القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حوامل وأجنة في غزة يواجهون الموت البطيء بسبب المجاعة


الجمعة، 08 آب، 2025

يُلقي الحصار الكامل على قطاع غزة بظلاله الكارثية على الفئات الأكثر ضعفاً، وعلى رأسهم النساء الحوامل والأجنة الذين لم يولدوا بعد. في ظل هذه الظروف، تواجه الحوامل مخاطر صحية جسيمة نتيجة سوء التغذية، فيما يتعرض الأجنة داخل الأرحام لخطر التشوه وضعف النمو، في مشهد إنساني مأساوي يتجاوز حدود الأزمة الصحية ليصبح "حكماً بالموت"، حسب وصف صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وقد أشار الصندوق إلى أن واحدة من كل ثلاث حالات حمل في غزة تُصنف على أنها عالية الخطورة، وأن 40% من الحوامل والمرضعات يعانين من سوء تغذية حاد. وتؤدي هذه الظروف القاسية إلى ولادة طفل من كل خمسة إما مبكراً أو ناقص الوزن.

تأثيرات المجاعة الممنهجة

من جهته، وصف المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، ما يحدث في القطاع بـ"الجريمة الممنهجة"، مشيراً إلى أن 180 شخصًا، بينهم 93 طفلاً، ماتوا بسبب الجوع حتى الآن، مؤكداً أن كل طفل مات كان يمكن إنقاذه. ونشر البرش صوراً لأطفال يصارعون سوء التغذية الحاد، مؤكداً أن المجاعة في غزة "ليست كارثة طبيعية بل جريمة حرب مكتملة الأركان".

كما كشفت منظمة أطباء بلا حدود أن ربع الأطفال والنساء الحوامل الذين خضعوا للفحص يعانون من سوء التغذية، مشددة على أن "التجويع المتعمد" هو سياسة إسرائيلية يجب وقفها. وطالبت المنظمة بالسماح بدخول الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية على نطاق واسع.

"مجزرة صامتة" ضد جيل كامل

أثارت هذه الإحصائيات موجة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف النشطاء الوضع بأنه "مجزرة صامتة" وسط تجاهل دولي. وقد أشاروا إلى أن مظاهر سوء التغذية الحاد، مثل ضمور العضلات وتوقف النمو، أصبحت واضحة على أجساد الأطفال الذين لم يتناولوا أي عناصر غذائية أساسية لنموهم منذ أشهر. ونشر أحد المغردين رسالة مؤثرة عن طفل لم ينمو له أي سن منذ أكثر من عام، بسبب اعتماده على العدس والمعكرونة فقط.

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن أكثر من 40 ألف طفل رضيع معرضون للموت البطيء بسبب منع إدخال حليب الأطفال. وتأتي هذه التطورات في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي، والتي تشمل القتل والتجويع والتدمير، متجاهلة بذلك كل النداءات وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.