القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عبد الله أبو زرقة... طفلٌ غادر الحياة وهو يصرخ «أنا جعان»


الخميس، 21 آب، 2025

في زمنٍ بات فيه الجوع سلاحًا، والطفولة هدفًا، رحل الطفل الفلسطيني عبد الله أبو زرقة، تاركًا خلفه صرخةً واحدةً اختزلت وجع غزة: "أنا جعان". لم تكن مجرد كلمات، بل كانت نداءً أخيرًا من قلبٍ صغير أنهكه الحصار، وصرخةً مدوية في وجه عالمٍ اختار أن يصمّ أذنيه.

من غزة إلى تركيا... رحلة لم تُكمل الحلم

عبد الله، ابن الخمس سنوات، كان أحد ضحايا الحصار الخانق على قطاع غزة، حيث الجوع والمرض ينهشان أجساد الأطفال. نُقل إلى تركيا للعلاج، في محاولة يائسة لإنقاذه من سوء التغذية الحاد، لكن الموت كان أسرع من الدواء، ففارق الحياة في مستشفى بمدينة أضنة مساء 18 أغسطس 2025.

كلمات لا تُنسى

عبارته "أنا جعان"، التي قالها ببراءة على شاشة الجزيرة قبل أشهر، تحولت إلى رمزٍ إنساني، وصارت عنوانًا لمأساة الطفولة في غزة. لم تكن صرخة عبد الله وحده، بل كانت صرخة آلاف الأطفال الذين يواجهون الجوع بصمت، في ظل حصارٍ لا يرحم، وعالمٍ لا يتحرك.

شهادات من قلب الألم

الدكتور منير البرش، مدير وزارة الصحة في غزة، عبّر عن حزنه قائلاً: "رحيل عبد الله… صرخة لن تُنسى، ستبقى شاهدًا أبديًا على جريمة الحصار وصمت العالم أمام وجع الطفولة".

أما الصحفي تامر المسحال، فكتب: "ارتقى الطفل عبد الله أبو زرقة في تركيا، صاحب العبارة التي هزت العالم، فيما ما تزال شقيقته حبيبة تصارع الموت في غزة نتيجة تضخم الكبد وسوء التغذية".

مأساة تتكرر

صحيفة "المصري اليوم" وصفت كلمات عبد الله بأنها تحولت إلى "أيقونة إنسانية"، مؤكدة أن قصته ليست استثناءً، بل هي صورة مصغّرة لواقع آلاف الأطفال الذين يُحرمون من أبسط حقوقهم: الغذاء والدواء.

غضب عالمي وتضامن واسع

مواقع التواصل الاجتماعي ضجّت بالحزن والغضب.

كتب الناشط محمد جواد: "لا تنسوا عبد الله أبو زرقة… قتله الجوع في غزة حتى وهو على سرير مستشفى بتركيا".
وتساءل آخرون بمرارة: "أي ضمير عالمي يمكن أن يسمع صراخ الأطفال الجوعى؟"

أرقام مفزعة

وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر 2023 بلغ 266 شهيدًا، بينهم 112 طفلًا. وأشارت إلى وفاة ثلاثة أشخاص إضافيين خلال الساعات الأخيرة، رغم دخول بعض الشاحنات الإغاثية التي تتعرض للنهب تحت حماية قوات الاحتلال.

صرخة لن تموت

عبد الله رحل، لكن صوته باقٍ. "أنا جعان" ليست مجرد عبارة، بل شهادة حيّة على جريمة التجويع، وعلى طفولة تُذبح كل يوم في غزة، وسط صمتٍ دوليٍّ مخزٍ. ستظل صرخته تلاحق الضمير الإنساني، وتذكّر العالم بأن هناك أطفالًا يُحرمون من الحياة، لأنهم فقط وُلدوا في غزة.