القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«الشعب يريد إلى فلسطين سبيلاً».. حملة تولد من رحم الثورات

تنطلق من مخيمات اللاجئين في لبنان
«الشعب يريد إلى فلسطين سبيلاً».. حملة تولد من رحم الثورات
  
  
بيروت - نوال الأسدي

«الشعب يريد إلى فلسطين سبيلاً» حملة شعبية حديثة الولادة ومبادرة كغيرها من المبادرات الفلسطينية، التقى عليها مجموعة من الأشخاص في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 الى 55 سنة وأكثر.

ودينامية الثورات العربية التي تحتل المشهد الأول في المنطقة، هي نفسها التي شقّت طريقها إلى كل فئات المجتمع الفلسطيني اللاجئ في مخيمات لبنان وخارجها.

وهم لا يملكون ساحة تحرير في لبنان ليسقطوا من أرضها نظاماً فاسداً يحكمهم كالذي كان سائداً في تونس ومصر وليبيا، لكنهم يحملون قهراً هرماً بحجم آلام تلك الشعوب وأكثر، ما صوّب بوصلتهم على سقفهم الأعلى (فلسطين) وإن بتكتيكات مختلفة، على قاعدة «الشعب يريد».

جميع أعضاء الحملة ناشطون في مساحات سياسية مختلفة، كالذي كان يعمل على قضية نهر البارد ولا يزال، غزّة، الانتفاضة، التحركات الشبابية، حرب تموز وحملة إنهاء الإنقسام وما إلى هنالك من قضايا تلامس الهم الفلسطيني العام. حينما اجتمعت هذه الخبرات والهموم وجدوا الإمكانية للذهاب بعيداً بعنوان فلسطيني ضخم.

وصحيح أن هذه ليست المرّة الأولى التي يعمل فيها الشباب لأجل فلسطين، لكنها الثورات العربية التي أثبتت أنه يمكن للعناوين العريضة أن تكون الراية الكبرى لهذه الحملة.

ويقول الناشط السياسي في الحملة ربيع صلاح «إن هذه المجموعة وجدت ضرورة في أن يرفع الموضوع الفلسطيني بشموليته كشعار وليس مجزّءاً لأنه برفع الشعارات الصغيرة ينقسم الجمهور على برامج مختلفة».

مسيرة على الحدود اللبنانية الفلسطينية

الشعارات التي رفعت الشعب يريد العودة الى فلسطين، مسيرة مدنية على الحدود اللبنانية الفلسطينية. وهي ليست المسيرة الأولى من نوعها حيث سبقتها عدة مسيرات كانت تقام كل سنة في الخامس عشر من أيار بقيادة هذا الفصيل أو ذاك و هذه المؤسسة أو تلك. والمفارقة اليوم أن الشعب وحده القائد وليس الأحزاب حسبما يقول الناشط السياسي في المسيرة ياسر عزام.

والمسيرة التي تنطلق في 15مايو/أيار2011 باتجاه الحدود الجنوبية وتضمّن مشاركات عربية وأوروبية. أبرز شعاراتها «الشعب يريد العودة لفلسطين.. الشعب يريد فلسطين من البحر الى النهر» يوحدهم علم واحد هو العلم الفلسطيني. والحملة عبارة عن شبكة علاقات واسعة، تكاتفت فيها جهود المؤسسات والأندية الفلسطينية بما في ذلك الفصائل على قاعدة تنحية الهموم السياسية جانباً والمشاركة الفلسطينية البحتة.

والفضل الكبير برأي ياسر يعود للثورات العربيه التي ساهمت في أن يكون هناك شبكة علاقات واسعة بين الناشطين في لبنان والأردن كمجمّع النقابات المهنيه الذي سينطلق بمسيرة على الحدود الفلسطينية تحمل الشعارات والأهداف نفسها، كذلك الأمرفي مصر التي أفاد ناشطوها بأنهم يعدّون العدة للمشاركة الشعبية على الحدود المصريه الفلسطينية ايضاً.

أما بالنسبة لسوريا فهناك تنسيق لكن الأمر عائد الى ما ستؤول اليه الأمور آنذاك. هذه الشبكة امتدت سريعاً لتصل الى عدد من الدول الأوروبية التي رتّبت برنامجها على قاعدة التحرك باتجاه السفارات يوم 15 مايو/ أيار2011. وتحت العنوان نفسه، تنطلق في قطر واليمن وغيرها من الدول العربية مسيرة مليونية في ذكرى النكبة لنصرة الفلسطينيين. وفي الداخل الفلسطيني أيضاً ستتحرك مسيرة الزحف المليوني نحو القدس من رام الله وبيت لحم، يقابلها تحركات من مختلف الأراضي المحتلة.

ومنذ وقت قريب أعلنت إحدى المجموعات عن نفسها والتي بدأت بمجموعة صغيرة من الشبان والفتيات من مخيم عين الحلوة والمية ومية وامتدت الى مخيمي برج البراجنة وصور ليقارب عدد أعضائها المئة شخص ومازالت تحضر نفسها للإمتداد الى بيروت انسحاباً على كل المخيمات الفلسطينية. كما أنها عنصر فاعل في الحركات الحاصلة، ولها تشبيك مع عدة حملات تحمل نفس التوجهات والعناوين.

فرصة تاريخية

وتقول الناشطة السياسية حنان عيسى إن المجموعة تناقش إمكانية عمل شعبي يمكن له أن يؤدي إلى تغيير حقيقي على الصعيد الفلسطيني، خصوصاً وأن الحال في لبنان مترد على كل المستويات السياسية، الإنسانية والمعيشية.

وتضيف أن نقاشات كانت المجموعة تتفاعل في الأطر الشبابية الضيقة ولم تكن آلية العمل وكيفية التحرك ناضجة، إلى أن أتت الثورة التونسية وتلتها المصرية، ما أعطى حافزاً للشباب بأن هناك فرصة تاريخية يجب التقاطها والعمل عليها بشكل جاد وواع لإحداث تغيير جذري مطلوب للفلسطينيين وبشكل ملح.

هذه المجموعة بدأت العمل وهي تعي جيّداً أن التغيير لا يتحقق في ليلة وضحاها.لذلك ركّزت عملها على إشراك الشباب في المخيمات الفلسطينية بآرائهم حول ما يجري في المنطقة من أحداث، وتقييم التجارب الحاصلة والإستفادة من الواقع الراهن الذي بدأ يحدث تغييرا واضحا منذ فترة، ولإيمان الشباب بأهمية العمل والتفكير المشترك عملت المجموعة سلسلة ندوات داخل المخيمات في محاولة منها لإيجاد قواسم مشتركة تجمع الشباب حول تطلعاتهم وهمومهم.

وتشير إلى أن هناك قناعة لدى الشباب بضرورة التغيير، وأن الواقع الذي يعيشه الفلسطيني في لبنان تحديداً هو واقع مأساوي يتحمل مسؤوليته ثلاث جهات رئيسية هي المجتمع الدولي، الاونروا والدولة اللبنانية. أمّا سقف هذه المجموعة فهو سقف فلسطين.وأوضحت أنها ستعلن عن برنامجها الذي سيكون موجّهاً الى الجهات الثلاث تلك لتنطلق في تحركها الأول في منتصف سبتمبر أيلول 2011.

إذاً هي مؤثرات الثورات العربية التي أعادت النبض في الشارع الفلسطيني، لتوحّد جهود الفلسطينيين وتكون فلسطين الوجهة المشتركة في أجندات كل الناشطين، ويبقى الرهان الفلسطيني الكبير على قدرة هذه الكتلة التاريخية في رسم خارطة طريق جديدة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، اللهم إلاّ إذا ما هبّت عليهم رياح فصائلية عاثرة، أو أخرى كتلك التي تعمل على قتل الحلم وهو جنين، وهذا ما اعتاده الفلسطيني على هذه الأرض.

المصدر: العربية نت