القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

بركة لـ«لاجئ نت»: «صفقة القرن» هي الحلقة الأخيرة من مسلسل التآمر على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية



أجرى الحوار: محمد السعيد/ لاجئ نت

شدّد عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة «حماس» علي بركة على تمسك حركته بحق العودة مؤكداً "أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عنه لأنه حق مقدس"، مشيراً في حوار خاص أجرته معه شبكة «لاجئ نت» الإخبارية بأن صفقة القرن هي الحلقة الأخيرة من مسلسل التآمر على الشعب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وهذا المسلسل الذي بدأ منذ عام 1897 عندما انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل في سويسرا وقرر أقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.

وأضاف بركة أن الصفقة هي امتداد لوعد بلفور وامتداد لاحتلال بريطانيا لفلسطين ثم النكبة الفلسطينية والنكسة الفلسطينية، وهي تؤكد أن العدو الصهيوني عاجز عن حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، لذلك استنجد بحليفه الاستراتيجي الولايات المتحدة الامريكية من أجل تصفية قضية فلسطين، فكانت هذه الصفقة الأمريكية الصهيونية التي يُراد منها شطب القضية الفلسطينية وشطب حق العودة وتهويد القدس ومنع قيام دولة فلسطينية حقيقية ذات سيادة حتى على الأراضي المحتلة عام 1967. المطلوب اليوم رفض هذه الصفقة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً لأنها تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق العرب والمسلمين بالقدس المحتلة.

وأثنى بركة على الردود العربية والدولية، قائلاً إن الردود العربية الرسمية التي صدرت حتى الآن ومن بينها جامعة الدول العربية جيدة، لكن هذا لا يكفي لأننا نريد خطوات عملية، نريد دعماً فعلياً لصمود الشعب الفلسطيني، نريد دعماً عربياً وإسلامياً للموقف الفلسطيني الموحد الرافض لصفقة القرن الأمريكية. وحقيقةً نخشى وجود بعض الأصوات العربية التي تدعو إلى دراسة صفقة القرن والتي تعتبر أن في هذه الصفقة بعض الجوانب الإيجابية.

وحذّر بركة الدول العربية التي تتماهى مع الموقف الأمريكي وتطبّع مع الكيان الصهيوني وتعمل من أجل تمرير صفقة القرن الأمريكية. نحن نعوّل على الموقف الشعبي العربي، ونعتبر أن هذا الموقف هو موقف أصيل ولم تتخلَّ أمتنا العربية والإسلامية عن القدس وفلسطين وستبقى دائماً إلى جانب الحق الفلسطيني.

وطالب بركة بوضع استراتيجية فلسطينية عربية واسلامية لمواجهة صفقة القرن وإسقاط مشاريع التوطين ودعم حق العودة، مشيراً إلى أن صفقة القرن تستهدف حق العودة وترفض عودة أي لاجئ فلسطيني إلى دياره الأصلية التي أُخرج منها عام 1948 وهي تدعو إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة وخصوصاً الدول العربية.

وأكد بركة بأن الصفقة لا تستطيع أن تلغي حق العودة بمعنى أنها الحق الفلسطيني، فالحلم الفلسطيني في العودة سيبقى قائماً والشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة باعتبار أن هذا الحق فردي وجماعي لكل أبناء الشعب الفلسطيني، وهو حق مقدس لا يسقط بالتقادم، ولا تملك أي دولة أو جهة في العالم شطب هذا الحق القانوني والإنساني والشرعي.

وأضاف بركة بـأن المخيمات الفلسطينية هي محطات نضالية على طريق العودة إلى فلسطين، ويجب المحافظة على المخيمات الفلسطينية والهوية الفلسطينية باعتبارها ترمز اليوم إلى قضية اللاجئين، وإذا دُمّرت المخيمات فإن ذلك سيعني تشتيت اللاجئين الفلسطينيين وشطب هويتهم الفلسطينية، وربما محاولة لتوطينهم ومنع عودتهم إلى ديارهم.

لذلك، المطلوب خطوات عملية فلسطينية، تبدأ أولاً بتحويل الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن إلى موقف عملي، بحيث يتم توحيد الصف الفلسطيني وعقد لقاء عاجل للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية كافة من أجل وضع استراتيجية فلسطينية واحدة لمواجهة صفقة القرن وإسقاطها ومواجهة الاحتلال والاستيطان والدفاع عن حق العودة والقدس المحتلة. كذلك نحن بحاجة إلى موقف من الدول العربية المضيفة للاجئين وأن يكون هناك تنسيق كامل مع الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية وخصوصاً في لبنان مع هيئة عمل فلسطيني مشترك، والمطلوب تفعيل التعاون والتنسيق مع الجانب اللبناني الرسمي والشعبي لمواجهة هذه الصفقة وتداعياتها على قضية اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك نحن بحاجة إلى موقف دولي بحيث تلتزم الأمم المتحدة بتطبيق قراراتها المتعلقة بحق اللاجئين في العودة كالقرار 194 الذي ينص على العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين. هذه خطوات عملية نحن بحاجة إليها اليوم حتى نحافظ على المخيمات الفلسطينية ونمنع شطب حق العودة وفرض التوطين.

وحول موقف الدولة اللبنانية، قال بركة "سمعنا موقف الدولة اللبنانية من خلال رؤسائها الثلاثة ومن خلال وزير خارجيتها في الجامعة العربية أن لبنان يرفض صفقة القرن الأمريكية ويرفض التوطين ويدعم الحقوق الفلسطينية، وهذا موقف جيد ومقدّر للبنان، متمنياً أن تتبعه خطوات عملية تساهم في إسقاط صفقة القرن ومواجهتها، وخصوصاً دعم صمود اللاجئين الفلسطينيين ومنحهم حقوقهم الإنسانية والمدنية في لبنان. وكذلك لا بد أن يكون هناك من لقاء فلسطيني لبناني لوضع خطة مواجهة لإسقاط صفقة القرن".

وحول الموقف الحكومة اللبنانية طالب بركة بوضع خطوات عملية في الميدان لدعم صمود اللاجئين الفلسطينيين، وأهمها منح اللاجئين الفلسطينيين الحقوق الإنسانية والمدنية في لبنان وخصوصاً حقَّي العمل والتملك حتى يستطيع اللاجئ الفلسطيني الصمود أمام الرياح العاتية القادمة من واشنطن.

وأكد بركة أن نَيل اللاجئ الفلسطيني حقوقه الإنسانية والمدنية لن ينسيه حقه في العودة، بل يدعم صموده في مواجهة صفقة القرن الأمريكية، أما حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم ومحاصرتهم في المخيمات ومنع العمل والتضييق على اللاجئين الفلسطينيين فيؤدي إلى تطبيق صفقة القرن والتوطين لاحقاً والتهجير.

أما أن يمنح الفلسطيني مقوّمات الصمود فهذا يساعده على مواصلة نضاله من أجل التحرير والعودة وإنهاء الاحتلال الصهيوني إلى فلسطين.

أما بخصوص خيارات اللاجئ الفلسطيني في لبنان، فاللاجئ الفلسطيني في لبنان عليه أولاً أن يصبر ويصمد وأن يواصل نضاله على خطّين، الخطّ الأول السعي لإقرار الحقوق المدنية والإنسانية في لبنان والمحافظة على أمن المخيمات الفلسطينية واستقرارها، أما الخط الثاني فهو التمسك بحق العودة ومواصلة النضال من أجل تحرير فلسطين وعودة اللاجئين إلى ديارهم الأصلية فيها.