القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الكرفانات.. فصول تعليمية بمدارس للـ(أونروا) في غزة!

الكرفانات.. فصول تعليمية بمدارس للـ(أونروا) في غزة!

الخميس، 08 أيلول، 2011

يتلهف "عادل عوض" الطالب في مدرسة ذكور الزيتون (أ) التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الـ(أونروا)، لانتهاء الحصة الدراسية التي يقضيها وزملاؤه داخل حاوية من الحديد تعرف بـ"الكرفانات".

وبدا هذا الطالب (12 عاماً) صاحب البشرة البيضاء بوجه أحمر، وأذنين أكثر احمراراً بسبب الحر الشديد مع بدء الفصل الدراسي الجديد لعام 2011ـ 2012 داخل حاوية من الحديد.

شدة الحر

وقال عوض لـ"فلسطين"، وهو في الصف الأول الإعدادي: «الحر هنا شديد، ولم يعد بإمكاني التحمل أكثر من ذلك.

ويعكس ذلك حالة النقص الشديد في أعداد المدارس في قِطاع غزة في ظِل تزايد أعداد الطلاب، والحصار المفروض على قِطاع غزة من قِبل (إسرائيل) منذ أزيَّد من 4 أعوام، وما نتج عن ذلك من شُح في مواد البناء المستخدمة لإنشاء المدارس.

ولا تُقلل المراوح الكهربائية الموجودة داخل الكرفانات التي تتعرض لسطوع الشمس طوال النهار، من شدة الحرارة، وهو ما قد يؤدي إلى سلبيات أكثر من الإيجابيات التي يؤمل تحقيقها خلال الفترة الدراسية.

وأشار عوض بيده: "هذه المراوح لا تجلب لنا سوى الهواء الساخن".

وكان العام الدراسي الجديد بدأ يوم الأحد الماضي الموافق الرابع من (سبتمبر) أيلول لعام 2011، بتوجه أكثر من مليون طالب وطالبة للمدارس الحكومية والتابعة للـ(أونروا) في قِطاع غزة والضفة الفلسطينية المُحتلة.

وقال أحد أساتذة المواد الاجتماعية في مدرسة ذكور الزيتون الإعدادية، والذي فضَّل عدم ذكر اسمه: إن هذه الفصول تؤثر على التحصيل العلمي للطالب، وعلى قدرته في الاستيعاب والانتباه الدائم خِلال الحصة الدراسية.

وأضاف: إن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى حالات عدوانية من قِبل بعض الطلاب، ويؤثر على الحالات المرضية أيضاً.

ولهذه الحاويات الحديدية تأثير سلبي على أستاذ الفصل ـ والقول للمدرس الذي تحدث، وتساءل بنبرة عصبية: هل سأتمكن من الاستمرار في التدريس داخل هذه الحاويات ونحن في أول العام الدراسي ؟، يجيب على سؤاله : أعتقد لا.

وخرج مدرس المواد الاجتماعية من داخل الحاوية ليقضي وقتاً قصيراً في الهواء الطلق ويرتشف بعض القهوة، وهو يقول لمراسل فلسطين: ارتفاع الحرارة له تأثير كبير على المدرس (..) لن يتمكن المدرس من تقديم الحصص الدراسية بالكفاءة المطلوبة.

فصول غير لائقة

ويقول مُدرس لغة عربية فضَّل هو الآخر عدم ذكر اسمه: إن الفصولـ في إشارة إلى الحاويات الحديدية ـ غير صالحة للتدريس، وحارة جداً، والبيئة الصفية غير لائقة للطالب.

ولشدة الحرارة في الحاويات الحديدية ـ والقول لأستاذ اللغة العربية ـ يحتاج الطلبة للكثير من المياه.

ويبلغ عدد هذه الحاويات في المدرسة 4 حاويات استخدمت كفصول مدرسية نظراً لتزايد أعداد الطلاب وللكثافة الصفية التي ترتفع نسبتها عاماً بعد عام.

وتُستخدم هذه الحاويات لأول مرة في مدرسة ذكور الزيتون، وتتسع الواحدة منها لـ30ـ 34 طالباً.

بدوره، أوضح مدير مدرسة ذكور الزيتون الإعدادية (أ) يوسف الجديلي، أن أعداد الطلاب في المدرسة تزداد كل عام، مشيراً إلى أنه خِلال العامين الماضيين كان لدى المدرسة 30 شعبة طلابية، وكان متوسط عدد الطلاب 31 طالباً لكل شعبة في المرحلة الإعدادية.

وأشار إلى أنه خِلال العام الجديد الذي انطلق قبل أيام، زاد أعداد الشعب إلى 34 في المدرسة بالفترتين الصباحية والمسائية، ونظراً لعدم توفر الفصول تم استعارة الكرفانات.

وسِعة المدرسة ـ والقول للجديلي ـ 28 فصلاً بما يشمل 25 فصلاً للدراسة، ومختبراً، ومرسماً، ووحدات الصناعة، وهو ما لا يكفي لـ34 شعبة من الطلاب تتسع الواحدة من 31ـ 34 طالباً.

ونبَّه الجديلي إلى أن الحل الوحيد للتخلص من هذه الكرفانات هو بناء مدارس جديدة قادرة على استيعاب أعداد الطلاب المتزايدة كل عام، لافتاً إلى أن المدرستين اللتين يجري بناؤهما في منطقة تل الهوا حالياً هي للتخلص من أزمة نقص الفصول الدراسية في مدارس الـ(أونروا) في غرب غزة.

دور الحصار

من جانبه، أكد مدير الإعلام في الـ(أونروا) عدنان أبو حسنة، أن الحصار المفروض أثر بشكل سلبي على إمكانية إنشاء مدارس جديدة في غزة قِطاع منذ قرابة 5 أعوام.

وأشار أبو حسنة إلى أنه في الفترة الأخيرة وافقت (إسرائيل) على إنشاء مدارس جديدة، مشيراً إلى أن استبدال الفصول الدراسية التي تبنى من الأسمنت والحديد بالكرفانات الحديدية جاء اضطراراً في ظل تزايد أعداد الطلاب.

ونبَّه إلى أن الـ(أونروا) في طريقها للتخلص من أزمة الكرفانات والكثافة الطلابية، إذ يصل عدد الطلبة في مدارس الـ(أونروا) إلى 200.22 ألف طالب وطالبة، مبيناً أن لدى الـ(أونروا) خططاً لبناء 100 مدرسة خلال السنوات الثلاث القادمة.

المصدر: وكالات