القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مشعل: نحناح كان صاحب رؤيا والقائد الجامع


الإثنين، 22 حزيران، 2020

أشاد الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بمزايا الشيخ الراحل محفوظ نحناح، معتبراً إياه صاحب رؤيا، ومحباً لفلسطين، متبنياً لقضايا الأمة والإنسانية.

كلام مشعل جاء في الذكرى السابعة عشرة لرحيل رئيس حركة مجتمع السلم (حمس) الجزائرية الشيخ محفوظ نحناح.

وقال مشعل "هكذا العظماء يجمعون الناس في حياتهم، وكذلك يجمعونهم بعد وفاتهم، ويبقى ذكرهم وإرثهم مستمراً عظيماً. التحية لشعب الجزائر، هذا الشعب العظيم، الأصيل في إسلامه وعروبته. هذا الشعب المجاهد، الذي ضرب أروع الأمثال، وتتربع فلسطين على رأس أجنداته، وأصبح نموذجاً يُضرب به في الانتصار الدائم لفلسطين، ظالمة أو مظلومة، ولم تكن فلسطين يوماً إلا مظلومة، وستكون بإذن الله منتصرة".

أضاف مشعل "الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله جمعتني به أيام منذ الثمانينيات حين تعرفت على هذا الرجل الكبير على أرض الكويت العزيزة. عايشته، وحاورته حول فلسطين، والجزائر، والأمّة، وحول السياسة الدولية والإقليمية. وجمعتني به وقامات من الأمة في مطلع التسعينيات، حين كنا نسعى لعقد مؤتمر من أجل القدس، وكان دينمو هذا الفريق الشيخ محفوظ نحناح. وتُوّج الأمر في الانتفاضة الثانية عام 2000 ببصمته المعروفة عنه في قضية فلسطين، وقضية الجزائر، وقضايا الأمّة".

وتابع "شدّتني إلى الشيخ محفوظ روحه الطيبة، ابتسامته العذبة، أخلاقه وقيمه الرفيعة، عربيته السليمة الفصيحة، وعيه ورشده، واستقامته الشخصية والسياسية، كان راشد مرشداً. نعيش ذكراه، وسنظل إن شاء الله أوفياء لشخصه ونهجه وقيمه".

واعتبر أن من سمات نحناح أنه "كان صاحب رؤيا، لأن القائد إذا تحرك بلا رؤيا انقاد ولم يقد. فالقائد صاحب رؤيا يقود مع إخوانه في المؤسسة. لا ينقاد لعواطف الجمهور الملتهبة، والتي في معظمها متقلبة. الجماهير أصيلة، ولكن الجمهور يتأثر بالعاطفة، وقد يُغيّر. وقد اختار الشيخ محفوظ الاعتدال والسلمية في الجزائر، وهو المشهود له بالنضال ضد الاستعمار".

وشدد على أن من سمات نحناح أنه "القائد الجامع المستوعب. وهذه المسألة بالغة الأهمية. إذ من صفات القائد أنه يستوعب الأنماط جميعها. القائد هو الذي يجمع وينظم، وهو المايسترو، وهو الذي يقرب الناس، وهو الذي يعطيهم الفرصة، ويشجعهم، ويضع كل إنسان في مكانه. هو يعلم أن العمل يستوعب الكثير الكثير من الطاقات، بل هو يحتاج هذا التنوّع. القائد الحقيقي كالشيخ محفوظ نحناح، يعلي شأن الشراكة الوطنية، ولا يدّعي أن الصواب محتكر لديه، بل الخير موجود في الجميع. يجب أن نكون قادة وطنيين، همنا على مستوى الوطن، بل على مستوى العالم".

وتابع مشعل "ومن سماته أيضاً، أنه جمع بين مسؤوليته الوطنية ومسؤوليته الأممية، أن تنجح كقائد على مستوى الوطن، وأن تنجح على مستوى الأمّة، وعلى مستوى الإنسانية. وكانت فلسطين على رأس اهتمامات الشيخ محفوظ نحناح. ولقد رأيته ووجهه متهلل في بداية التسعينيات، ويقول لي يا أخ أبو الوليد، لقد سمينا حركتنا، حركة المجتمع الإسلامي (حماس)، تيمّناً بحماس. فكان بغاية السعادة. إن تاريخ المغاربة، والجزائر في قلبها، ما زال مشهوداً. الشيخ محفوظ نحناح لم يمت، لأن روحه لم تمت، وكذلك أفكاره".