القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أحمد الدنان لـ«لاجئ نت»: ناجي العلي شخصية نادرة في العمل الفني المقاوم و في الفكر الفلسطيني الثائر


خاص - لاجئ نت|| السبت، 22 تموز، 2023

يصادف اليوم السبت، 22 تموز ذكرى اغتيال الرسام الكاريكايتر الفلسطيني ناجي العلي على أيدي الموساد الإسرائيلي في لندن سنة 1987.

وحول ذكرى اغتياله اشار الرسام والفنان الفلسطيني أحمد الدنان أن ذكرى اغتيال فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي هي ذكرى أليمة و حزينة على جميع احرار العالم بشكل عام و على الشعب الفلسطيني بشكل خاص.

وقال لشبكة "لاجئ نت" أنها ذكرى مؤلمة على الفن الفلسطيني وعلى جميع الفنانين الفلسطينيين بشكل عام، وأنني كفنان فلسطيني أرسم للوطن وللقضية أرى بأن اغتيال "العلي" هي محاولة لاغتيال الريشة الحرة وللفن المقاوم و بالرغم من قدرتهم على إغتياله إلا أنهم إغتالوا الجسد و بقيت الفكرة.

وأكد الدنان بأن ناجي العلي كان بمثابة الفكرة والريشة المقاومة التي أرادوا محوها و طمسها و ظنوا أنهم مع إغتياله سيتمكنوا من إعجاز هذه الريشة و فرملتها الا أنهم فشلوا و تمكنت هذه الريشة من العبور و التناقل بين الاجيال و فناني الشعب الفلسطيني، إذ أصبح ناجي يمثل أيقونة فلسطينية مقاومة لي ولجميع اطياف هذا الشعب و فنانو هذه القضية.

فمن منا لا يعرف حنظلة ولم يرى خطوط ناجي البسيطة هنا وهناك التي هزت عرش العدو حتى بات يهدد امنهم واستقرارهم ومن أجل هذا أغتيل ناجي.

وأكد الدنان بأن ناجي العلي فكرة وايقونة وريشة مقاومة، والكتف الذي حمل القضية وهموم أهلها وشعبها وامن بالمقاومة والتحرير والتحرر ووظف كل ابداعه وفكره في خدمة هذه القضية وعاش من أجلها وأجل فلطين واستشهد من أجلها وصارع العدو الصهيوني ووقف بوجهه شامخا بطلا يحمل ريشته و قلمه الحر الى ان ارتقى شهيداً.

وأضاف الدنان لـ"لاجئ نت": مهما تحدثنا وحاولنا فإنه من الصعب التعريف بناجي العلي ببكلمة او فقرة فهو شخصية نادرة في العمل الفني المقاوم و في الفكر الفلسطيني الثائر

و في الختام الجسد يذهب و الفكرة تبقى و لكي نحافظ على هذا الارث الثقيل الذي تركه لنا ناجي لا بدان نكون على قدر هذا الحمل و أن نكمل ما بدأه ونحمل فكره وقوته وعنفوانه وغيرته على القضية لأن فلسطين مهما قدمنا لها فهي تحتاج منا الكثير.

ولد ناجي سليم حسين العلي عام 1938 في قرية الشجرة الواقعة بين الناصرة وطبرية بمدينة الجليل شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة، ثم اضطر إلى النزوح مع أسرته عام 1948 عندما كان في العاشرة من عمره إلى مخيم عين الحلوة جنوب صيدا في لبنان تحت ضغوط قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وعاش العلي برفقة والده ووالدته وإخوته الثلاثة وأخته الوحيدة في خيمة واحدة بها حصيرة حملتها أمه من القرية مع بعض الأغطية، كما حمل والده بعض الأخشاب الصغيرة ليفترش بها الأرض لعرض المعلبات التي كانت توزعها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) وقتها للبيع، ليكسب رزق أسرته.

وبرزت موهبة العلي الفنية حينما ملأ جدران زنزانته بالرسوم خلال اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي له، ثم كرر الأمر حين اعتقله الجيش اللبناني.

وانتقلت الرسوم مع صاحبها إلى جدران مخيم الحلوة، فشاهد الصحفي غسان كنفاني خلال زيارة للمخيم بعض رسومه.

ودفعت موهبة ناجي العلي الاستثنائية به خارج المخيمات والسجون أيضا، حيث سافر إلى الكويت عام 1963 للعمل في مجلة "الطليعة” الكويتية، لينشأ حنظلة ويصبح أيقونة الثورة الخالدة.

وأنتج العلي أكثر من 40 ألف عمل فني غير تلك التي منعتها الرقابة وظلت حبيسة الرفوف. وعرضت أعمال العلي في بيروت ودمشق وعمان وفلسطين والكويت وواشنطن ولندن.

وشكلت شخصية حنظلة أكثر شخصيات ناجي العلي الكاريكاتيرية شهرة، رغم ابتكاره لشخصيات عدة في لوحاته لانتقاد عدد من القيادات الفلسطينية والعربية، بينها شخصية فاطمة العربية، وشخصية جندي الاحتلال الطويل الأنف، الذي يظهر مرتبكا أمام حجر صغير في يد طفل فلسطيني، لكن أيًّا منها لم ينل شهرة حنظلة.

وفي الوقت الذي اجتاحت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي لبنان حتى وصلت إلى العاصمة بيروت عام 1982، أطل حنظلة ذو العشر سنوات في لوحة شهيرة باسم "صباح الخير يا بيروت” مقدما وردة إلى بيروت التي تجسدت في شكل فتاة جميلة تخرج رأسها من فجوة جدار محطم والحزن يكسو عينيها.

ومنذ هذه اللحظة، تحول حنظلة إلى رمز لرفض الظلم والعدوان ليس في فلسطين فقط، بل في العالم العربي بأسره.

اغتياله

أطلق مجهول النار على ناجي العلي في لندن بتاريخ 22 تموز عام 1987 فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 آب من العام نفسه ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه. وأصبح حنظلة رمزاً للصمود والاعتراض على ما يحدث وبقي بعد ناجي العلي ليذكّر الناس بناجي العلي.