القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

فلسطينيون يتملّكهم الحنين لاستئناف «مسيرة العودة» بعد انحسار «كورونا»


الأحد، 12 نيسان، 2020

شغلت "مسيرات العودة" اهتمامًا جماهيريًّا بالغًا خلال العامين الماضيين حيث انتظمت العديد من العائلات بالمشاركة الأسبوعية عصر كل جمعة، إيمانًا بأهمية هذا الشكل من النضال السلمي، تذكيرًا بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم المحتلة عام 48م، ويشعر هؤلاء بالحزن إثر قدرة جائحة" كورونا" على إيقاف مسيرات العودة.

الناشط الشبابي طارق طبازة لم يغب عن المشاركة في أي جمعة من فعاليات مسيرات العودة، يقول: "منذ الجمعة الأولى اصطحبت زوجتي وأطفالي وتناولنا طعام الغداء في معسكر العودة، وأضحى لنا ذلك عادة أسبوعية، بالإضافة للمشاركة بفعاليات العودة المختلفة طوال أيام الأسبوع".

ويرى في المسيرة وسيلة من وسائل النضال الشعبي المتنوعة التي تغرس في نفوس الأطفال أن لهم حقًا وراء الحدود وغيرها من القيم الوطنية.

ويواصل طبازة اصطحاب أبنائه بشكل أسبوعيَّا لشارع جكر، حيث نصبت مخيمات العودة رغم توقف المسيرة "فالأولاد متعلقون بالمكان روحيًّا"، كما يقول.

ويبين أنه ما زال يتواصل مع كثير من الناس الذين تعرف إليهم خلال مشاركته بمخيمات العودة المنتشرة على طول السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة، والذين أصبحت تربطه بالكثير منهم علاقات اجتماعية وطيدة.

ورأى أن مسيرة العودة حققت كثيراً من الإنجازات تمثلت في تذكير العالم بالشعب المحاصر الذي يفتقد لحقوقه الشرعية وأعادت الحيوية لقضيتنا الفلسطينية بجانب مساهمتها في تحفيف الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر.

وأبدى حزنه لقدرة جائحة "كورونا" على إيقاف تجديد فعاليات مسيرة العودة، حيث كان ينوي المشاركة فيها هو وعائلته، متمنياً أن تسهم الفعاليات البديلة التي أقرتها "هيئة العودة" كرفع الأعلام الفلسطينية وغيرها في أداء الهدف ذاته من التذكير بحق العودة.

وقال: "ينبغي الحرص على إحياء المسيرة في المناسبات الوطنية كذكرى النكبة، وغيرها من الأحداث، فهي لها أثر إيجابي أكبر من الوقفات والمؤتمرات داخل المدن فالفعاليات الجماهيرية على الحدود وسيلة نضال على المحاصرين لشعبنا وتسهم في كسر الحصار عنه".

إيجابية

بدورها، بينت نور البنا "أم البراء" أنها كانت تداوم لحضور المسيرة أسبوعيًّا مع زوجها وأبنائها الأربعة، قائلة: "تلك اللحظات كانت أول مرة نصل تلك المناطق الحدودية بعد الانتفاضة الأولى عام 87م".

ووصفت تلك التجربة بـ"الجميلة" بكل ما فيها وبرغم التعب إلا أنها وأسرتها كانوا يعودون بنفسية جديدة، قائلة: "كذلك كان أبنائي ينقلون ما يرونه لأبناء عمومتهم، حيث شرحنا لهم أننا نذهب للمسيرة وأوضحنا لهم أن هذه حدود فلسطين التي اغتصبها اليهود".

وأضافت: "أدرك أبناؤنا أن تلك الأراضي الجميلة الخضراء المزروعة بالشجر على مد البصر هي حدود فلسطين المحتلة عام 48م، وأن فلسطين من الداخل أكثر جمالاً وأن المسيرة خطوة للرجوع لفلسطين".

وبين أن الأبناء كانوا يرتدون الكوفية وعلم فلسطين بعيدا عن اي حزب سياسي أي أنهم خارجون من أجل فلسطين فقط، قائلة: "عندما تكرر ذهابنا وعودتنا بسلام تشجعت بقية العائلة على الذهاب فرافقتنا أم زوجي وبقية أفراد العائلة صغاراً وكباراً".

ولفتت إلى أنها كانت حريصة على المشاركة بفعالية كبرى كـ"مسيرة العودة"، خاصة أن من أهدافها تذكير العالم كله بوطننا المحتل وحقنا بالعودة ، بجانب كسر الأبناء لحاجز الخوف من الاحتلال الذي نما خلال الحروب على غزة بوقوفهم أمامه وجهاً لوجه.

وأضافت: "زرعنا في عقول أبنائنا أننا يجب أن نعود لبيوتنا واراضينا التي اخذها منا الاحتلال عنوة وأنه لا مجال للتنازل عن اي حبة رمل منها".

ووصفت المسيرة بـ"الشيء الجميل" بكل تفاصيله من تواجد المهجرين من بيوتهم وقراهم في خيام على الحدود بمعنى أنه لا يوجد لديهم أي شك بالعودة وأنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم.

وأضافت: "بجانب إصرار الناس على المشاركة رغم قسوة الجو أحياناً وسقوط الكثير من الشهداء والجرحى".

ورأت أن المسيرة برغم أنه ارتقى خلالها الكثير من الشهداء والجرحى إلا أنها سببت صداعاً في رأس المحتل وورقة ضغط عليه شهد الكل بنجاعتها، داعية ًفي الوقت ذاته لإعادة النظر في مدى تحقيق المسيرة لأهدافها أو أساليبها حال استئنافها بعد انحسار "وباء كورونا" حتى تحقق مزيدا من أهدافنا كفلسطينيين.