القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الشيخ علي اليوسف في حوار خاص مع «شبكة لاجئ نت»: شهر رمضان من أعظم الشهور وسيدها بلا منازع


أجرى الحوار/ محمد السعيد، خاص – لاجئ نت

يومان ونستقبل شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات..

عن أهمية شهر رمضان المبارك، واستقباله وفضائله، يجيبنا نائب رئيس رابطة علماء فلسطين فضيلة الشيخ علي اليوسف

أهمية شهر رمضان وكيف نميزه عن باقي الشهور؟

هو شهر يننظره العباد والزهاد واحباب الله تبارك وتعالى في العام من شهر إلى شهر، بل كان السلف الصالح من الصحابة الكرام رضي الله عنهم يتجهزون ويستعدون لاستقبال شهر رمضان المبارك قبل ستة أشهر.

فلشهر رمضان أهمية كبيرة لأن الذنوب تغفر في رمضان وتعتق الرقاب، لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أدرك رمضان ولم يغفر له خاب وخسر، أو قال رغم أنف رجل ادرك رمضان ولم يغفر له، الذي يدرك هذا الشهر الكريم ولم يغفر له. لذلك لشهر رمضان البارك أهمية كبرى.

يقول الله تبارك وتعالى: (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ))، فهذا شهر القران، شهر التلاوة، شهر مغفرة الذنوب، شهر تفطير الصائم، وشهر الفقرء والايتام واحباب الله، وشهر العطاء والجهاد وشهر الانتصارات، وشهر رمضان نحن ننتظره ويسعد به المؤمنون.

كيف نستقل الشهر الكريم والمحافظة على حماسة العبادة حتى انتهاء الشهر الكريم؟

لا أقول أنا كيف أستقبل الشهر الكريم، بل أقول لك كيف استقبل النبي صلى الله عليه وسلم شهر رمضان، روى سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال ( يا أيُّها النَّاسُ قد أظلَّكم شهرٌ عظيمٌ، شهرٌ فيهِ لَيلةٌ خَيرٌ من ألفِ شهرٍ، جعلَ اللَّهُ صيامَهُ فريضةً، وقيامَ لَيلِهِ تطَوُّعًا، ومَن تقرَّبَ فيهِ بخَصلةٍ منَ الخيرِ كانَ كمَن أدَّى فريضةً فيما سِواهُ، ومَن أدَّى فريضةً كانَ كمَن أدَّى سبعينَ فريضةً فيما سِواهُ، وَهوَ شهرُ الصَّبرِ، والصَّبرُ ثَوابُهُ الجنَّةُ، وشهرُ المواساةِ، وشهرٌ يُزادُ فيهِ رزقُ المؤمنِ، ومَن فطَّرَ فيهِ صائمًا كانَ مَغفرةً لذُنوبِهِ وعتقَ رقبتِهِ منَ النَّارِ، وَكانَ لهُ مثلُ أجرِهِ مِن غيرِ أن يُنتَقَصَ مِن أجرِهِ شيءٌ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ليسَ كلُّنا يجدُ ما يُفطِّرُ الصَّائمَ، قال: يُعطي اللَّهُ هذا الثَّوابَ مَن فطَّرَ صائمًا علَى مَذْقةِ لبنٍ أو تمرةٍ، أو شربةِ مِن ماءٍ، ومَن أشبعَ صائمًا سقاهُ اللَّهُ مِن الحَوضِ شربَةً لا يظمأُ حتَّى يدخلَ الجنَّةَ، وَهوَ شهرٌ أوَّلُهُ رحمةٌ، ووسطُهُ مغفِرةٌ، وآخِرُهُ عتقٌ منَ النَّارِ، فاستَكْثِروا فيهِ مِن أربعِ خصالٍ: خَصلَتانِ تُرضونَ بِهِما ربَّكم، وخَصلَتانِ لا غِنًى بِكُم عنهُما، أمَّا الخَصلَتانِ اللَّتانِ تُرضونَ بِهِما ربَّكم: فشَهادةُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وتستغفرونَهُ، وأمَّا الخَصلَتانِ اللَّتانِ لا غِنًى بِكُم عنهُما: فتَسألونَ الجنَّةَ، وتَعوذونَ منَ النَّارِ)).. فهكذا استقبل النبي محمد عليه الصلاة والسلام رمضان بالحفاوة والبشريات.

ما هي فضائل الشهر الكريم وما هو سر بركته؟

فضائل هذا الشهر الكريم كثيرة جدا، ومن هذه الفضائل أنك ترى في مساجدنا المصلين يكثرون في شهر رمضان المعظم، حتى ان المصلين في صلاة التراويح مثل صلاة الجمعة لأن الشياطين يسلسلوا كما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يغلوا ويحبسوا فقال رسولَ اللَّهِ ﷺ: إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ.

ومن هذه الفضائل والخصائص التى اختص بها شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور بأن صيامه يكفر الذنوب، ومن فضائله وخصائصه بأن خصه الله تعالى وانزل فيه القرآن الكريم وخصه بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وانه شهر الجود ومدارس القرآن وتهافت المصلين على المساجد والاعتكاف.

ما هي الأعمال المستحبة في هذا الشهر الكريم وفضائل الأعمال؟

أولاً علينا ان نضع برنامجاً لأنفسنا في رمضان وعن الاعمال التي سنقوم بها في رمضان كتلاوة ومراجعة القران مرتين او ثلاث وهكذا، حتى يأتي في آخر رمضان ويسأل نفسه كم طبق من هذا البرنامج.

فجبريل عليه السلام كان يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم ويراجع معه القران في كل رمضان ولذلك نحن نضع برنامج لمراجعة القران الكريم فهذا من أكثر الاعمال استحباباً.

ثم نضع في برنامجنا ان نصلي الصلوات جميعها في المسجد ما استطعنا والمحافظة على صلاة الجماعة ما استطعنا ولا اصلي مفرداً، ومن الاعمال المستحبة قيام الليل وصلاة التراويح والمحافظ عليها، بالإضافة لانفاق الأموال في سبيل الله وافطار الصائم والصدقات، واخراج الزكاة في رمضان زيادة في الأجر والثواب وابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى الى جانب الكثير من الاعمال التي تخدم الإسلام والمسلمين.

ختاماً: بماذا تنصح الإنسان المؤمن في رمضان؟

نصيحتي لكل مؤمن ان يعد العدة ويأهل نفسه ويرفع من همتها، وعلو الهمة مطلوب في هذا الشهر. ونتقرب الى الله عز وجل الى الطاعات شوقاً ورجاءً، رغبة ورهبة، وأن نعيش مع القرآن الكريم وان نتفقد الكبير والصغير من الفقراء والمحتاجين والمساكين في ظل هذه الأزمات الاقتصادية التي نعيشها، ومسحة على رأس يتيم تدخل الحنان الى قلبه وتحقق هدفاً من أهداف رمضان ألا وهو التكافل والأخوة الاسلامية ونسأل الله عز وجل القبول.