القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

البرغوثي: السلطة لم تبذل جهوداً للإفراج عني

تحدث في ملفات فلسطينية هامة

البرغوثي: السلطة لم تبذل جهوداً للإفراج عني


قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي، إن السلطة الفلسطينية لم تبذل أية جهود جدية طوال السنوات الماضية للإفراج عنه من السجون الصهيونية، مستدلاً على ذلك ببقائه داخل السجون لأربعة عشر عاماً متواصلة.

وعبّر البرغوثي، في مقابلة وزعها "نادي الأسير" صباح أمس الخميس (16-4)، ووصل "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة عنها، عن أمله أن يكون هذه العام هو الأخير له وللأسرى في السجون الصهيونية، معبراً عن ثقته بأن فجر الحرية آتٍ، وأن زوال الاحتلال والاستيطان أمر حتمي وقادم.

استباحة وآلام

ورأى البرغوثي أن ارتفاع أعداد الأسرى في سجون الاحتلال مرده إلى استباحته للضفة المحتلة ومدينة القدس خلال السنوات الماضية.

وبين أن الأسرى يعيشون ظروفاً قاسية وقاهرة، وأن الكثير من العقوبات المفروضة عليهم منذ عدة سنوات ما زالت قائمة، وأهمها العقوبات الخاصة بالزيارات والفضائيات والتعليم وقضية الأسرى المرضى، وظروف النقل (البوسطة)، والعلاج والكانتين والعزل الانفرادي، كما قال.

ويؤكد القيادي الفتحاوي الأسير أن الحركة الأسيرة في حالة نضال مستمر ومعركة دائمة للحفاظ على إنجازاتها والدفاع عنها.

ويتوقع الأسرى، وفق ما يقول البرغوثي، أن تضاعف الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير والحكومة والهيئات ذات العلاقة من جهدها لضمان تحرير الأسرى.

ودعا إلى التوقف عن التقصير والإهمال تجاه هذا الملف الوطني بامتياز، وقال إنه قد حان الوقت لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن حل قضية الأسرى.

«الوفاق» وغزة

ويرى البرغوثي أن حكومة الوفاق لن تنجح في ظل استمرار تعثر المصالحة وعدم التوصل إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة وإطار تمثيلي جامع، داعياً الحكومة إلى مضاعفة جهدها، وبذل كل ما تستطيع لتذليل العقبات لفتح المعابر وإطلاق عملية الإعمار وإنهاء الحصار.

وقال، إن من حق شعبنا في القطاع أن يتوفر له المسكن والكهرباء على مدار الساعة، ومياه نظيفة وخدمات صحية ومدارس آمنة وفرص عمل، وأن يعيش بكرامة يستحقها بجدارة.

الانتخابات

ووصف البرغوثي عملية تعطيل عقد الانتخابات بـ"الاعتداء على حق مقدس للشعب الفلسطيني والمواطن الفلسطيني"، ويرى فيها أحد أسباب استمرار الأزمة.

وقال: "الانتخابات استحقاق وطني وقانوني.. وإجراؤها يجب أن لا يخضع لأية حسابات فئوية أو شخصية، لأن شعبنا بحاجة إلى قيادة منتخبة ديمقراطياً، قادرة على توحيد الصفوف، وقيادة كفاحه الوطني لنيل الحرية والعودة والاستقلال".

السلطة حارس لأمن الاحتلال

وأوضح البرغوثي أن الاحتلال الصهيوني حوّل السلطة خلال السنوات الأخيرة من نواة للدولة المستقلة وجسر للعبور للاستقلال إلى حامل لأعباء الاحتلال وحارس للأمن الصهيوني، داعياً إلى إعادة النظر في وظائف السلطة ومهامها.

وأشار البرغوثي إلى أن السلطة يجب أن تخدم المشروع الوطني وتعمل على تعزيز الثبات والصمود، وأن تكون أولوياتها دعم ومساندة شعبنا في مقاومة الاحتلال، وأن تضع سياساتها في كافة المجالات لخدمة الكفاح الوطني لمواجهة الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس.

ودعا السلطة إلى تبني نمط اقتصادي مختلف يراعي مرحلة التحرر الوطني، مؤكداً أن السلوك الذي مارسته السلطة في السنوات الماضية قد أنتج حالة أضرّت بالاقتصاد الوطني وأضرّت بحالة التضامن الوطني.

مؤتمر فتح

ويأمل البرغوثي أن يعقد المؤتمر السابع لحركة فتح قريباً، مؤكداً أنه لابد من توفير كل شروط النجاح له قبل الانعقاد، وفي مقدمتها تنقية الأجواء الداخلية واحترام النظام والالتزام به، ورفض أي مظهر من مظاهر التعسف والفصل، والعمل على تعزيز وحدة الحركة.

ودعا إلى عدم حشر الحركة والمؤتمر في رقم بعينه، وإخضاع الرقم لمصلحة أوسع تمثيل للحركة، مؤكداً أن المؤتمر السابع لابد أن يكون محطة لتعزيز وحدة الحركة وديمقراطيتها، وتجديد العهد والقسم على التمسك بمبادئها وثوابتها التي تشهد تمييعاً وتعويما في السنوات الأخيرة، وفق قوله.

ويرى القيادي البارز في حركة فتح أنه من الواجب أن يكون المؤتمر السابع محطة للتأكيد على التمسك بنهج المقاومة الشاملة للاحتلال والاستيطان والمشروع الصهيوني، ولتقييم تجربة العقد الأخير المريرة، والتي شهدت أكبر موجة توسع استيطاني، وأشرس حملة لتهويد القدس ومصادرة الأرض.

ويشدد البرغوثي على ضرورة أن يقدم المؤتمر الآلية المناسبة والشجاعة لمواجهة تحدي الاحتلال والاستيطان والانقسام واستنهاض حركة فتح وتجديد شبابها وقياداتها والتخلص من حالة العجز والكسل في أطرها القيادية، واختيار قيادة تتمتع بالثقة الوطنية ولديها الاستعداد والجاهزية لتتقدم الصفوف في مقاومة الاحتلال لا أن تتنافس وتتزاحم على الامتيازات، على حد قوله.

وقال القيادي الفتحاوي، إن استراتيجية العشر سنوات الماضية التي ارتكزت على خيار المفاوضات قد فشلت تماماً، داعياً إلى أن يشكل المؤتمر محطة هامة لمراجعة السياسات والإخفاقات وإجراء محاسبة شاملة وجريئة وقاسية عن التقصير والعجز والفشل.

استراتيجية وطنية

ودعا البرغوثي إلى استراتيجية وطنية تستفيد من تجربة العقد الماضي، وترتكز على عقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل، بمشاركة جميع فصائل ومكونات الشعب الفلسطيني في كل أماكن لتدارس ومناقشة الوضع الفلسطيني وما آلت إليه الأوضاع لإقرار استراتيجية وطنية شاملة وتحديد برنامج سياسي قادر على إنجاز هذه الاستراتيجية، واعتماد مبدأ المقاومة الشاملة للمشروع الصهيوني.

كم دعا إلى أن يناط بهذا المؤتمر وضع الآلية المناسبة لإنجاز إطار وطني تمثيلي جامع للفلسطينيين، يشارك فيه الجميع على قاعدة الشراكة الوطنية الديمقراطية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية لتتحمل مسئولياتها كبيت الفلسطينيين وقيادتهم وممثلهم الشرعي والوحيد وتفعيل دورها الوطني.

ويؤكد البرغوثي أن عقد مؤتمر وطني شامل سيشكل نهاية للانقسام، وسيؤسس لمصالحة وطنية شاملة ولوحدة وطنية ديمقراطية على قاعدة الشراكة للجميع، ترتكز على إرادة شعبنا بكل فئاته.

ويشدد الأسير الفتحاوي على ضرورة أن يعمل هذا المؤتمر على إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير التي تآكلت شرعيتها، والتي تعيش حالة ضعف وترهل.

وبين أن المجلس الوطني الفلسطيني لم ينعقد، ولم يتم إعادة تشكليه منذ عقدين، كما أن غياب التيار الإسلامي ممثلاً بحركتي حماس والجهاد عن مؤسسات المنظمة يضعف من تمثيلها للشعب الفلسطيني، والحقيقة أن هذا الوضع لا يجوز أن يستمر".

وقال إن الشعب الفلسطيني يستحق قيادة وطنية موحدة تجمع شمله وتوحد طاقاته تحت راية واحدة وإطار تمثيلي واحد، قيادة تعي وتدرك حجم وقدسية القضية الفلسطينية، قيادة تكون وفية لتضحيات هذا الشعب العظيم وشهدائه وآلام جرحاه وأسراه ومعاناته في الوطن وفي بلاد الشتات واللجوء.

الانتخابات الصهيونية والمفاوضات

ورأى البرغوثي في نتائج الانتخابات الصهيونية تعبيراً عن ماهية وطبيعة المجتمع الصهيوني الذي يسير بخطى سريعة نحو دولة عنصرية فاشية متطرفة، كما قال.

وقال إن المشروع الصهيوني لم يستطع تحقيق أهدافه كما رسمتها الحركة الصهيونية، ولن يستطيع ذلك مستقبلاً، لا بفضل تراجعه أو بفضل قبوله بتسوية، بل بفضل صمود شعبنا الأسطوري وتضحياته ونضاله المستمر.

الانتخابات الصهيونية، وفق تقدير البرغوثي، تؤكد بشكل قاطع أن مشروع التسوية السياسية مع المشروع الصهيوني قد فشل تماماً.

وشدد على عدم إمكانية التفاوض مع الحكومة الصهيونية قبل إقرارها بمبدأ الانسحاب الشامل لحدود عام 1967، وإنهاء الاحتلال والإقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها "القدس الشرقية"، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين والإفراج الشامل عن الأسرى والمعتقلين.

وقال إن القبول بالتفاوض والعودة إلى نفس القواعد والآليات هو عبارة عن إلقاء حبل النجاة لحكومة الاحتلال، وشعبنا لن يغفر ولن يتسامح مع كل من يتساوق مع هذه السياسة.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام