القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الشيبة: سنواجه كي الوعي الذي يتعرض له الإماراتيون تجاه فلسطين


الأربعاء، 26 آب، 2020

قال الإعلامي والكاتب الإماراتي، أحمد الشيبة، إنه لو قُدر للإماراتيين أن يكون لديهم صوت حر، وحرية تعبير، لرأيت الآلاف يخرجون إلى الشوارع منددين ورافضين لما يسمى "اتفاق السلام"، بين حكومة الإمارات والاحتلال الصهيوني.

وأكد "الشيبة"، في حوار مع "قدس برس"، أن المجتمع الإماراتي لن يتقبل مهما حصل هذا الاتفاق، وما يتداول من بعض الفيديوهات لأشخاص يروجون للتطبيع فيه تزييف للحقيقة، "فهؤلاء ليس لهم أي قيمة في المجتمع الإماراتي، وهم إما مرتزقة أو شرذمة وصوليين، يريدون أن يرضوا السُّلطة على حساب المبادئ والقيم التي نشأ عليها المجتمع الإماراتي في دعم القضية الفلسطينية، ولا يمكن أن يقبل غير ذلك".

وعدّ أن هذه المظاهر، التي وصفها بـ"الشاذة"، هي فقط للترويج بأن المجتمع الإماراتي مع التطبيع، مع أنه لم يظهر أي من الفعاليات الرئيسية لا من المجلس الأعلى الاتحادي، ولا غيره من الجهات المعتبرة، من يؤيد هذا التوجه التي تسير فيه حكومة أبو ظبي.

ونبه "الشيبة"، وهو عضو مؤسس في "الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع"، أن الرابطة أنشئت لمواجهة كي الوعي، الذي يتعرض له المجتمع الإماراتي والخليجي تجاه القضية الفلسطينية، والتعريف بتاريخها وجذورها وقيَمها ومبادئها، وأن تبقى هذه الصورة في ذهن الأجيال القادمة.

وأوضح أن إرهاصات التطبيع بين الحكومة الإماراتية والاحتلال الإسرائيلي، هي امتداد لاتصالات قديمة بين الجانبين، وتحديدا منذ 20 سنة مضت.

وأردف، لقد رأينا توجها واضحا في الفترة الماضية تجاه التطبيع، خاصة في العام 2018، عندما شارك وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق "أيوب قرا"، في مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات في الإمارات، وكذلك مشاركة رياضيين إسرائيليين في بطولة الجودو، التي أقيمت في أبو ظبي عام 2019، حيث رفع علم الكيان الصهيوني هناك!.

وتحدث "الشيبة" عن خشية حكام الإمارات من الربيع العربي، والإسلام السياسي، "إذ تظن الحكومة أنهما تهديد وجودي لها، وبالتالي، فالصهاينة يستغلون مثل هذا الخوف، بالإضافة لتقاطع المصالح بين حكام الإمارات والاحتلال في هذا السياق".

وحذر "الشيبة" أن الحكومة الإماراتية ستخسر الكثير، رغم وجود بعض المكاسب الشكلية، كالتقرب من الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف مع الاحتلال الصهيوني، مؤكدا، أن الرابح الحقيقي هو الكيان الصهيوني، الذي حقق اختراقا كبيرا في المنظومة العربية والإسلامية، والتي ستليها مكاسب اقتصادية سوف تنعش هذا الكيان المجرم.

وأشار إلى أن الإمارات تعاني من إشكالية في السلطة واتخاذ القرار، الذي يتركز في يد شخص واحد في أبو ظبي، مدعوما من إمارة دبي، مشددا، على ضرورة تحقيق إصلاح سياسي يكون للمجلس الأعلى الاتحادي دور فاعل في اتخاذ القرارات فيه، والذي غاب منذ وفاة الشيخ زايد رحمة الله عليه.

وفي سياق حديثه عن دور الرابطة الإماراتية في مقاومة التطبيع، شدد على أهمية الصوت والوعي الشعبي، الذي لا بد أن يرتفع من أجل تغيير الوضع الحالي.

وعن الآليات التي ستنتهجها الرابطة، أوضح "الشيبة"، أن المؤسسة ونظامها الأساسي ستعتمد برامج عمل واضحة، وستعمل على إبراز الوجه المشرق للمجتمع الإماراتي الأصيل المنسجم مع قضايا الأمة العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ورفض التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قد أعلن في الثالث عشر من الشهر الجاري، نبأ تطبيع العلاقات بشكل كامل بين الإمارات وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء الكشف الأمريكي عن التطبيع العلني والرسمي للعلاقات بين الطرفين، ليضع حداً لتكهنات سابقة تحدثت عن وجود علاقات تربط أبو ظبي و"تل أبيب"، بينما أعلنت شخصيات إماراتية إطلاق "الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع"، في أول حراك شعبي رافض لتورط النظام الإماراتي في التطبيع مع "إسرائيل".