القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

القيادي أبو نعيم: الاحتلال سيدفع ثمن جنوده الأسرى باهظًا

القيادي أبو نعيم: الاحتلال سيدفع ثمن جنوده الأسرى باهظًا


الإثنين، 20 نيسان، 2015

أكد القيادي في حركة «حماس» توفيق أبو نعيم، رئيس رابطة الأسرى المحررين ورئيس جمعية واعد للأسرى والمحررين، أنه إذا كان للاحتلال جنود لدى المقاومة، فعليه أن يعلم أن ثمن هؤلاء سيكون باهظًا، وأنه «الاحتلال» سيدفع الثمن، وسيكون شعبنا على موعد مع إنجاز تاريخي بإذن الله.

وعبر أبو نعيم عن ثقته بالمقاومة وإدارتها لملف التفاوض بشأن الجنود الصهاينة الأسرى لدى المقاومة، حاثُّا المقاومة على تبني مطلب إطلاق الأسرى الذين تخلفوا في صفقة أحمد جبريل، وفي صفقة وفاء الأحرار، ومحرري وفاء الأحرار والنساء والأطفال، كمقدمة لفتح هذا الملف، مشدداً على أن «هذه معركة تفاوضية كبيرة، والاحتلال عليه أن يدرك أنه سيدفع الثمن».

في الوقت نفسه دعا القيادي في حماس، السلطة الفلسطينية إلى الذهاب لمحكمة الجنايات الدولية في جنيف فيما يخص الجرائم ضد الأسرى، خاصة جرائم القتل والتصفية التي راح ضحيتها أكثر من 208 أسرى، آخرهم جعفر عوض.

وأكد أبو نعيم في مقابلة مع «المركز الفلسطيني للإعلام»، أن حركة حماس أجرت زيارات وجهود بهدف الوصول إلى رؤية واستراتيجية عربية ودولية للضغط على الاحتلال في ملف الأسرى.

ولفت إلى اعتقال الاحتلال 70 أسيرًا من الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار، مشددًا على انتباه المقاومة لخطط الاحتلال في هذا الاتجاه، ومن هنا أعلنت أن ملف الأسرى المحررين لن يطرح للتفاوض، مشددًا على أن هذا الملف في الحقيقة مسؤولية من رعى التفاوض في صفقة وفاء الأحرار؛ وهي المخابرات المصرية.

وانتقد القيادي في حماس، تعامل السلطة مع ملف السرى المحررين، سواء فيما يتعلق بإعادة اعتقال العشرات منهم وتقديمهم للمحاكمة، أو فيما يتعلق بالتمييز بين المحررين فيما يخص الرواتب والاستحقاقات.

وفيما يلي نص المقابلة:

  • ما آخر الإحصاءات المتوفرة لديكم عن أعداد الأسرى والمؤشرات المتعلقة بهم في سجون الاحتلال؟ مرضى، نساء، أطفال، عُزّل، عدد مراكز الاحتجاز؟

وفق آخر الإحصائيات يوجد في سجون الاحتلال 6400 أسير، بينهم 750 أسيرًا مريضًا، منهم 25 مرضى بالسرطان، فيما هناك 25 أسيرة، و70 أسيرًا من الأطفال، وهؤلاء محتجزون في 23 سجنًا، ولكن غالبية الأسرى يتركزون في 20 سجنًا، علماً بأن الإحصاءات متغيرة بسبب الاعتقالات اليومية، وآليات التوثيق.

  • كيف تصف أوضاع الأسرى في هذه المرحلة، وما أبرز الانتهاكات التي تمارس بحقهم؟

أبرز أشكال الانتهاك في هذه الفترة تتمثل في التفتيش المفاجئ، والعاري والإساءة للأسرى، وكذلك التفتيشات الليلية، إضافة للمعاناة من الزيارات حيث ساءت أمورها؛ فخلال السنوات العشر الأخيرة تم منع لقاء الأسير بذويه إلا عبر حاجز زجاجي، وبالتالي لا تحدث مصافحة أو ملامسة أيدٍ، أو احتضان للأطفال، كما أن الحديث يكون عبر سماعات هاتف ما يعني انتفاء الخصوصية التي كانت تتوفر في الزيارات خلال الفترة السابقة، كذلك باتت هذه الزيارات في أحسن الأحوال كل شهر بعد أن كانت كل أسبوعين، في حين هناك أسرى محرومون منها لأسباب أمنية، أو يسمح لهم بالزيارة كل عام أو ستة أشهر، وبعض الأسرى لم يزر منذ سنوات.

كما أن العزل يمثل أحد أسوأ الانتهاكات، ومن أسوأ هذه الأقسام قسم العزل في مستشفى الرملة الذي لا يحمل إلا اسم مستشفى في حين هو عزل سيئ جداً.

  • لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة وتيرة الإضرابات في سجون الاحتلال وأخذها الطابع الفردي أو الفصائلي.. لماذا؟ وما تأثير ذلك؟

إضرابات الأسرى، تأتي نتيجة قيام الاحتلال بانتزاع والتراجع عن الإنجازات التي حققها الأسرى على مدار سنوات من خلال تضحيات كبيرة، وهو يستغل بشكل خاص أجواء التصعيد والحرب لانتزاع هذه الحقوق، وبالتالي يبدأ الأسرى بدلاً من النضال لتحقيق إنجازات جديدة النضال لاسترجاع الحقوق المكتسبة.

أما بالنسبة للطابع الفردي أو التنظيمي للإضرابات؛ فللأسف أصبحت هذه حقيقة، وهي نتيجة لنجاح الاحتلال في إحداث شرخ بين الأسرى، فمما يؤسف له تأثير ملف المفاوضات بين السلطة والاحتلال، على هذا الأمر، حيث بات بعض الأسرى خصوصاً من حركة فتح يتجنبون المشاركة في الإضرابات كي لا توضع أسماؤهم على قوائم الحرمان من الإفراج عند صفقات التفاوض.

ومن الأمور المهمة، حالة الترهل والضعف والانقسامات التي تمر بها حركة فتح في خارج السجون والتي انعكست داخل السجون، بالنظر إلى أن أسرى حركة فتح هم العدد الأكبر في السجون، وبات هناك انقسامات مناطقية أو جهوية، وكذلك تنظيمية أثرت على وحدة موقف الأسرى بشكل عام، وبالتالي بات الحراك نحو بعض الإضرابات إما فرديًّا أو تنظيميًّا، وهو يضعف نسبياً قوة المطالبة ويقلل من فرص استجابة إدارة السجون لهذه الإضرابات.

  • هل من جهود خاصة متعلقة بملف محرري وفاء الأحرار الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم؟ وغالبيتهم جرت إعادة الأحكام لديهم؟

أعاد الاحتلال اعتقال 70 أسيرًا من الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار، وهذا الأمر يأتي في إطار نظرية بيغن "ادفع عدوك لأسفل السلم ليفكر كيف يصعد الدرجات من جديد"، وهم بذلك يدفعون حماس والمقاومة لأن تطالب بإطلاق سراح هؤلاء بدلاً من التفكير بغيرهم. ومع ذلك نحن على يقين أن المقاومة انتبهت لهذا الأمر، وأعلنت أن ملف الأسرى المحررين لن يطرح للتفاوض باعتباره استحقاقًا، وهذا الملف في الحقيقة مسؤولية من رعى التفاوض في صفقة وفاء الأحرار وهي المخابرات المصرية، ونحن على يقين أنهم قادرون على أن يفرضوا على الاحتلال الالتزام باستحقاقات الصفقة، ومع تقديرنا للظروف الخاصة التي تحكم بها مصر، فإننا نعتقد أن المخابرات المصرية يمكن أن تقوم بدور إيجابي لحل هذا الملف ووضع حد لهذه المعاناة خاصة أن صفقة وفاء الأحرار تعدّ أحد الإنجازات التي لهم دور في تحقيقها من خلال رعايتهم لها.

  • كيف تقرأ مستوى التفاعل الفصائلي والشعبي مع قضية الأسرى، في ظل شكوى كثيرين بأن التفاعل مع هذا الملف هامشي؟

قضية الأسرى هي أكبر القضايا اهتماماً وأكثرها قدرة على جمع فئات شعبنا، فمع كل الآلام التي خلفها الدمار والحاجة للإعمار وكذلك أزمة الموظفين والرواتب إلا أنهم لم يستطيعوا جمع الأطياف الفلسطينية، في حين أن ملف الأسرى يجمع الجميع، ولكن يبقى تطلعنا إلى المزيد من التفاعل والحراك المناصر والضاغط في هذا الملف.

  • كيف تقرأ الإعلان الفصائلي المشترك لفعاليات يوم الأسير وإلى أي درجة يمكن تطوير ذلك والبناء عليه نحو وضع استراتيجية ورؤية حقيقية متكاملة لنصرة قضية الأسرى؟

توافق الفصائل على برنامج مشترك فيما يتعلق بملف الأسرى خطوة مهمة، فاليوم لدينا فعاليات تستمر حتى نهاية الشهر الجاري بشكل موحد في المدارس والجامعات وحتى المساجد والساحات وأمام المؤسسات الدولية لإيصال صوت الأسرى. ونأمل أن يكون هذا البرنامج حجر الأساس للانطلاق تحت مظلة واحدة لإنهاء معاناة أسرانا وذويهم، وأن ننسى الخلافات الفصائلية والتنظيمية ونحن نتعامل ونتحرك من أجل وطني وإنساني بامتياز.

  • هل من خيارات لتصعيد هذا الملف على الصعيد العربي والإسلامي والدولي؟ كان هناك طروحات في العام الماضية لم تجد طريقها للتنفيذ.. لماذا؟

كان لنا جهود في هذا الإطار من خلال زيارات سابقة لجامعة الدول العربية وكذلك لبعض الدول من أجل تفعيل التحرك في هذا الإطار، ونأمل أن تتطور هذه الجهود إلى رؤية واستراتيجية عربية ودولية للضغط على الاحتلال في هذا الملف. وفي الحقيقة اليوم باتت فلسطين عضواً في محكمة الجنايات الدولية، ونرى ضرورة أن يكون تحركنا في هذا الاتجاه خاصة أن هناك العديد من الملفات المتعلقة بالجرائم ضد الأسرى قوية، ويمكن أن نلاحق مجرمي الاحتلال بشأنها، فسجانو الاحتلال قتلوا أكثر من 208 أسرى كان آخرهم الأسير المحرر جعفر عوض الذي استشهد قبل أيام قليلة. ومن هنا ندعو الحكومة إلى أخذ زمام المبادرة والذهاب مباشرة إلى المحكمة الجنائية لطرح قضية الأسرى وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة.

ونحن نعتقد أن الطريق من أجل تفعيل قضية الأسرى وإطلاق سراحهم طريق طويل ومتعددة الأوجه والمجالات ونخوضه في مساراته المختلفة، مع إدراكنا وإدراك الأسرى أن السبيل الوحيد لإطلاق سراحهم هو سبيل واحد تعرفه المقاومة وتعلن بشكل واضح أنه على سلم أولوياتها.

  • على الصعيد الفلسطيني هناك شكوى من بعض الأسرى عن قطع رواتبهم كيف تنظرون لذلك؟

ملف الأسرى المحررين شائك وصعب على نفوس الأسرى، وبكل أسف نقول إنه لم يتم التعامل بوطنية وإنصاف في هذا الملف، وجرى تقسيم الأسرى إلى تلوينات وتنظيمات. وفي الوقت الذي لم تفرق فيه حماس بين الأسرى في صفقة وفاء الأحرار، فرقت بينهم السلطة التي عينت محرري فصائل المنظمة على الكادر، بينما حرم أسرى حماس والجهاد، ومنحوا راتبًا مقطوعًا بعد معاناة استمرت 6 أشهر، فضلاً عن إلزامهم بالتزامات وتوقيعات مختلفة، ونحن نقول طالما أن السيد محمود عباس يقول إنه رئيس الشعب الفلسطيني وممثله، عليه أن يتعامل معهم هكذا دون تمييز قائم على الاختلاف في التوجه الفكري أو الرأي.

  • وماذا عن دلالات إلغاء وزارة الأسرى وتحويلها إلى هيئة وما استتبع ذلك من إحالة رواتب الأسرى الفلسطينيين من وزارة المالية ووزارة الأسرى إلى حصة "منظمة التحرير"؟

الحقيقة أن إعلان الشاطئ كان واضحاً في هذا المجال حيث حدد وزارة للأسرى، ونعلم كيف جرى تغيير ذلك لاحقاً في الضفة الغربية، وقد أصابنا ذلك بإحباط كبير. من المؤسف أن ترضخ السلطة للضغوط من المانحين فيما يتعلق بملف الأسرى، وهو ملف إنساني ووطني، ولدينا تجربة الجزائر التي لا تزال إلى اليوم لديها وزارة باسم المجاهدين، في حين أن نلغي هذه الوزارة ونحن لا نزال تحت الاحتلال ولدينا آلاف الأسرى في السجون، فنرى أنه يجب أن يعود الملف ليصبح وزارة فاعلة تتحمل مسؤولية هذا الملف الوطني والإنساني الكبير.

  • أيضاً يطرح بقوة مسألة الاعتقال المتكرر من السلطة للأسرى المحررين وتقديمهم للمحاكمة وأحياناً وهم داخل السجن كما يجري الآن بشأن القيادي نزيه أبو عون؟

لا يوجد شك أن اعتقال الأسرى المحررين يخدم الاحتلال الصهيوني، ومؤسف أن يستمر التنسيق الأمني في ظل هذه الظروف وفي ظل حكومة اليمين الصهيوني المتطرف، ونرى أن هؤلاء المحررين يجب أن يكرموا ويقدروا لدورهم الوطني والنضالي لا أن يجري اعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة.

  • ما حقيقة أن الاحتلال طلب من جهات أوروبية أو تركية للبحث مع حماس بشأن ملف الجنود المفقودين في حرب العصف المأكول؟

حقيقة على الأرض لا يوجد مؤشرات أن هذا الملف فتح، ولكن تثار بعض الأمور هناك وهناك، ولكننا لا نستطيع تأكيد أو نفي أية أمور متعلقة بهذا الملف الحساس، ولكن ما يهمنا التأكيد عليه، أنه إذا كان للاحتلال جنود لدى المقاومة، فعليه «الاحتلال» أن يعلم أن ثمن هؤلاء سيكون باهظاً، وأنه سيدفع الثمن وسيكون شعبنا على موعد مع إنجاز تاريخي بإذن الله.

  • ما رؤيتك للتفاوض في هذا الملف والدروس الواجب الاستفادة منها في تجربة وفاء الأحرار؟

نحن على ثقة بالمقاومة وإدارتها للملف، ومع ذلك نقول إن هناك من الأسرى الذين تخلفوا في صفقة أحمد جبريل، وفي صفقة وفاء الأحرار، ومحرري وفاء الأحرار والنساء والأطفال، هؤلاء يجب أن يطلق سراحهم كمقدمة لفتح هذا الملف. نحن ندرك أن هذه معركة تفاوضية كبيرة ولكن الاحتلال عليه أن يدرك أنه سيدفع الثمن، ونعتقد أن هذه الفئات ينبغي أن تكون خارج السجون.

  • المقاومة تؤكد بين الحين والآخر أن ملف الأسرى على سلم الأولويات، وأن أسر الجنود هو الآلية المناسبة.. هل يمكن أن تفاجأنا المقاومة بأسرى جدد؟

كل ما يتعلق بهذا الملف واضح أنه في إطار السرية والكتمان لدى المقاومة، والحقيقة المؤكدة التي نثق بها أن المقاومة أقسمت على تحرير الأسرى، واليوم هناك قادة للقسام والمقاومة في سجون الاحتلال، ولن يتم التفريط فيهم، وعلى الاحتلال أن يفهم الأمر وتبعاته ويستغل الفرص لإطلاق سراحهم.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام