القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

خالد مشعل: الاحتلال اتبع عدة تكتيكات في تهويد القدس والأقصى

خالد مشعل: الاحتلال اتبع عدة تكتيكات في تهويد القدس والأقصى

الخميس، 13 تشرين الثاني، 2014

حذر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية من أي محاولة من شأنها المساس بالمقاومة في حربها ضد الاستيطان ومواجهة شراسة العدو وخططه لتهويد الأقصى وتدنيس المقدسات، حيث تعد خطيئة وطنية ولن تنجح، مؤكدا أن الاحتلال ينتهج تكتيكات تجاه الأقصى لتمرير ما يريد بأقل رد فعل فلسطيني وعربي وإسلامي.

وأكد مشعل في حوار شامل مع "الشرق" أن الوقت قد حان ليسمع العالم غضب الأمة المفتوح وبلا حدود انتصاراً للأقصى وأن استهداف المقدسات مبرر كاف للمقاومة، مشددا على ان إجهاض خطط تهويد الأقصى يبدأ بالمقاومة وتثوير الشعب في وجه الاحتلال. ودعا مشعل الأمة لتحمل مسؤولياتها تجاه الأقصى وخاصة مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والمغرب بحكم مواقعها، مشددا على أن تحرير الأقصى معركة العرب والمسلمين جميعاً وليست معركة الفلسطينيين وحدهم. وطالب مشعل حكومة الوفاق الوطني بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه غزة ومعالجة آثار العدوان، خاصة تجاه سرعة الإيواء والإعمار ومعالجة الجرحى ورفع الحصار وفتح المعابر بصورة كاملة، وأن الحرب الأخيرة أعطت رسالة واضحة للعالم بأن غزة لا يمكن أن تظل تحت الحصار، محذراً من إقحام العدو ليتحكم في عملية الإعمار وتحديد آلياته ووصف أداء حكومة الوفاق الوطني تجاه غزة بأنه يشوبه البطء وطالبها بتحمل المسؤولية بصورة متكافئة، سواء في الضفة أو القطاع.

كما وصف أداء السلطة الفلسطينية تجاه ملاحقة جرائم العدو وعدم الانضمام إلى اتفاقية روما بأنه تباطؤ غير مبرر.وطالب مشعل بعقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية في أسرع وقت مؤكداً أن من شأنه تحقيق الشراكة في إدارة القرار السياسي الفلسطيني، مؤكداً أن الحرب الأخيرة ضد غزة أثبتت وحدة الصف الفلسطيني وأن ما قدمته حماس وكتائب القسام والمقاومة رسخ مكانة حماس في الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي كحالة مشرفة في مواجهة عدو شرس. وتوقف مشعل في حواره مع الشرق أمام حادث التفجير في رفح وما تبعه من إجراءات قال إنها شأن مصري «لا نتدخل فيه» محذراً من محاولات الإيقاع بين حماس والدول العربية خاصة مصر وقال إن اتهام حماس بالضلوع في تلك التفجيرات باطل وبلا دليل وتحميل الحركة المسؤولية في تلك الأحداث غير منطقي، وأكد استعداد حماس للمشاركة في أي تحقيقات تجريها مصر في هذا الصدد، مشدداً على أن من حق مصر أن تحفظ أمنها، لكن ليس من المسؤولية القومية اتخاذ إجراء بجوار غزة.

 نبدأ من إغلاق المسجد الأقصى فلأول مرة يتم إغلاق المسجد الأقصى من قبل العدو الصهيوني، وبرغم حجم الجرم لم نجد اي ردود فعل من قبل جهات عربية أو إسلامية أو فلسطينية بما يوازي ذلك.. بداية كيف تنظرون الى هذه الخطوة التي تعتبر بداية لمرحلة جديدة تتعلق بالقدس ومصير القدس، وكيف ترون ردود الفعل العربية على هذا الأمر؟

 العدو الصهيوني اتبع في تنفيذ جريمته بالتهويد واستهداف القدس والمسجد الأقصى عدة تكتيكات، لكي يمرر ما يريد بأقل رد فعل فلسطيني وعربي وإسلامي. فالتكتيك الأول هو التدرج والصدمات المتتالية التي يسعى من خلالها لترويض ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية، ومحاولة التحكم فيها والحد منها.

أما التكتيك الثاني فهو استغلال الأزمات في المنطقة وانصراف الإعلام لها والاهتمام السياسي الإقليمي والدولي بها. أما التكتيك الثالث فهو استثمار ضعف الخيارات الرسمية الفلسطينية، وتراجع أوراق القوة لديها، وغياب أو تغييب المقاومة في الضفة الغربية. وفي ظل هذه التكتيكات يسعى العدو إلى تسريع جهوده في تهويد القدس وتغيير بنيتها الديمغرافية، وتغيير معالمها التاريخية، وتهجير سكانها، إضافة إلى خطته في استهداف المسجد الأقصى والاعتداء على حرمته، وتقسيمه زمانياً ثم مكانياً، تمهيداً لهدمه وبناء هيكلهم المزعوم، ثم الإقدام مؤخراً على إغلاقه في وجه المسلمين في سابقة خطيرة، وكل ذلك يجعلنا نقول: إن الأقصى الآن في قلب الخطر، وليس أمام الخطر.

ونحن نرى أن الرد على هذه الجرائم والمخططات الإسرائيلية بحق القدس والأقصى يتمثل بشكل رئيسي في أمرين: الأمر الأول: المقاومة وتثوير الشعب في وجه الاحتلال، لأن ذلك هو الذي يردع العدو، وهذا الأمر ليس مسؤولية حماس وحدها بل مسؤولية جميع الفصائل معاً، ومسؤولية القيادة الفلسطينية، وكل مسؤول فلسطيني عليه أن يتحمل المسؤولية الوطنية والسياسية والتاريخية تجاه ما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر متعاظمة وغير مسبوقة.

الأمر الثاني: مطلوب من الأمة رسمياً وشعبياً ودون ان نعفي أحداً من قياداتها الرسمية، ومن الحركات والقيادات وقادة الفكر والفصائل والعلماء والكتاب وكل مسلم ومسيحي، وكل إنسان تمثل له القدس والأقصى قيمة وأهمية، أن يبادروا جميعاً إلى وقفة جادة ويُسمعوا غضبهم للعالم، وان يكون هذا الغضب مفتوحا وبلا حدود، وهذه هي رسالتنا كفلسطينيين للأمة.

 لكن يقال: إن مَن بداخل القدس والضفة ليست لديهم جاهزية للتثوير ضد العدو الصهيوني، وبالتالي يبقى الحديث عن انتفاضة ثالثة مجرد حديث فقط فما رأيكم في ذلك؟

 الشعب الفلسطيني لم يتخلَّ طوال المائة العام الأخيرة عن النضال والجهاد والمقاومة والتضحية، وفي كل المراحل كانت القدس والأقصى في قلب شعبنا كما هي عند الأمة كذلك. والمشكلة ليست في الشعب الفلسطيني وجاهزيته للثورة والمقاومة، بل في ضعف السياسات والخيارات الرسمية. المقاومة حق الشعب الفلسطيني، والموضوع لا يحتاج الي نقاش، فمجرد وجود الاحتلال مبرر لوجود المقاومة،

وكذلك الاستيطان والقتل اليومي والاعتقال مبرر للمقاومة، وتهويد القدس واستهداف الأقصى مبرر للمقاومة. وبالتالي ليس من حق أي أحد أن يصادر حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، وأي محاولة أو جهود لمصادرة هذا الحق أو ملاحقة المقاومة، وسلاح المقاومة، أو العمل على تهدئة الأوضاع في القدس من أن تنفجر في وجه الاحتلال رغم إمعانه في تهويد القدس والعدوان على الأقصى، تعتبر خطيئة وطنية، وهي في ذات الوقت لن تنجح؛ لأنها تسير عكس المزاج الوطني الغاضب والثائر والمنتصر للقدس والأقصى.

غليان تحت الأرض

 هل تتوقع أن تحدث انتفاضة ثالثة؟

 هناك غليان تحت الأرض وبعضه فوق الأرض، ومهما كانت المعوقات ومحاولة الوأد والإجهاض، فإنها ستفشل بإذن الله، والبركان الفلسطيني لا يلبث أن ينفجر في وجه الاحتلال. أما الهدوء فهو مطلوب داخلياً بيننا نحن كشعب فلسطيني، أما في وجه الاحتلال فالاستيطان والقتل والتهويد وتدنيس الأقصى والمقدسات.. فلا مكان للهدوء، بل المقاومة والنضال بكل الوسائل.

 لكن اتفاقكم مع حكومة الوفاق الوطني قلصت مساحة المقاومة، كما الهدنة الأخيرة أيضا مع إسرائيل، وأنتم تتحدثون عن المقاومة، وكأن الساحة مفتوحة أمامه؟

 أعلم أن حجم التحديات أمام المقاومة كبير، لأنها خطر على الاحتلال، وهي أيضا للأسف لا تروق لبعض العرب والفلسطينيين وتخالف أجنداتهم ورؤاهم، لكن الشعب الفلسطيني طوال تاريخه يتجاوز العقبات ويتغلب عليها. نعم هذه العقبات قد تؤخر انطلاق المقاومة، وتباعد بين موجاتها، فمقاومة الشعوب موجة بعد موجة ومراوحة بين المد والجزر، لكن لا تستطيع إلغاءها، فالشعب الفلسطيني بإذن الله قادر على التغلب على هذه العقبات، وفي ذات الوقت هو حريص على وحدته الوطنية وترتيب بيته الداخلي، ولا تعارض بين المقاومة وإنجاز المصالحة والوحدة الوطنية، فهذه المصالحة لم تكن ولن تكون على حساب المقاومة، لأن المقاومة هي خيارنا الوطني في مواجهة الاحتلال. أما بالنسبة للتهدئة الأخيرة في غزة؛ فهي جزء من طبيعة المواجهة مع الاحتلال وحالاتها بين التهدئة والتصعيد، ولكنها تظل دائماً في سياق برنامج المقاومة المستمرة، حتى ينتهي الاحتلال ويتوقف العدوان.. وهذه مناسبة لتوجيه كل التحية لجماهير شعبنا الفلسطيني في القدس الذي يشكل أبناؤه وبناته وأطفاله وشيوخُه خطَّ الدفاع الأول عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وعن جميع مقدساتنا المسيحية والإسلامية، ونحيي أيضا أهلنا في الـ 48 الذين أصبحت قضية المسجد الأقصى والقدس منذ سنوات بعيدة قضيتهم الرئيسية ونضالهم اليومي، ويشكلون مع أهلنا في القدس خط الدفاع الأول عن الأقصى.

 إلى أين وصل ترتيب البيت الفلسطيني كما أشرت؟

 الأصل أن يكون البيت الفلسطيني دائما موحداً، ولكن كما تعلمون منذ سنوات فرضت علينا حالة الانقسام نظرا للتدخلات الخارجية من ناحية، ونتيجة الرفض العملي لنتائج انتخابات 2006 من ناحية أخرى، لكن الإصرار الفلسطيني أدى إلى بدء مسيرة المصالحة. نعم هناك عقبات وهناك بعض العثرات، ولكن سنتغلب عليها بإذن الله، وهذه مسؤولية مشتركة من الجميع بأن يتابعوا إنجاز جميع ملفات المصالحة، بروح وحدوية وبروح الشراكة الوطنية.

حكومة غائبة

 وكيف يتم الالتزام بهذه الأمور؟

 أنا قلت: إن هناك عقبات وإشكالات، لكن كما تعرفون تم التوافق على تشكيل حكومة وفاق وطني، وتشكلت بالفعل، برغم أن العدوان الأخير شغلنا عن إتمام بقية الملفات، وأداء الحكومة ما زال يشوبه البطء والغياب عن تحمل بعض المسؤوليات، ونحن نطالبها بتحمل المسؤولية بصورة متكاملة ومتكافئة في الضفة والقطاع، على حد سواء، فشعبنا في القطاع لا يزال يشعر بغياب هذه الحكومة، وعدم مبادرتها لمعالجة همومه الطبيعية المختلفة، فكيف بعد العدوان وما خلفه من دمار وتشريد وقتل، وهو ما يقتضي سرعة الإيواء والإغاثة والإعمار ومعالجة الجرحى، وإنجاز رفع الحصار وفتح المعابر بصورة كاملة، وتوفير احتياجات أهلنا في القطاع وتلبية مطالبهم.

 لكن في المقابل هناك من يتهمكم أنتم كحماس بأنكم تعطلون المصالحة؟

 من السهل لأي طرف أن يتهم الآخرين، ولكن الجميع يعرف أن حماس قدمت الكثير من اجل انجاز خطوات المصالحة، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، وبالتالي فإن هذه الاتهامات ليست ذات مصداقية، ولذلك لا نأبه لها. ورغم ذلك نقول: إن انجاز المصالحة مسؤولية وطنية تتطلب شراكة من الجميع، الكل معني ومسؤول. والمطلوب الآن متابعة إنجاز بقية خطوات وملفات المصالحة المتفق عليها، مثل عقد جلسة عاجلة للمجلس التشريعي؛ حيث تم الاتفاق على عقدها بعد شهر من إعلان تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وإنجاز ملف الحريات العامة في الضفة والقطاع وملف المصالحة المجتمعية، والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني وتحديد موعدها، إضافة إلى سرعة عقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل تحقيق الشراكة في إدارة القرار السياسي، وفي التحرك وفق استراتيجية نضالية وطنية مشتركة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

 هناك من يرى أن هذه الاتفاقية بينكم وبين السلطة، جعلتكم تتراجعون عن التقدم العسكري أو تم تقييده، بحيث لا تستطيع حماس أن تقاوم عسكريا في ما بعد؟

 من الناحية المبدئية؛ لا يمكن أن يكون هناك توافق فلسطيني لإنجاز المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية على حساب برنامج المقاومة، لأن شعبنا ما زال تحت الاحتلال، وبالتالي فالمقاومة حق بدهي وواجب طبيعي على كل أبناء شعبنا وقواه، ولا ينبغي أن يكون موضع جدل ولا خلاف، وأي تفكير باستبعاد المقاومة من الاستراتيجية النضالية الفلسطينية يقود عملياً وبالنتيجة ـ بصرف النظر عن النوايا ـ إلى تكريس الاحتلال والاستيطان، فالسنوات الأخيرة وبالذات التي شهدت فشل جولات التفاوض المتكررة وانسداد الأفق السياسي أمامها، أثبتت أنه لا يردع الاحتلال ويعيق مخططاته ويجبره على التغيير في سلوكه إلا المقاومة.

أما من الناحية العملية فنحن في كل اتفاقاتنا، ومنذ أن بدأت الحوارات الفلسطينية - الفلسطينية منذ عام 2003 في القاهرة، تم التأكيد في كل مرة على خيار المقاومة، ووثيقة الوفاق الوطني التي تشكل المرجعية في البرنامج السياسي الفلسطيني، التي وقعنا عليها نحن والقوى الفلسطينية عام 2006، هذه الوثيقة أكدت بشكل صريح ضرورة تبني استراتيجية المقاومة.

 لكن ما هو معلن رسمياً، أن هناك اختلافاً بين المشروعين؛ المشروع الذي يقوده محمود عباس والمشروع الذي تقوده حماس، الأول يسعى للتنسيق الأمني مع إسرائيل، والثاني يقاوم إسرائيل، ومن ثم أنتم تقولون: انه سيكون هناك ترتيب!! فكيف يكون ذلك، والأسس متناقضة؟

 من الناحية العملية ليس أمامنا في إدارة علاقتنا الفلسطينية بشأن ملف المقاومة سوى خيارين: إما أن نحتكم إلى ما بيننا من اتفاقيات ومن وثائق؛ كالتي ذكرتها لكم، وخاصة وثيقة الوفاق الوطني، ونلتزم جميعا بها وبمقتضياتها نصاً وروحاً، ونتحرك على أساسها بمنطق الشراكة الوطنية الحقيقية، وهذا هو الأولى والشيء الطبيعي، الذي يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية، وهو ما نؤمن به في حماس وندعو إليه.

وإما أن يعمل كلٌ منا في استراتيجيته التي يؤمن بها، ولكنّ هذا ليس حلاً، فقد جربنا ذلك ورأينا جميعاً كيف تتشتت الطاقة الفلسطينية حين تتعارض البرامج سياسياً وفي الميدان، وما يصاحب ذلك من خلافات بل وصراعات مؤسفة، تؤثر على أدائنا الوطني وزخمنا النضالي في مواجهة العدو المشترك، وهو الاحتلال الإسرائيلي.

 مضى شهران إلى الآن على انتهاء العدوان الصهيوني على غزة، والاتفاق الذي جرى في القاهرة، لكن فعليا كل الأمور ظلت كما كانت قبل العدوان على الأرض.. فما رأيكم؟

 لا شك أن هناك عوامل مختلفة وأطرافاً متعددة، حالت دون ترجمة الانتصار العسكري والأداء المبدع والمبهر للمقاومة في غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير إلى المستوى المأمول، من الإنجازات السياسية وتحقيق مطالب شعبنا ومصالحه الوطنية. لكننا مع شعبنا الفلسطيني مصممون على استكمال جميع مطالبه، من رفع الحصار وفتح المعابر وإنجاز الإيواء والإعمار وإعادة بناء ما دمره الاحتلال، والمطلوب أن نتحمل هذه المسؤولية بصف وطني موحد، في مواجهة التحديات والعقبات، حتى نتمكن بإذن الله من تحقيق هذه المطالب وانتزاع حقنا في الميناء والمطار، وكل ما من شأنه نقل شعبنا في غزة من واقع الحصار والعقوبات الجماعية إلى الوضع الطبيعي في الحياة والحركة والسفر.

 لكن إلى الآن المعابر مغلقة والحصار مفروض!! فهل هناك خيارات أخرى لدى حماس لتطبيق ما تم الاتفاق عليه؟

 ندرك جيداً حجم العقبات والتحديات والجهود المضادة، لكننا مصممون على قهرها وتحقيق مطالب شعبنا بإذن الله، وخياراتنا في ذلك مفتوحة؛ وعلى رأس هذه الخيارات المقاومة في كل أرضنا المحتلة، وتفجير الغضب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي. وأنا اعتقد أن الحرب الأخيرة أعطت رسالة واضحة للعالم، بأن غزة لا يمكن أن تظل تحت الحصار، لكن ذلك يحتاج إلى المزيد والمزيد من المقاومة والنضال، ومن الإرادة والإصرار ومراكمة الإنجازات، إلى أن يتخلص شعبنا من الاحتلال والاستيطان والحصار، وينتزع حقوقه المشروعة.

 كان من المفترض أن تكون هناك اجتماعات بينكم وبين الجهة الراعية للاتفاق الشهر الماضي، ثم أعلن عن تأجيلها.. فهل هذا يعني إخلالا بالاتفاق أم هناك موعد آخر أعطي لكم؟

 نعم كان هناك موعد أواخر الشهر الماضي، لكن نظرا لما جرى في سيناء مؤخراً فقد تم تأجيله، وإلى الآن لم يتم تحديد موعد بديل لاستئناف جولة المفاوضات غير المباشرة في القاهرة. وهذه مسؤولية وطنية مشتركة من الجميع، من أجل متابعة تحقيق مطالب شعبنا عبر هذه الجولة من المفاوضات، وعبر غيرها من وسائل النضال والضغط على الاحتلال. وهناك مسؤولية على الأشقاء في مصر بالضغط على العدو المحتل، بحكم موقعهم كوسيط راعٍ لهذه المفاوضات وللاتفاق الأخير.

 لكن الوسيط المصري اعتذر عن استضافة المفاوضات؛ أليس كذلك؟

 لا، هم أرجأوا المفاوضات بسبب التطورات الأخيرة في سيناء.

يـتبـع غـداً...

الشرق، الدوحة، 10/11/2014