القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

ممثل حماس في لبنان للبديع: التهدئة ليست نهاية الصراع..

ممثل حماس في لبنان للبديع: التهدئة ليست نهاية الصراع..
 

الجمعة، 07 كانون الأول، 2012

أن "حصول فلسطين على دولة مراقب، إنجاز يُضاف إلى الإنجازات.. لكن ليس هذا المطلوب، لكن بالحد الأدنى هو انتصار دبلوماسي دولي لقضية فلسطين".. "هناك لقاءات في القاهرة ستكون قريباً جدّاً ربما في النصف الثاني من الشهر، بين القيادات الفلسطينية لتفعيل المصالحة"..و" هناك دور كبير للجمهورية الإسلامية في إسناد المقاومة الإسلامية في فلسطين".. وأنّ" الاحتفال سيكون السبت القادم في غزة وسيكون لخالد مشعل حضور شخصي".

الزميلان الاستاذ قاسم قصير والاعلامية رحاب عطوي كان لهما حوار مع ممثل حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين (حماس) السيد علي البركة، هذا نصه:

سؤال: بالبداية نبارك لكم هذ النصر الكبير في غزة وتحية لجميع الشهداء الذين استشهدوا في هذه الحرب.. وسؤالي الآني، بعد هُدنة غزّة.. ماذا بانتظار فلسطين؟

جواب: بسم الله الرحمن الرحيم.. نرحّب بكم ونشكركم على هذه المقابلة وعلى التهنئة بانتصار غزة، بالطبع الانتصار الذي حصل في غزة هو انتصار لفلسطين وللأمّة العربية والإسلامية، وهو انتصار لخيار المقاومة في الأمّة. وما كان ليحدث لولا فضل الله ورعايته لهذه القضية ولهذا الشعب واحتضان الشعب الفلسطيني ودعم الأمّة الإسلامية لهذه المقاومة. وهناك فضل أساسي للمجاهدين الذين كانوا يقفون بالمرصاد لهذا العدو الصهيوني والذين لقّنوه درساً لن ينسوه أبداً، حيث فاجأوه بقصف تل الربيع والقدس المحتلّة وهرتسيليا بصواريخ بعيدة المدى سواء بصواريخ فجر 5 أو 75BM. وهذا التكتيك العسكري لكتائب القسّام وللمقاومة في غزة فاجأ العدو وأربكه وجعله يستغيث ويطلب النجدة الأميركية من أجل وقف العدوان ووقف إطلاق النار. نحن كحركة حماس نعتبر أنّ التهدئة ليست نهاية الصراع وليست انتهاء المعركة مع العدو، فما دام هناك احتلال على شبر واحد من أرض فلسطين فإنّ من حقنا أن نواصل طريق الجهاد والمقاومة لتحريره لأنّنا نعتبر أنّ أرض فلسطين هي وقف إسلامي لكلّ أجيال الأمّة، ولا يحق لأي فرد أو زعيم أن يتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين ونعتبر أنّ الذي جرى هو جولة من جولات الصراع مع العدو. ليس من مصلحتنا أن يستقرّ العدو أو أن تدوم حالة الإستقرار في فلسطين المحتلّة، فنحن أصحاب الأرض ونحن الذين خسرنا فلسطين عام 1948 وعام 1967 لذلك لا يمكن أن نستكين أو أن يهدأ لنا بال حتى تحريرها كافّة إنشاء الله.

سؤال: الهدنة برعاية مصرية وهي المسؤولة عن تنفيذها أو الإشراف على تنفيذها.. أليس هذا مؤشّر لإمكانية الوقوع في فخ "العدو الإسرائيلي" المتعلّق بمستقبل غزة، وخاصّة بعد إعلان المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمّد بديع أنّه "لا مانع من إقامة مخيّمات للّاجئين الفلسطينيين في سيناء"؟

جواب: أوّلاً.. بالنسبة لسؤال لماذا الرعاية مصرية، ذلك بحكم أنّ مصر تاريخياً لها علاقة مع الكيان الصهيوني عبر ثلاثين سنة والآن بعد الثورة تحسّنت علاقتها مع المقاومة. والإدارة الأميركية طلبت منها أن تتدخل بحكم علاقتها مع المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بشكل خاص، نحن قد لمسنا تغيّر كبير بموقف القيادة المصرية ففي حرب 2008 وحرب 2102 ففي حرب 2008 كان نظام حسني مبارك منحاز إلى الإحتلال وكان يضغط على المقاومة من أجل أن توقف صواريخها بالشروط الإسرائيلية. الآن ما يحصل هو أنّ القيادة المصرية الجديدة كانت تضغط على الإحتلال من أجل أن يوقف العدوان بشروط المقاومة الفلسطينية، وأيضاً المفاوضات التي جرت مؤخراً وتبنّت شروط المقاومة وحملتها إلى العدو الصهيوني لتضغط عليه. إنّ المقاومة لم تغيّر شروطها منذ بدء العدوان وكان الشرط الأوّل هو وقف العدوان برّاً وبحراً وجوّاً.. وقف الاغتيالات والاجتياحات.. وفتح كافّة المعابر مع قطاع غزة سواء مع العدو أو مع مصر، وهذه الشروط بقيت حتى اليوم الأخير. فالأميركي هو من قدّم للإسرائيلي الثمن وكان تعويضات على الخسائر وتقديم للكيان الصهيوني عشر بطاريات باتريوت للتصدّي لصواريخ المقاومة. بينما في بداية العدوان كان طلب نتنياهو وقف الصواريخ أوّلاً.. وهدنة لفترة 15 سنة وحزام أمني داخل غزة بعمق 300 متر وأن تتعهّد مصر بمنع إدخال الصواريخ إلى قطاع غزّة وهذا ما رفضته مصر والمقاومة الفلسطينية.

وما جرى في هذا الاتفاق هو أن كفلت مصر المقاومة من جهة وكفلت أميركا الجانب الصهيوني من جهة أخرى، وقد أُعلن هذا الاتفاق في القاهرة عبر وزير خارجية مصر ووزيرة خارجية أميركا. بدورها وعدت مصر بأن أي تمادى للعدو فسيكون لها موقف وعندما هدّد نتنياهو بدخول برّي ردّ الرئيس مُرسي بتهديد مقابل وهو بقطع العلاقات فوراً وكان لهذا التأثير أثر كبير في وقف العدوان. صحيح أننا نريد من مصر أكثر، لكن كما تعلمون أنّ الوضع في مصر غير مستقرّ حتى هذه اللحظة. أمّا بخصوص كلام مرشد الإخوان.. أنا لم أسمع بهذا الكلام أنّه يريد بناء مخيّمات، فالشعب الفلسطيني يرفض التوطين في أي مكان سواء في سيناء أو الأردن أو في لبنان أو في أي بلد، ونحن متمسّكون بحق العودة ونرفض التهجير ونعتبر أنّ التوطين هو مشروع أميركي ــــ إسرائيلي والهدف منه هو شطب حق العودة ومساعدة الاحتلال الصهيوني وإعفاؤه من مسؤوليته التاريخية بتهجير الشعب الفلسطيني. فعندما طلب العدو هدنة برعاية مصرية نحن رفضنا ذلك وأكّدنا أن لا هدنة طويلة الأمد ولا نقبل أن تخرج غزّة من الصراع مع العدو وأن يتفرّد بالضفة وبالقضية التي تتعلّق بالشعب الفلسطيني. والمقاومة لم تكن نائمة بعد هدنة 2009 بل أعادت ترتيب بنيتها الداخلية وطوّرت أسلحتها وقامت بتصنيع أسلحة داخل غزّة وبعيدة المدى وأثبتت أنّها أقوى من عام 2009.

سؤال: لكن الهدنة خرقت من قبل العدو الإسرائيلي فقتلت ثلاثة فلسطينين وقامت القوات البحرية للعدو بإلقاء القبض على تسعة صيادين فلسطينيين... ؟؟ ما هي ردة الفعل التي قمتم بها إزاء ذلك ؟

جواب: بالطبع نحن لا نأمن هذا العدو الماكر، تاريخياً لم يلتزم بالعهود وهذا ليس جديداً. نحن ندين ونستنكر هذا الموقف، ورفعنا شكوى إلى الجانب المصري لأنها هي الضامن للطرف الفلسطيني في الهدنة وهناك وفد من الحكومة الفلسطينية في غزة وصل إلى القاهرة قبل أيّام لمتابعة ملف التهدئة وآليّات تنفيذها والتزام الطرفين بها. فالمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمرّ العدوان.. لكن نحن لا نريد أن ننجر إلى معركة يريدها الصهيوني. أمّا إذا استمرّ بممارسة العدوان والاغتيالات فسيكون هناك موقف للمقاومة، ومن حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه.

سؤال: حصلت فلسطين على "صفة دولة مراقب لدى الأمم المتحدة"... ما حصل مهمّ، لكن هناك مجموعة من التساؤلات التي تُطرح أو تطرح نفسها.. ما هي المكاسب التي ستجنيها "القضية" الفلسطينية من خلاله؟ وما هي الجوانب السلبية والإيجابية لهذا القرار على "قضية" فلسطين ؟ هل يحمل من مخاطر؟

جواب: نحن نعتبر أنّ الذي جرى هو من أحد نتائج صمود وانتصار غزة، ولو أنّ العدو حقّق انتصاراً في عدوانه الأخير على غزة لما استطاعت السلطة الفلسطينية أو منظمّة التحرير أن تحصل على عضو مراقب في الأمم المتحدة. لأن كان من أهداف العدوان على غزة هو إرباك السلطة ومنعها من تقديم طلب في الأمم المتحدة وكذلك ضرب المقاومة في غزة وإضعافها واختبار قدرتها والقيادة المصرية، واستخدام غزة كصندوق انتخابات لنتنياهو وحلفائه باراك ولبرمان. لقد حققنا انتصارين، انتصار في غزة ثمّ انتصار دبلوماسي في الأمم المتحدة كدولة مراقب، وهذا إنجاز يُضاف إلى إنجازات الشعب الفلسطيني. طبعاً ليس هذا المطلوب وليس كافياً، لكن بالحد الأدنى هو انتصار دبلوماسي دولي لقضية فلسطين. انكشفت أميركا محاصرة ومعزولة في العالم حيث أنّها والعدو الصهيوني كان يؤيدهم فقط 7 دول فقط أمّا فلسطين فصوّت لها 130 دولة و 140 دولة كانوا على الحياد لكنّهم يدعمون الموقف الفلسطيني ويخافون من أميركا وإسرائيل لكنهم ضمناً يدعمون الموقف الفلسطيني.

هدفنا الاستراتيجي هو تحرير كل فلسطين ونريد دولة سيادة، هذا القرار هو انتصار معنوي، ويُعطي الحق إلى كل فلسطيني إلى رفع شكوى إلى محكمة الجنايات الدولية ضد قادة العدو الذي يرتكب المجازر. فيحق للشعب الفلسطيني أن يشارك في العديد من المؤسسات الدولية التابع للأمم المتحدة، وهذا يعزّز من مكانة فلسطين ويحجز مقعد لها في الأمم المتحدة، كما يحق لها أن تشارك في كافّة الاجتماعات في الأمم المتحدة دون التصويت فقط. وهناك محاذير.. الأوّل هو أن تكون هذه الخطوة هي نهاية المطاف ونحن نرفض أن تكون هذه هي الدولة الفلسطينية.. والثاني أن يتمّ الإستغناء عن منظّمة التحرير مقابل الدولة وهذا أيضاً نرفضه لأنّنا متمسّكون بمنظمة التحرير الفلسطينية كما ونرفض أن يتم إلغائها مقابل دولة غير كاملة العضوية، لأنّ المنظمة هي المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينين وعن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

أمّا الدولة في الضفة وغزة هي المسؤولة عن الفلسطينين في الضفة وغزة فقط فهي ونحن نرفض أن يكون الاعتراف بدولة فلسطين بعضو مراقب مقابل الاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني ونؤكّد أن تكون هذه الخطوة في سياق استراتيجية تستند إلى المقاومة وتتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية. غير ذلك نحن لا نسير بهذا الاتجاه لأنّ مسار المفاوضات على مدار 21 سنة منذ مدريد عام 1991حتى الآن هو مسار فاشل لم يجلب لنا الحقوق، إنّما استغلّه واستفاد منه العدو الصهيوني من أجل علاقات عامّة وتلميع صورته وفرض وقائع على الأرض بحيث يكون هناك تهويد للقدس وإبتلاع لأراضي الضفة الغربية من الاستيطان الصهيوني الذي ما زال مستمرّاً بعد قرار الأمم المتحدة بفلسطين دولة مراقب، فالعدو قرّر بناء 3000 وحدة سكنية في الضفة الغربية. لذلك نحن نطالب القيادة الفلسطينية الممثّلة بالأخوة في فتح ومنظمة التحرير والرئيس أبو مازن أن تكون الخطوة التالية هو تفعيل المصالحة الفلسطينية وإعادة بناء منظّمة التحرير ووضع استراتيجية فلسطينية يكون هذا الإنجاز مع انتصار المقاومة أساس على الطاولة لكي نستثمر ما جرى ولا نبدّد أو نتنازل مقابله. نحن وضْعنا أفضل من السابق فالمقاومة صمدت في غزة كما أنّ مصر قد تغيّرت ولها تأثير كبير على الوضع الفلسطيني. وهذا إنجاز للأمم المتحدة ينبغي أن نصمد وأن نطالب بالمزيد من حقوق الشعب الفلسطيني. وهناك لقاءات في القاهرة ستكون قريباً جدّاً ربما في النصف الأوّل من هذا الشهر أو في النصف الثاني من الشهر، بين القيادات الفلسطينية لتفعيل المصالحة ولا نريد إتفاق جديد لأنها موجودة بل تفعيلها وتطبيقها.

سؤال: ما هو موقفكم ممّا يحصل في سوريا؟

جواب: أصدرنا بيان واضح أننا نقدّر وقوف القيادة السورية مع القضية الفلسطينية.. مع حماس على مدار سنوات ماضية، وفي ذات الوقت نحن نحترم تطلّعات الشعب السوري والشعوب العربية التي تنادي بالحرية والإصلاح والديمقراطية ونتمنّى أن يتم حق الإنتماء في سوريا وإيجاد حلّ في سوريا يحفظ أرضها وشعبها ومؤسساتها، وتبقى سوريا حاضنة للمقاومة ضد العدو الصهيوني.

سؤال:كيف تقيّمون العلاقة بين حركة حماس والجمهورية الإسلامية الإيرانية خصوصاً أنّ هناك وفد قيادي من حماس توجّه إلى الجمهورية الاسلامية؟

جواب: العلاقة مع الجمهورية الإسلامية علاقة قوية رغم أنّها تأثرت قليلاً بالأزمة السورية لكنها استمرّت لأنّ العلاقة لها شكل استراتيجي ومرتبط بمواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة والاحتلال الإسرائيلي في فلسطين. والجمهورية الإسلامية لها دور كبير منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وذلك في دعم وإسناد المقاومة والشعب الفلسطيني من أجل حصوله على حقوقه الكاملة. وهذه العلاقة لم تنقطع وما زالت متواصلة وكان هناك دور كبير للجمهورية الإسلامية في إسناد المقاومة الإسلامية في غزة وفي دعم الحكومة وهذا ما عبّر عنه في قيادة الحركة سواء الأخ خالد مشعل أو أبو العبد هنية رئيس الحكومة في غزة وقدّموا الشكر على الدعم المتواصل للمقاومة في فلسطين، رغم الخلاف بالملف السوري لكن هذا لم يؤثّر على التنسيق والتعاون في الملفات الأخرى.

سؤال: مرّ على تأسيس حركة حماس 25 سنة، أين سيقام الاحتفال؟

جواب: نعم الاحتفال سيكون السبت القادم، في الثامن من الشهر الحالي أي كانون الأوّل في غزة.

السؤال الأخير: وهل سيكون هناك مشاركة شخصيّة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس (خالد مشعل)؟

جواب: نعم، سيحضر شخصياً وسيكون له كلمة شخصية أيضاً.

المصدر: البديع