القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الحلقة الأولى: بعد ست سنوات على نكبته.. أين أصبح مشروع إعادة إعمار مخيم نهر البارد؟

بعد ست سنوات على نكبته.. أين أصبح مشروع إعادة إعمار مخيم نهر البارد؟


صالح أبو ناصر/ خاص – لاجئ نت

أعلنت «الأونروا» أنها ستسلم الرزمة الثالثة لأصحابها في شهر أيار/مايو، وأن نحو 22% من سكان المخيم القديم سيكونون قد عادوا في ذلك الوقت.. علماً أننا نعيش –افتراضياً- السنة التي سيجري تسليم المشروع كاملاً، وليس 22% فقط، بعد مرور ست سنوات على نكبة البارد، ما يعني أننا سنحتاج لحوالى 30 سنة لعودة أهالي المخيم كافة!!

ما هي العقبات؟ وهل حققت الأونروا إنجازات في عملية الإعمار؟ «لاجئ نت» يتابع ملف إعادة إعمار مخيم نهر البارد من خلال سلسلة من اللقاءات. وفي الحلقة الأولى سيكون اللقاء مع مدير مشروع إعادة إعمار مخيم نهر البارد المهندس محمد عبد العال.

«لاجئ نت»: ما هي الإنجازات التي تحققت من إعمار المخيم؟

قبل الحديث عن الإنجازات لا بد من الالتفات إلى العملية المركبة التي تمر من خلالها عملية الإعمار وهي كالتالي: لا بد من الحصول على موافقة التنظيم المدني والشركة الاستشارية المكلفة من قبل الحكومة اللبنانية، لإعادة إعمار مخيم نهر البارد على التصميمات التفصيلية لكل «بلوك» أو أي رزمة ننوي إعادة إعمارها، بالإضافة إلى موافقة من مديرية الآثار فور الانتهاء من أعمال الآثار وتسجيلها وتوثيقها في أي بقعة نريد إعادة إعمارها، ومن ثم موافقة وزارة الثقافة على تقرير مديرية الآثار.

الإنجارات التي تحققت خلال السنين الماضية مع الأخذ بالإعتبار بأن المخطط التوجيهي للمخيم تمت الموافقة عليه فقط في عام 2009 هي:

1. الرزمة الأولى، في معظمها تم تسليمها من سنة ونصف، والجزء الأخير سيتم تسليمه منتصف هذا العام على الأبعد.

2. الرزمة الثانية، في معظمها تم تسليمها وبقي «بلوكان»، سيتم تسليم الأول في 20 شباط، والثاني في شهر نيسان. وهناك بلوك تم إلغاؤه من الرزمة الثانية لتداخله بمنطقة A0 وهو يضم N8 وجزءًا من N6.

3. بدأ العمل ببلوكين من الرزمة الثالثة: N13 وN20 وسيتم تسليمهم إلى الأهالي في منتصف هذا العام على الأبعد.

4. تمت إعادة إعمار أربع مدارس من أصل ست ووضعها في الخدمة، والعمل في المدرسة الخامسة جارٍ حالياً، أما المدرسة السادسة لن نحتاج إليها إلا بعد إعادة إعمار المخيم بالكامل وهي غير ممولة حالياً. وفتح المدارس يعني الاستغناء عن المدارس الجاهزة التصنيع حيث تم إخلاء اثنتين من هذه المدارس نهاية عام 2012.

5. البدء بإعادة إعمار عيادة مخيم نهر البارد وسيتم الانتهاء من إعمارها في منتصف العام الحالي.

6. بدء العمل في أول بلوك من منطقة A0 وسينتهي العمل فيه في منتصف هذا العام.

على الرغم من التعقيدات التي تواجه المشروع، إلا أن هذه الإنجازات تبقى غير كافية ونأمل في الإسراع في وتيرة الإعمار.

«لاجئ نت»: لماذا لا تقوم الأونروا بتسليم شركات كبيرة لإعمار المخيم بدلاً من المقاولين؟

كان الطرح عند الأونروا في بداية المشروع بأن تقدم مناقصات لشركات كبيرة أو حتى دولية، ولما طرحت الرزمة الأولى والثانية في لبنان والسوق الخارجي فازت شركتان تصنفان في لبنان كشركات كبيرة. هذه التجربة لم تكن إيجابية لأنه تبين أن إعطاء مساحة كبيرة بحجم عمل كبير، يعني زيادة نسبة المخاطر وبناء على هذه التجربة فإن الخطة الجديدة تلحظ بأن يتم تلزيم المقاولين مساحات يستطيعون السيطرة عليها ويقلل نسبة المخاطر في نفس الوقت.

«لاجئ نت»: أين تقع المشكلة في عملية التأخير؟

الإعمار كان يجب أن يكون أسرع لكن ظروف المشروع صعبة جداً. فقبل البدء بالإعمار هناك سلسلة من الخطوات: التشاور مع الأهالي بما يتعلق بحقوقهم ومساحات بيوتهم، ومن ثم تبدأ عملية توزيع البيوت على الخرائط، بعد ذلك وضع تصميمات مبدئية ومناقشتها مع الأهالي ومن ثم توقيعهم على هذه التصاميم، بعد ذلك الحصول على موافقة استشاري الحكومة والتنظيم المدني ومن ثم طرح المناقصة. وقبل البدء بالعمل لا بد من موافقة مديرية الآثار. بعد الحصول على كل هذه الموافقات يبدأ العمل. هذا بالإضافة إلى عدم إيفاء بعض المقاولين بالتزاماتهم. هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنه لم يكن بالإمكان الإسراع أكثر والتقليل من التأخير. هناك دروس عديدة مستفادة مما سبق، والخطة الجديدة لإعادة الإعمار أخذت بعين الاعتبار هذه الدروس.

«لاجئ نت»: لماذا لا تتم عملية الإعمار دفعة واحدة؟

كما ذكرنا أن آلية الحصول على الموافقة للوصول للبدء بالإعمار تحول دون تنفيذ المشروع دفعة واحدة، لأن هذا يتطلب وقتاً كبيرا جداً مما يؤخر بشكل كبير البدء بالإعمار. أضف إلى ذلك أن التمويل غير كافٍ لإعادة إعمار المخيم دفعه واحدة وأن الجهات المانحة تريد أن ترى إنتاجاً ملموساً.

«لاجئ نت»: هل الأونروا وحدها تتحمل مسؤولية التأخير؟

الأونروا تدير المشروع وهي بالطبع تتحمل جزءاً من المسؤولية، لكن هناك أمور كثيرة خارج عن نطاق سيطرة الأونروا.

«لاجئ نت»: الأموال الموجودة قادرة على تغطية كافة الرزم؟

إن الأموال المتوافرة حالياً تغطي الرزمة الأولى والثانية والثالثة وحوالي 60% من الرزمة الرابعة، بالإضافة إلى المدارس الخمسة مع عيادة الأونروا. ومن المفيد ذكره أن هذه المبالغ تشمل المباني مع البنى التحتية إضافة إلى بدل العفش وتكاليف التصاميم والإشراف وما إلى ذلك. أما فيما يتعلق بميزانيات ما تبقى من الرزم فإن العمل جارٍ لتأمين التمويل لها، ففي تاريخ 14/1/2013 كان هناك اجتماع في عمان جمعني ونائب المدير العام للأونروا مع إحدى الدول المانحة الممولة للمشروع. وتم عرض الخطة الجديدة مع ممثلين عن الدول المانحة الموجودة في لبنان وكان هناك إيجابية من بعض المانحين، وستعلن الأونروا من خلال بيان صحفي عند توقيع الاتفاقية مع الدول المانحة عن المبلغ المرصود وهدفه.

«لاجئ نت»: ما هي ملامح الخطة الجديدة؟

الخطة الجديدة لإعادة الإعمار تهدف للإسراع في عملية البناء وجلب الأموال، وهذه الخطة تمت مناقشتها مع ممثلين عن الأهالي وحصلت على الموافقة من قبل الجميع، وذلك في تاريخ 5/9/2012. ومن ميزات هذه الخطة أنها تقضي بتقسيم ما تبقى من المخيم إلى 21 مناقصة. فمنذ الموافقة عليها تم طرح مناقصات البلوكات التالية: N15،N18، N19، في الرزمة الثالثة، وN8، N6 في الرزمة الثانية، وN21، N22، في الرزمة الرابعة، وسيتم طرح مناقصات لبلوكات N23 وN24 في الرزمة الرابعة خلال أيام قليلة، ومع الانتهاء من هذه المناقصة تكون الأموال المتوافرة قد نفدت.

ومن ميزات هذه الخطة أنها وضعت سقفاً زمنياً للانتهاء من التصميمات المبدئية للرزم الأربعة المتبقية: الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة سيكون في نهاية العام ال2013، وهذا إنجاز في حد ذاته إذا ما قورن بالرزم الأربعة الأولى التي أخذت أضعاف هذا الوقت.

«لاجئ نت»: هناك كلام يدور عن احتمالية توقف الإعمار؟

كافة البلوكات التي تحت الإنشاء حالياً ستسلم إلى الأهالي على الأبعد في نهاية منتصف هذه السنة، وابتداءً من شهر نيسان سيكون هناك عدة بلوكات قيد الإنشاء: N15،N14،N18، N19، في الرزمة الثالثة، وN8، N6 في الرزمة الثانية، وN21، N22، وN23 وN24 في الرزمة الرابعة.

«لاجئ نت»: هل هناك مخاوف من توقف عملية الإعمار؟

المخاوف تبقى مشروعة وحقيقية وخصوصاً فيما يتعلق بالتمويل، فالجميع يدرك الأوضاع التي تمر بها المنطقة، ولكن نحن نسعى بكل ما نملك لجذب الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، ومن أهم ميزات الخطة الجديدة هي المرونة التي تقدمها للتمويل وذلك لوضع المانحين تحت مسؤولياتهم.

«لاجئ نت»: هناك أسرٌ تشتكي من عدم جودة الدهان، البلاط والأدوات الصحية ماذا تقولون؟

الأونروا مستعدة لاستقبال الشكاوى والتعاطي معها بكل إيجابية، مع العلم أن المقاول ملزم بإجراء الصيانة لأي عيوب قد تظهر وهذا منصوص عليه في العقد، وأن الأونروا تسلم عند عودة الأهالي رسالة تعرفهم فيها على ماهية حقوقهم فيما يختص بالصيانة، وأنها عينت مهندساً خاص لمتابعة شكاوى الأهالي وحلها.

«لاجئ نت»: متى ستنتهي عملية الإعمار؟

الخطة الجديدة تلحظ الانتهاء من إعادة الإعمار بشكل عملي في نهاية العام 2015 بشرط توافر الأموال اللازمة الآن.

«لاجئ نت»: سكان الرزم التي لم تُبنَ خائفون، ماذا تقول لهم؟

أعلنت الأونروا على أعلى مستوياتها الإدارية التزامها بعملية إعادة إعمار المخيم، وهذه القضية ما زالت أولوية الأونروا في الأقطار الخمسة، حيث تكون حاضرة في كافة مناقشات المفوض العام ومدير عام الأونروا. أقول للأهالي إن مخاوفهم مشروعة، ولكن الأونروا وعلى أعلى مستوياتها تولي مشروع إعادة الإعمار كل الاهتمام اللازم وأنها ترفع الصوت عالياً في كل محفل عربي وعالمي وجدت فيه من أجل جذب التمويل اللازم لذلك.