما آن الأوان لنشتم عبق الحرية وتطير أرواحنا وتلتقى مع أحبائنا؟".

لقد أحيا الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 أيلول (سبتمبر) الماضي، الأمل من جديد في نفوس هؤلاء الأسرى عندما طالب بإطلاق سراحهم دون إبطاء واعتبر ذلك ثابتا من الثوابت الوطنية واستحقاقا أساسيا من استحقاقات أي سلام عادل في المنطقة.

ويدرك الأسرى جيدا أنه في حالة اعتراف العالم بدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 سينعكس ذلك على مجمل وضعهم القانوني، خصوصا وأن إسرائيل لا تعترف بانطباق اتفاقيات جنيف وتحديدا الرابعة والثالثة عليهم، وتتعامل معهم كمجرمين وإرهابيين ووفق قوانينها وأوامرها العسكرية الداخلية.

وتتخوف إسرائيل من أن يفتح الاعتراف بدولة فلسطين المجال واسعا لملاحقتها هي ومسؤوليها بسبب ارتكابهم أعمالا ضد الإنسانية وجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني وبحق الأسرى خصوصا وأن دولة فلسطين ستكون عضوا في محكمة الجنايات الدولية.

وتمعن إدارة السجون الإسرائيلية في إذلال الأسرى وذويهم، حيث تتنوع إجراءاتها التعسفية بحقهم ما بين العزل الانفرادي المفروض على نحو 20 أسيرا، وتركيب ألواح زجاجية عازلة في غرف الزيارات، والتفتيش العاري، والحرمان من مواصلة التعليم، والنقل التعسفي، وفرض الغرامات المالية، وعدم السماح لأسرى غزة بزيارة ذويهم حيث إنهم ممنوعون من الزيارة منذ حزيران (يونيو) 2007، وتقييد الأيدى والأرجل للأسير عند لقاء الأهل أو المحامي وغيرها.

والأسرى في سجون الاحتلال مصنفون إلى الأسرى القدامى: وهم الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية عام 1993، منهم 117 أمضوا أكثر من 20 عاما و17 ما يزيد على ربع قرن، و4 فوق 30 عاما وهم (نائل صالح البرغوثي وفخري عصفور البرغوثي وأكرم منصور وفؤاد الرازم).

وترفض إسرائيل الإفراج عن هؤلاء الأسرى رغم أوضاعهم الصحية المتدهورة جراء الأمراض المختلفة التي يعانون منها بسبب سنوات السجن الطويلة، بحجة أنهم قاموا بأعمال بطولية ضد الاحتلال.

أما التصنيف الثاني فهو يتمثل في الأسيرات أو ما يطلق عليهن "حارسات النار المقدسة"، تقديرا للعطاء والتضحية العالية اللاتي قدمنها جنبا إلى جنب مع الرجل في مراحل الصراع المختلفة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى مدار سنين الصراع الطويلة، دخل السجون الإسرائيلية أكثر من 15 ألف امرأة وشابة فلسطينية بحيث لا تميز إسرائيل ما بين كبيرة في السن أو قاصر أقل من 18 عاما، وقد حدثت أكبر عملية اعتقال بحق الفلسطينيات خلال الانتفاضة الأولى في عام 1987، إذ وصل عدد حالات الاعتقال في صفوف النساء إلى 3000 امرأة مقابل 900 خلال انتفاضة الأقصى لعام 2000 فيما يقبع حاليا في سجون الاحتلال أكثر من 34.

وفيما يتعلق بالتصنيف الثالث فهم الأسرى الأطفال، حيث اعتقلت إسرائيل أكثر من 2500 طفل منذ اندلاع انتفاضة الأقصى ولايزال أكثر من 300 طفل يقبعون في السجون ومراكز التحقيق والتوقيف الإسرائيلية، كما أن أكثر من 400 أسير فلسطيني كانوا أطفالا لحظة اعتقالهم تجاوزوا حاليا سن 18 عاما.

وتتعامل سلطات الاحتلال العسكرية مع الأطفال الأسرى كمشروع مخربين لذلك فهى تذيقهم أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة من ضرب وحرمان من النوم ومن الطعام، وتهديد وشتائم وتحرش جنسي وحرمان من الزيارة. واستخدمت اسرائيل ايضا معهم أبشع الوسائل النفسية والبدنية لانتزاع الاعترافات والضغط عليهم لتجنيدهم للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.

المصدر: جريدة المستقبل اللبنانية