القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

علي هويدي لـ«لاجئ نت» : بريطانيا ستعتذر عاجلاً أم أجلاً عن وعد بلفور

علي هويدي لـ«لاجئ نت» : بريطانيا ستعتذر عاجلاً أم أجلاً عن وعد بلفور

فايز أبوعيد/ خاص – لاجئ نت

ستة وتسعون عاماً مرت على الوعد المشؤوم الذي منحته بريطانيا عام 1917 لليهود لإنشاء وطن لهم على أرض فلسطين"، ستة وتسعون عاماً مضت لا تزال مأساة شعبنا الفلسطيني مستمرة يتجرع فيها الحنظل في كل الأرض الفلسطينية المحتلة والشتات جراء تداعيات هذا الوعد.

«لاجئ نت» التقت مع الأستاذ "علي هويدي" منسق المنطقة العربية في الحملة الدولية لمطالبة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور الذي أشار إلى أن قادة دولة الاحتلال يزعمون بأن شرعية كيانهم مستمد من وعد بلفور وصك الانتداب البريطاني على فلسطين، إلا أن فقهاء القانون يعتبرون أن وعد بلفور مخالفاً لأحكام وقواعد القانون الدولي، فقد تعامل مع فلسطين وكأنها صحراء خالية من السكان، ومنحها دون وجه حق لغرباء، وأكد هويدي بأن بريطانيا كانت في العام 1917 دولة احتلال ولم تربطها أية صفة قانونية بفلسطين، وليس من حقها التنازل عن الإقليم المحتل، وأصبحت لاحقاً دولة انتداب من واجبها تهيئة الدولة المُنتدَبة لحق تقرير المصير، ولا تملك حق تقرير مصير شعبها، وهذا ما لم تقوم به تجاه الشعب الفلسطيني، لا بل سلمت فلسطين دولة موصوفة للعصابات الصهيونية وتم الإعلان عن دولة الكيان في العام 1948 بعد ارتكاب عشرات المجازر وتدمير 531 قرية وطرد 935 ألف فلسطيني، ومصادرة أملاك الفلسطينيين، واستجلاب ملايين اليهود من مختلف دول العالم إلى فلسطين.

فلسطين ملك لشعبها

وشدد منسق المنطقة العربية في الحملة الدولية لمطالبة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور على أن فلسطين ملك لشعبها وهو وحده من يملك حق تقرير مصيره بنفسه وفقاً لحق الشعوب في تقرير مصيرها، بالإضافة إلى إنه لم يكن للحركة الصهيونية في فلسطين أي حق قانوني أو أخلاقي. إذاً ارتكبت بريطانيا – مع حلفائها - أخطاء قانونية، ولم تقم بحماية الشعب الفلسطيني المنتدب، وسهلت هجرة اليهود إلى فلسطين، وهجرة الفلسطينيين إلى الخارج، وساهمت في تنفيذ مشروع إحلالي وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين، والأهم بأن بريطانيا حتى يومنا هذا ودون أي شعور بالذنب أو تأنيب للضمير أو تحمل للمسؤولية لما سببته من ظلم ومعاناة للشعب الفلسطيني طوال حوالي مائة عام، فلا تزال تدعم دولة الاحتلال وتعتبره حليفاً يؤدي مصالح مشتركة في المنطقة. وتساءل الهويدي انه بعد أن اعتذرت بريطانيا من قبائل الماو ماو في كينيا في إفريقيا في العام 1963، وكذلك فعلت استراليا مع الشعب الاسترالي في العام 2008 بعد مائتي سنة من الاستعمار، واعتذرت إيطاليا من ليبيا في العام 2008 بعد أربعين سنة من الاستعمار.. وغيرها من الشواهد في التاريخ فهل تعتذر بريطانيا من الشعب الفلسطيني، وما سيترتب على الاعتذار سواءً على المستوى المادي أو رد الاعتبار المعنوي للشعب الفلسطيني أو الرؤية الإستراتيجية للعلاقة العضوية بين بريطانيا ودولة الاحتلال.

بريطانيا ستعتذر

أما عن أثر هذا الاعتذار على الدول التي ساندت وأيدت ووفرت وسائل الدعم السياسي والإعلامي واللوجستي والزيف القانوني، وما سيشكله هذا الاعتذار من محطة فاصلة يقتدي بها كانعكاس لأي حالة ظلم في العالم، أجاب قال هويدي:" بان صوت عالمي ارتفع مؤخراً من بريطانيا يطالبها بالاعتذار عن وعد بلفور، وتحديدا من خلال مؤتمر أكاديمي عقد في لندن من تنظيم مركز العودة الفلسطيني تحت عنوان "بريطانيا والإرث الاستعماري في فلسطين"، وأضاف أننا نعتقد بأنه أمام هذا السيل الشعبي والنخبوي العالمي الذي بدأ يتفاعل إن من خلال التوقيع الالكتروني المباشر أو من خلال الأسماء التي تصلنا، والتضامن الإنساني حتى من قبل بعض النواب البريطانيين وأمام إعلام ضاغط، وبغض النظر إن ستكون صحوة ضمير لدى الحكومة البريطانية أو بسبب الضغط أو التهرب من الملاحقة القانونية، لن تجد بريطانيا من بد إلا أن تستجيب للاعتذار، فالقضية عادلة، إنسانياً وأخلاقياً وسياسياً وقانونياً، وأردف علي هويدي بأن المليون توقيع التي يجري العمل على جمعها خلال خمسة سنوات من مختلف دول العالم من خلال "الحملة الدولية لمطالبة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور"، لتقديمها للحكومة البريطانية في الذكرى المئوية للوعد في العام 2017، بدأت تحسب لها بريطانيا ألف حساب.