القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أبو عماد الرفاعي: استحقاق أيلول لن يجدي نفعاً لعدم التزام (إسرائيل) بالقرارات الدولية

أبو عماد الرفاعي: استحقاق أيلول لن يجدي نفعاً لعدم التزام (إسرائيل) بالقرارات الدولية
 

السبت، 06 آب، 2011

قلل ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان «أبو عماد الرفاعي» من أهمية توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لنزع إعتراف بالدولة الفلسطينية المرتقبة، معللاً ذلك بعدم انصياع (إسرائيل) لقرارات مجلس الأمن المتعاقبة على مر السنوات.

وتساءل الرفاعي: «ماذا فعلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن في مواجهة حروب التدمير الصهيونية والمجازر الوحشية التي اقترفها العدو منذ إغتصابه فلسطين؟ العدو لم ينفذ قراراً واحداً صادراً عن مجلس الأمن الذي لم يلجأ إلى استخدام القوة أو التهديد بها من أجل فرض قراراته عليه، و«الفيتو الأميركي جاهز لإسقاط كل قرار يدين هذا الكيان»، وتابع (الجهاد الإسلامي) ترفض مبدأ إعادة الأرض الفلسطينية بالتجزئة، لذلك هي متمسكة بحق الفلسطينيين بأراضيهم الواقعة من البحر إلى النهر والتي تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

واعتبر ممثل الجهاد في لبنان أن الحديث عن الإعتراف بدولة فلسطينية قائمة على الأراضي المحتلة عام 1967 لا يجدي نفعاً ولا يعيد الأرض والحقوق الفلسطينية ويعيد التجربة السابقة نفسها التي مارستها منظمة التحرير الفلسطينية.

استئناف المفاوضات

وبخصوص الأنباء التي وردت مؤخًرا حول المباحثات السرية بين السلطة والاحتلال لاستئناف المفاوضات بين الرفاعي أن خيار المفاوضات الذي تلتزم به السلطة الفلسطينية منذ عشرين عاماً لم يجن أي نتيجة تذكر، موضحا أن إقامة (إسرائيل) فوق أرض فلسطين كان بقرار بريطاني ودعم أميركي الأمر الذي اعتبره أبشع جريمة في التاريخ البشري المعاصر.

وطالب الرفاعي السلطة الفلسطينية بضرورة حسم خياراتها والإعلان عن إخفاق خيار المفاوضات الذي استمر ل ١٨ عاما؛ «للحفاظ على الحقوق والثوابت الفلسطينية»، وبعدم المراهنة على الإدارة الأمريكية لتعلقها بمصالح (إسرائيل) في المنطقة، كما دعاها لإعادة الوحدة للشعب الفلسطيني وتعزيز دور المقاومة والتشبث بالحقوق الفلسطينية، «وألا تبقى محصورة في إطار الاتفاقات السابقة التي لا تصب في مصلحة الفلسطينيين»، على حد تعبيره. وأضاف الرفاعي: «المقاومة فطرة إنسانية يندفع إليها الإنسان تلقائيا عندما يجد نفسه مطرودا من وطنه الذي عاش فيه هو وأجداده آلاف السنين إلى مخيمات البؤس والحرمان؛ بفعل عصابات إجرامية مارست كل أنواع القتل والتصفية وارتكبت أبشع المجازر، وروعت الأطفال ونكلت بالشيوخ، فكيف يمكن لمن انقلبت حياته فجأة وأصبح بلا وطن وبلا أمل ألا يقاوم؟».

المصالحة الداخلية

وعن موضوع المصالحة الفلسطينية شدد الرفاعي على ضرورة أن تظل المصالحة خيار الشعب الفلسطيني بكل فصائله في ظل حالة التصعيد الإسرائيلي والاستهداف الأمريكي للشعب الفلسطيني ومقدساته في كل مكان. وأكد أن الوفاق الوطني سيحقق عندما تتوفر المصلحة الوطنية العليا وعندما لا تحصر في إطار الرؤية الفصائلية الضيقة، مشيراً إلى أن تعثر المصالحة يعد مصلحة صهيونية بحتة؛ فسياسة (إسرائيل) في المنطقة لا تتوافق مع المصالحة، فهي تريد أن يظل الانقسام قائما ولا تريد أن يعزز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق وحدته، وهناك فرصة أمريكية تعطي لـ (إسرائيل) عبر إعاقة المصالحة لاستمرار الأخيرة بالاستيطان والتهويد في مدينة القدس المحتلة والأراضي الفلسطينية المغتصبة عام ١٩٤٨.

وأشار ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إلى أنه من الممكن أن تتحقق المصالحة في حال توفرت الإرادة اللازمة لتحقيق ذلك بعيدا عن الضغوط الخارجية عبر الالتفاف حول المصلحة الوطنية، «وعبر استمرار تبني مشروع المقاومة».

علاقات

وحول محددات العلاقات مع الدول والمنظمات السياسية قال إنها تتوقف على مدى دعم هذه الدولة أو المنظمة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مبينا أن هذه العلاقة تظل قائمة على تشابه الأهداف والرؤى التي تحملها هذه الأطراف اتجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه، «وكذلك يقاس حجم تراجعها بمدى تراجع هذه الأطراف عن دعم الشعب الفلسطيني». وأكد الرفاعي «أن حركته ملتزمة بالارتباط في محور المقاومة والممانعة الإقليمي في ظل استمرار التصعيد الصهيوني وبقاء الاحتلال قائما على الأراضي الفلسطينية. وقال: الشعب الفلسطيني يعاني من احتلال مستمر وخيار المقاومة هو الخيار الوحيد الذي يضمن اقتلاع هذا الاحتلال، وأعتقد أن الشعب جاهز لهذا الخيار في ظل هجمة صهيونية ضد محور المقاومة الذي أصبح مرتبطا ارتباطا كبيرا ببعضه بعضا، وهذا ما يجعلنا نواجه التحديات بيد واحدة».

حاوره عبد الله يونس

صحيفة الإستقلال، العدد 523