القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الرشق: مأساة مخيم اليرموك شكلت علامة فارقة لتعثّر الإنسانية في القرن الحادي والعشرين

مأساة مخيم اليرموك شكلت علامة فارقة لتعثّر الإنسانية في القرن الحادي والعشرين
الرشق: نرفض خطة كيري وأي مشروع ينتقص من حقوقنا الوطنية

/cms/assets/Gallery/1286/1733888680.jpg

المركز الفلسطيني للإعلام

جدّد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزت الرّشق رفض حركته المطلق لأيّ مشروع من شأنه الانتقاض من حق الشعب الفلسطيني في الحصول على دولته المستقلة على كامل ترابها وعاصمتها القدس.

وقال الرشق - في حوار صحفي أجراه الزميل في صحيفة الرسالة محمود هنية - إن حركة حماس ترفض أيَّ اقتراح يفرِّط في الحقوق والثوابت الوطنية. واصفاً تلك الاقتراحات بأنها "غير قابلة للحياة". وخطة كيري بـ "المنحازة انحيازًا واضحًا للاحتلال"، منوّهًا إلى أنَّ أيَّ تساوق معها والقبول بها من شأنه أن يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وشدّد الرّشق على أنّه لا يمكن لأيّ دولة أن تؤثر في تثبيت أو إلغاء خطة كيري "إن كان أصحاب الشأن رافضين لها".

وأضاف :" الكل الفلسطيني رافض لمقترحات كيري بما يمثّل إجماعاً فلسطينياً ضد هذه الخطة، إلاَّ أنَّ الفريق المفاوض لا يزال ينتظر من هذا الوسيط غير النزيه تحقيق وعوده التي تتبخر يومياً".

ورأى الرّشق أنه لن يأتي أيّ جديد من الطرف الأمريكي، بفعل التعنت (الإسرائيلي)، واستمرار جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.

اتفاق الإطار

وفي سياق متصل، اعتبر الرّشق التهديدات الأمريكية باعتبار الجولة الراهنة من المفاوضات هي الأخيرة، بمنزلة مؤشر على أنه خطوة استباقية للضغط والابتزاز موجّه للطرف الفلسطيني بالدرجة الأولى (كونه الطرف الأضعف).

وتابع :" أمريكا تملي تصوراتها لحل قضايا الحل النهائي في اتفاق الإطار، طبقاً لمنطقها المنحاز لصالح الاحتلال".

ونوّه الرشق إلى خطورة المقترحات الأمريكية بشأن قضية حق العودة " وما تضعه أمريكا من حلول وفق ما تراه مناسبًا لها وليس بناء على أرضية عودة الحقوق".

واستطرد قائلًا " تسمع كلاماً عن "الاستيعاب"والتجنيس والتوطين والإقامات الدائمة، وكلها مترادفات لـ ( التفريط بحق العودة ) دون أن يذكر حق العودة حتى من طرف المفاوض الفلسطيني!، فضلًا عن الحلول المقترحة بقضايا القدس والانسحاب من الغور وغيرها".

وحذّر الرشق من خطورة الاعتراف بما يسمَّى بـ"يهودية الدولة"، لما "يشكّله من خطر استراتيجي يستهدف فلسطيني 48، واعتراف السلطة المحتمل بها وما يمثله ذلك من خطر على حقوق شعبنا".

ودعا عضو المكتب السياسي لحماس الشارع الفلسطيني إلى ضرورة البدء بالضغط والحراك ضد هذا الاتفاق، لأنَّه "إطار لطمس الحقوق وإنهائها وتصفية القضية برمّتها".

تصفية حق العودة

وفي موضوع آخر، لم يخف الرَّشق تخوّف حركته ممّا يعدّ ضد حق العودة من مؤامرة تستهدف تصفيته، في ظل "المعاناة والمأساة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون إلى جانب معاناة اللجوء، خاصة في سوريا من عمليات قتل ومعاناة اللجوء في الدول العربية".

وجدّد الرشق رهان حركته على ثبات اللاجئين وبقاء تمسكهم في العودة إلى ديارهم، كصمَّام أمان ضد كل محاولات تمييع أو تغييب حق العودة.

وأكدّ القيادي بحماس أنَّ حق العودة حق مقدّس ولا يملك أيّ طرف فلسطيني كان أو غير ذلك إلغاءه أو التنازل عنه أو التفريط فيه.

وأضاف الرّشق "حق العودة أحد الثوابت الأساسية للقضية التي يعدّ التنازل عنها خيانة لمعاناة وآلام الشعب الفلسطيني"، مشدّدًا على أنَّ الفلسطينيين لم ولن يفوّضوا أحداً في التفاوض على حق العودة الذي لا يقبل القسمة أو التفاوض.

المصالحة الوطنية

وهذه التطورات قادتنا للحديث عن ملف المصالحة، فقد جددّ الرشق تأكيد حركته المضي قدماً في طريق انجاز المصالحة، معتبرا المصالحة وإنهاء حالة الانقسام واجب وطني من الدرجة الأولى ، وأنه من المؤسف أن انجاز هذا الهدف تأخر حتى الآن.

وأضاف أن حالة الانقسام الفلسطيني بعثرت الجهود الفلسطينية واستنزفتها، بينما بقي الاحتلال يسرح ويمرح في الميدان، وتصاعد عدوانه على البشر والشجر والحجر.. ونهب غول الاستيطان الأرض الفلسطينية.. وزادت وتائر التهويد للأرض والمقدسات.. مؤكدا أن كل هذه التحديات تتطلب مواجهتها بجبهة وطنية متماسكة، وليس بصف منقسم ومتناحر ، مشيرًا إلى أن حماس بذلت جهودًا كبيرة لا سيما في قطاع غزة وقرارات الأخ أبو العبد هنية الأخيرة.

وأكّد الرشق أن الاجراءات الأخيرة في غزة من شأنها أن تساعد على إيجاد الأجواء المساعدة لإنجاز المصالحة.

ورأى الرشق أن رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن جاد بالمصالحة، وإن" كنا لم نلمس خطوات في الضفة مماثلة لما تم في غزة".

وحذر من محاولات الأجهزة الأمنية بالضفة إفساد الجهود المبذولة لإنجاز المصالحة، من خلال تواصل الاعتقالات السياسية لأبناء وأنصار حماس، داعيًا الجميع إلى التعاون من أجل مواجهة الضغوط الامريكية والصهيونية الرافضة لتحقيق المصالحة.

التنسيق الأمني

وحول استمرار التنسيق الأمني وخطورته على مسار المصالحة والوحدة الوطنية، جدّد الرّشق استنكار حركته لسياسة التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، واصفًا إيَّاه بـ"الخيانة على المكشوف"، مكملًا " لم يعان أحد بشكل مباشر من ويلات التنسيق الأمني كما عانت حماس ومشروعها، وما زال خيرة ابناءها ملاحقين بين السلطة تارة والاحتلال تارة أخرى".

وتساءل الرّشق "كيف ترضى للأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية أن تعمل كوكيل للاحتلال تضرب بعصاه، ثم تنسحب وتمهّد له الطريق إذا أراد الاجتياح؟!".

حماس ومصر

وحول علاقة حركته بمصر في ضوء الاتهامات الأخيرة لحماس ومحاولات الزج بها في أتون الأحداث الداخلية بالبلاد، أكدّ الرشق أن حركته تتابع بكثب كل ما تشيعه وسائل الإعلام من مزاعم ضد الحركة.

وأكدّ الرشق أنَّ حركته ليست جزءً من الأزمة على الساحة المصرية، " وأن تناقضها الوحيد مع الاحتلال"، قائلاً:" نوجّه بندقية المقاومة نحو المحتل، ونرفض تدنيسها بمعارك جانبية لا تخدم إلاّ أعداء الأمَّة"."

وأعرب عن أسفه ممَّا وصفه "مستوى الفحش في تزييف الوقائع وتأليف الأخبار التي لا أساس لها من الصحة، والتي انتقلت مؤخراً إلى بعض أروقة القضاء والمحاكم وبعض صفحات الجرائد الرسمية".

وذكر الرشق أنَّ الجانب المصري رفض طلب حماس بتقديم أدلة على اتهاماته لها، ولم يقدم سوى " اتهامات في الهواء غير مبنية على الوقائع".

وأضاف " الجميع يعلم أنَّ براءة حماس ظهرت في كل القضايا التي سبق واتهمت بها في مصر قبل شهر يونيو الماضي، وثبت للجميع أنَّ حماس لم تتورّط بأيّ جريمة اتّهمت بها زوراً، ورغم ذلك استمرت الحملة واستعرت أكثر".

واستغرب الرَّشق ردّة فعل الاعلام المصري من طلب الحركة بتشكيل لجنة تقصى حقائق عربية أو إسلامية مستقلة، " لتدين المدان وتبرئ البريء، غير أنهم رفضوا الأمر بشدّة غير مبرّرة، مع أننا لم نطالب إلاّ بلجنة تحقيق!".

وأوضح أنَّ الهدف من الحملة ضد حركته هو تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، وتحويل قطاع غزة إلى جارٍ عدوّ، وفق تعبيره.

وأعرب الرّشق عن خشيته من شيء ما يحضر ضد قطاع غزة وضد حماس تزامنا مع التهديدات (الإسرائيلية) المتكرّرة من جهة وما يحمله جون كيري في جعبته من جهة أخرى.

وأكدّ أن حركته تتواصل مع جميع الدول العربية بغرض اطلاعها على حقيقة الأكاذيب التي تروج ضدها في الشأن المصري، متابعا "الحركة لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الحجم الهائل من الاتهامات الباطلة والأخبار التحريضية ضدها، بل وضعت النقاط على الحروف وفنّدت في أكثر من مناسبة جميع هذه الاتهامات والأباطيل".

واستطرد :" الكل يعلم أنَّ حماس لم ولن تتدخل في أيّ شأن داخلي لأيّة دولة عربية وإسلامية، وقد باتت الحقيقة واضحة بأنَّ ما يدار في الغرف الإعلامية المظلمة وبعض الأروقة السياسية المغلقة هو زيف وتضليل وكذب لا أساس له من الواقع".

مأساة مخيم اليرموك

وعن مأساة اللجوء ومعاناة اللاجئين الفلسطينين في مخيمات اللجوء بسوريا، تطرّق القيادي بحماس إلى ما تعرّض له لاجئو مخيم اليرموك من معاناة في ضوء سياسة التجويع التي فرضت عليهم خلال الأشهر الماضية.

وذكر الرشق أنَّ حماس بدأت حراكها في الوقت الذي ضرب فيه الحصار على المخيم قبل قرابة ثمانية شهور، مشيرًا إلى تواصلها مع كل الأطراف ذات الصلة.

وتابع: "أخفقنا أحياناً وحقّقنا تقدّماً جزئياً في أحيانٍ أخرى، المهم أنّنا لن نمل ولن نكل وسنبقى نسعى لرفع الحصار عن المخيم بكل ما أوتينا من قوّة حتى يرفع الحصار بالكامل وتنتهي الأزمة".

وجدّد الرشق تأكيد حماس عدم تدخلها في الشؤون الداخلية لأيّة دولة عربية كانت أو إسلامية، أو انحيازها مع أيّ طرف من أطراف الصراع في سوريا، لافتًا إلى موقف حركته الداعي إلى تجنيب المخيمات الفلسطينية في سوريا أو غيرها أتون الصراعات والأزمات الداخلية.

واستطرد قائلًا " اللاجئون ليسوا طرفًا ولن يكونوا وستظل بوصلتهم متجهة نحو تحقيق حلم العودة إلى ديارهم"، معربًا عن أمله بأن يقود أي توافق أو تقارب إلى حقن الدماء السورية العزيزة وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والديمقراطية.

وعدّ ما تعرض له اليرموك من حصار بمنزلة جريمة إنسانية بكل المقاييس، مكملًا " حين يصبح الموت أمنية لكل لاجئ بعد أن فتك فيه الحصار وفقد الدواء والغذاء وأصبح الموت جوعاً ومرضاً يسري في أجساد الأطفال والنساء وحتى الشباب والرجال".

وأكدّ أن الحركة لم تدخر جهدًا إلا وبذلته من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وفك الحصار عن المخيم بغرض إدخال المواد الضرورية للحياة وإنقاذ أرواح آلاف العائلات الفلسطينية المحاصرة داخل المخيم لمدّة تزيد عن ثمانية أشهر.

ونوَّه إلى موقف الحركة الذي دعا حاملي السلاح الموجودين في مخيم اليرموك إلى الخروج منه إنقاذاً لحياة أكثر من خمسين ألفاً من المدنيين، وحقناً لدماء وأرواح الأهالي من النساء والأطفال والمرضى واستجابة للجهود المكثفة المبذولة لإنهاء أزمة المخيم.

وردًا على الانتقادات التي تعرضت لها الحركة بسبب دعوتها للمسلحين بالخروج من المخيم، أجاب الرشق "رؤية حماس تنبثق من فكرة تحييد مخيم اليرموك وأهله، وهذه الرؤية لن تصبح واقعاً إلاَّ إذا واجهنا الأزمة بأفكار صريحة تُنهي مأساة عشرات الآلاف".

وقال:"كان لا بد من اجتراح مبادرة شجاعة من جهة ومقبولة عند الأطراف السورية المعنية من جهة أخرى، حتى نتمكن من الوصول لنقطة تتيح لنا إنجاز مبادرة واتفاق بين الأطراف المتعارضة".

ولفت إلى أن فكرة إنهاء العمل المسلح في مكان ما مقابل فك الحصار عنه وفتح الخطوط الإغاثية والممرات الإنسانية هي فكرة طُبقت في العديد من الأحياء السورية التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال الرّشق: "إنَّ الاتفاق الذي تمَّ يوم الأحد 9/2 في مخيم اليرموك لخروج المسلحين؛ خطوة أولى في الاتجاه الصحيح لإخراج المخيم من الصراع في سوريا".

وشدّد الرشق على أنَّ هذا الاتفاق إنّما هو ثمرة جهود مضنية بذلتها حركة حماس بالتعاون مع الفصائل الأخرى، والأطراف المعنية بهدف وضع حد لمأساة أهلنا في المخيم".

وتابع الرشق:" إنَّنا نأمل أن تستكمل الخطوات دون عوائق بناء على مبادرة الفصائل الفلسطينية، لتتواصل أعمال الإغاثة وفك الحصار بالكامل وعودة النازحين".

وشدّد الرشق على ضرورة فتح الممرات الإنسانية والإغاثية فورًا على المخيم، داعيًا جميع القوى والفصائل والمجتمع الدولي إضافة إلى منظمات الإغاثة الدولية، إلى ضرورة العمل الجاد؛"لإنهاء المأساة التي شكلت دون مبالغة علامة فارقة لتعثّر الإنسانية في القرن الحادي والعشرين".

حماس لا تستعدي أحدا

وفيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين حماس والدول العربية، أوضح الرشق أن هدف تحرير فلسطين هو محور وجود حماس وهو الناظم لعلاقة الحركة بالدول المختلفة.

وقال:"إنَّ حماس تحتاج جميع الدول العربية والإسلامية وكل أحرار العالم لخدمة مشروع المقاومة والتحرير والعودة، ولا يمكن أن تستعدي أحداً.

وأكَّد أنّ حماس تنأى بنفسها عن لعبة المحاور، وأنها لن تكون مع طرف ضد طرف آخر، ولن تكون تبعاً لأحد.

وفي سياق متصل، نفى الرّشق بشدَّة ما أثير من توتر في العلاقة بين حركته وقطر التي يقيم بها رئيس مكتبها السياسي وقيادات من الحركة، مؤكدًا على طبيعة العلاقة بينهما، وأنها لن تتأثر بأي اتهام هنا أو تحريض هناك، وفق تعبيره.

واعتبر الرشق أن ما يثار من بعض وسائل الاعلام عن خلافات بين الطرفين، يأتي في سياق حملة لتشويه سمعة الحركة ورفع وتيرة الضغط عليها بعد أن اختارت الانحياز لخيار الشعوب في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

ووصف ما روّجت له بعض وسائل الإعلام حول طلب قطر من الحركة بالخروج من أراضيها بأنه"محض كذب وأخبار عارية عن الصحة تماماً"، معرباً عن شكره لدولة قطر أميراً وحكومة على ما تقدمه من دعم واسناد للقضية الفلسطينية.

قوائم الإرهاب!

وفي سؤال عن استمرار وضع حركة حماس على قائمة الإرهاب، استهجن القيادي بحماس، مواصلة وضع الولايات المتحدة وأطراف أخرى حركته على قائمة"الارهاب"، متسائلاً:" بأية شرعة توضع حركة تدافع عن شعبها، بل ومنتخبة من قبله بأغلبية شهد العالم كله على نزاهة التصويت فيها، وبأيّ عرف توضع حماس على قوائم الإرهاب؟!".

وردًّا على جهود حركته في رفع اسمها عن قوائم الارهاب، أكَّد الرشق أنَّ هذه القوائم" لم تمنع معظم الدول الأوروبية من التعامل مع حركة حماس، خاصّة في المرحلة التي أعقبت فوز الحركة في الانتخابات البرلمانية عام2006م".