القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

ماهر صلاح: التطبيع خيانة ومواجهته واجبنا جميعًا


الإثنين، 09 تشرين الثاني، 2020

قال رئيس حركة حماس في منطقة الخارج الدكتور ماهر صلاح: "إن الفلسطينيين في خارج فلسطين قد تم العمل على تهميش دورهم وإقصائهم منذ اتفاقية أوسلو عام 1993، ولكنهم لا يزالون يتمسكون بقضيتهم ودورهم وحقهم في تحرير أوطانهم والعودة إليها".

كلام صلاح جاء في افتتاح اليوم الثاني من مؤتمر الرواد الإلكتروني الأول الذي يعقده الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين.

ووجّه صلاح "تحية إكبار وإجلال لشهدائنا الأبرار، وأسرانا الأبطال؛ فالعمل على تحريركم متواصل متصاعد، والفرج قد اقترب، وجمع الشمل قد لاحت بشائره. وتحية بشرى إلى المجاهدين في فلسطين وعلى تخوم الأرض المباركة، فأبشروا بفتح قريب ونصر عزيز من الله العزيز الجبار".

وأضاف: "يأتي انعقاد هذا المؤتمر في محطة فارقة لقضية فلسطين، ولأوضاع منطقتنا العربية والإسلامية، إذ استهدفتها صفقة القرن وخطة الضم وهجمة التطبيع. وها هم سدنة هذه المؤامرات يأفلون ويرحلون عن المشهد بالخزي والعار، تلاحقهم لعنات اللاعنين، ودعوات المظلومين".

وشدد على أن "القدس التي استهدفها الاحتلال الصهيوني والجبروت الأمريكي بالتهويد والهدم واقتحامات المستوطنين لمسجدها الأقصى، وبإعلانها عاصمة للكيان المغتصب، لا تزال باقية صامدة، وأهلها يقاومون بكل ما آتاهم الله من قوة وثبات. وهي أمانة في أعناقنا جميعا، فلا تضيعوا الأمانة. فالقدس وفلسطين رافعة لقضايا الأمة كلها، فهي ترفع من يرفعها، وتخفض وتذل من يخذلها ويتآمر عليها. وأهل فلسطين هم خط الدفاع الأول، والأمة اليوم في أشد الحاجة إلى قضية تجمعها وتوحدها، وليس هناك أولى من قضية الأقصى والقدس وفلسطين عنواناً جامعاً وموحداً للأمة جمعاء".

وتابع صلاح: "أمتنا لم تقصر معنا، ولن تقصر أبداً؛ فنحن جسد واحد، وهي اليوم مدعوة للقيام والنهوض نهضة جماعية قوية، فأمامها كثير من العمل والجد والاجتهاد لتكون شريكة في شرف الجهاد لتحرير المقدسات والأوطان. فهلم إلى البناء والتطوير والعمل الجاد المتواصل".

وعدّ أنّ "انعقاد هذا المؤتمر بهذه المشاركة الواسعة من أقطار وشخصيات ورموز وعلماء لهو مؤشر اطمئنان، وبشارة خير. فتحية شكر ومباركة لجهود القائمين عليه، وتحية فخر واعتزاز بالمشاركين جميعا، وأمام المشاركين مهمة مباركة بأن ينتج عن هذا المؤتمر مبادرات عملية، وجهود بناءة، وأعمال مشتركة مستمرة ومتصاعدة لتحقيق شعاره وأهدافه".

وأشار إلى أن "هذا المؤتمر هو نموذج لما يقوم به الفلسطينيون في الخارج، إذ يتمكنون من جمع أمتنا من أرجاء المعمورة للتأكيد على التمسك بأمانة القدس، والثبات على المبادئ، ومواجهة خيانة التطبيع مع المحتل".

وقال: "إن الفلسطينيين في خارج فلسطين تم العمل على تهميش دورهم وإقصائهم منذ اتفاقية أوسلو عام 1993، ولكنهم لا يزالون يتمسكون بقضيتهم ودورهم وحقهم في تحرير أوطانهم والعودة إليها".

وأشار إلى أنه "مضى أكثر من سبعين عاماً على احتلال فلسطين وتهجير أهلها، وهاهم أبناء وأحفاد من شردوا يتداعون في القارات كلها لتشكيل أطر فلسطينية جامعة لتوحيد جهودهم في معركة الوعي والإدراك، ومعركة التمسك بالثوابت وحق العودة وتحرير الوطن، وتحشيد الأمة وأحرار العالم لمواجهة المشروع الصهيوني. وها هي المبادرات تتوالى في شتى الأقطار، ولعل آخرها انعقاد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج قبل أيام قليلة؛ إذ اجتمعت الشخصيات الفلسطينية الإسلامية والوطنية على مختلف انتماءاتها وتوجهاتها لتضع أولويات عملها المشترك ودورها المنشود. وها هي هيئة علماء فلسطين في الخارج تعقد ملتقيا لعلماء تركيا لأجل القدس".

ومما قاله رئيس حركة حماس في منطقة الخارج حول التطبيع: "لقد واجهنا في خارج فلسطين موجة كبيرة من الهرولة العربية الرسمية للتطبيع مع المحتل المجرم. التطبيع جريمة أخلاقية، وخطيئة سياسية، وتعبير عن هزيمة المطبعين، وشعورهم بالذل والهوان، وهو كذلك قصر نظر وخداع للنفس وإيهام للذات، إذ يظنون أن الصهاينة يريدون بهم خيرا، وسيقفون معهم أو يحمونهم حين تحين لحظة الحقيقة. إن تطبيع المطبعين هو مشاركة للمحتل في جرائمه وعدوانه، وهو خيانة وغدر بالشهداء والأسرى والمرابطين في الأقصى، بل هو خيانة في حق شعوبهم التي قدمت لفلسطين وضحت لأجلها بالغالي والنفيس على مدى عقود كثيرة. وهو تزوير لإرادة هذه الشعوب، وتزييف لضمائرها ووجدانها، واعتداء على حقها في التعبير عن حقيقة موقفها وحبها لفلسطين وأهلها. فالاستطلاعات تشير إلى أن الأغلبية الساحقة من شعوبنا ضد التطبيع".

وحيّا "الدول والمنظمات والهيئات والشخصيات والأفراد من علماء وبرلمانيين وإعلاميين ورياضيين وفنانين، إلى غير ذلك، الذين قالوا كلمة الحق بكل شجاعة. فالمطبعون فئة قليلة منبوذة، أينما كانوا، ومهما تقلدوا من مناصب ومواقع. والتطبيع مرفوض من كل أحد، وفي أي وقت، وبكل شكل وصورة، مهما اختلفت أشكاله وصوره وأيًّا كان من يمارسه ويرتكبه".

وتابع: "إن كان أهلنا في فلسطين يتصدون للاحتلال يوميا ويقاومونه بشكل مباشر، ويقدمون النفس والدم والمال والأولاد والحرية وكل شيء، فلا أقل من أن نسير على دربهم، درب الجهاد والمقاومة، درب العزة والكرامة، فنواجه هذا المشروع الصهيوني الآثم وأدواته وأعوانه في الخارج. ولذلك فإن مواجهة خطر التطبيع يقع على عاتقنا بالدرجة الأولى. إخوانكم الفلسطينيون عموما وأبناء حماس خصوصا هم في الصف الأول، وهم رأس الرمح، وهم الطليعة المحاربة".

وحث الدكتور ماهر صلاح على اتباع خطة شاملة جامعة على محاور عدة، أهمها ما يلي:

1- محور الوعي والفكر والإدراك وبناء القناعات الصحيحة، والثبات على المبادئ والقيم الشرعية السليمة. ومواجهة علماء السوء ورموز التزوير والتزييف ومثيري الفتن. وهذا واجب العلماء والخطباء والمفكرين والإعلاميين والفنانين وغيرهم، وباللغات الحية كلها.

2- محور تثبيت أهل فلسطين في معركة الصمود أمام الاحتلال في القدس خصوصا، وفي فلسطين عموما، وكسر الحصار عن غزة. وذلك بدعمهم بكل عوامل الصمود والثبات من مال ورجال وخبرات وكفاءات وأنشطة وفعاليات شعبية وجماهيرية وغير ذلك.

3- محور تبني الفلسطينيين في الخارج عموما، وفي مخيمات اللجوء خصوصا، ودعم جهودهم ومساعدتهم في التمسك بحقوقهم في الحياة الكريمة، والعمل المتواصل لتحرير وطنهم والعودة إلى ديارهم.

4- محور مواجهة المشروع الصهيوني خارج فلسطين، والاشتباك معه، وقطع حبل الناس عنه؛ بالوسائل كلها، وفي الجغرافيات جميعا، وفي المجالات كافة، من مقاطعة، ونزع للشرعية عنه، وملاحقة مجرميه، ومواجهته في المحافل السياسية والدبلوماسية الدولية، وخوض المعركة ضد التطبيع والمطبعين. وذلك بالعمل على المحاور كافة: قانونيا وقضائيا وحقوقيا وثقافيا واقتصاديا وإنسانيا.

5- محور بناء القوة بكل أشكالها، وأولها الوحدة بين مكونات أمتنا كلها من دول وحكومات ومؤسسات وحركات وأحزب ونشاطات شعبية وفردية، والاستعداد التام لتحرير فلسطين، وتأمين عودة أهلها الذين هجروا منها.