القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

منى منصور: "حماس" باتت حركة عالمية ورقمـًا يصعب تجاوزه

منى منصور: "حماس" باتت حركة عالمية ورقمـًا يصعب تجاوزه

/cms/assets/Gallery/1232/-67410294.jpg

نابلس- المركز الفلسطيني للإعلام

قالت النائب منى منصور إن "حماس" باتت حركة عالمية ورقماً يصعب تجاوزه، كما أثبتت أن بوصلتها فقط نحو الاحتلال، وإنها صمام أمان للشعب الفلسطيني على ثوابته ومقدساته، دون تنازل، مضيفة؛ "نظافة يد أبناء حركة "حماس" في المال العام، هو أحد أهم نجاحاتها على صعيد عملها العام".

وأكدت النائب في المجلس التشريعي منى منصور، في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" في ذكرى انطلاقة حماس السادسة والعشرين: "أن الملاحقة والتضييق على أفراد وأنصار حركة حماس من الاحتلال والسلطة سيخرج جيلاً يتحدى الجميع، فأصحاب الابتلاءات والمحن الصابرون هم الفائزون والمنتصرون والقادمون في النهاية".

وعن أهم المخاضات التي عانتها حركة حماس في مرحلة تأسيسها، بحسب زوجها الشهيد القيادي الشيخ جمال منصور، قالت منصور: "إن إبعاد (417) من قادة ورموز حركة "حماس" إلى مرج الزهور كان مرحلة مخاض عسيرة، ولكنها كما قال الشهيد جمال منصور: "كانت لرفع مكانة حماس وجعلها على مستوى عالمي ودولي، ومن كان لا يعرف هذه الحركة عرفها بعد الإبعاد وكانت الوفود تتوجه إلى مرج الزهور ليجدوا القادة والعلماء والأطباء".

وتابعت منصور: "إن انطلاق حماس بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، تتطلب من قادتها تحمل مسؤولية مضاعفة، خاصة بعد استشهاد واعتقال العديد من قادتها وأفرادها"، مضيفةً: "صبر قادة (حماس) وكوادرها على الابتلاء والمحن، من قبل القريب، من اعتقالات واستشهاد وهدم بيوت، جعل الحركة أصلب عوداً، واستطاعت بفترة قياسية الانتقال من مرحلة الحجر إلى السكين إلى البندقية إلى العمليات الاستشهادية".

وأكدت منصور: أن زوجها الشهيد جمال منصور تمنى الاستشهاد في ساح الوغي، وقالت: " كنت أسمع من الشهيد جمال أنه كان يحب الذي يستشهد أن يأخذ معه عدداً من جنود الاحتلال ولا يذهب وحده"، وأشارت أن حماس لن تشكل سلطة داخل سلطة.. الشهيد جمال منصور كان يذكرنا ويقول لنا دوماً أن بوصلة حركة "حماس" تتجه نحو الاحتلال الصهيوني فقط.

أما عن دور المرأة في حركة حماس، ودورها في العمل العام، قالت منصور: "إن من أهم أدوار المرأة هو ثباتها ودعمها لزوجها وصبرها على فراقه وقيامها بواجبات الأسرة والأولاد وتربيتهم في غيابه، وصولاً إلى أن تكون هي نفسها المجاهدة، فكانت المرأة الشهيدة والأسيرة وراعية الأيتام والمجاهدين".

أما عن دورها في العمل العام قالت منصور: "استطاعت المرأة في الحركة الإسلامية، أن تقوم بدور مشرق، بخوضها في كل مجالات العمل العام، حتى أنها أثبتت جدارتها في المجالس المحلية والبلديات، وخاضت التجربة البرلمانية، فكانت عضو المجلس المحلي والبلدي ونائب في التشريعي والوزير، واستطاعت أن تقوم بكل الأدوار المطلوبة منها وضحّت إلى جانب الرجل، فاعتقلت وصبرت.

وفي رسالتها إلى محبي "حماس" في العالم بذكرى انطلاقتها السادسة والعشرين قالت منى منصور: "ليكن كل واحد منكم على ثغر من ثغور الإسلام، فلا يؤتين من قبله، فكل واحد منكم له دور في موقعه من الدعم المالي إلى النفسي والدعم الإعلامي إلى الاجتماعي والسياسي، ومن لم يستطع في كل ما سبق؛ فعليه بالدعاء لهذه الحركة حتى تتحقق أهدافها في التحرير وفي دحر الاحتلال".

وفيما يلي نص المقابلة:

* من مذكرات الشيخ جمال، حدثينا عن بعض ذكريات التأسيس، والمخاضات التي عانتها الحركة في سنواتها الأولى؟

- تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أوجد تحدياً كبيراً أمام الشباب فيها، خاصة وأن الحركة كانت تربوية إخوانية بحتة، فواجهت "حماس" مخاضاً عسيراً في الانتقال إلى العمل المقاوم، بسبب الاختلاف في المواقف بين الشيوخ، الذين اعتادوا على التربية فقط ومن الصعب عليهم التغيير، والشباب الذين نشأوا على التربية الجهادية والروحية نظرياً وأرادوا تطبيق المقاومة فعلا على أرض الواقع.

فكان هذا لزاماً وتحدّياً كبيراً أمام الشباب على التغيير والانتقال لمرحلة المقاومة التي لها تبعات كثيرة، إلى جانب حجم الإقبال الكبير على الحركة والنوعية التي كانت مختلفة عن جيل التأسيس. ومن العبارات التي لا أنساها من الشيخ المؤسس الشهيد جمال عيد الرحمن منصور:. نحن -أي الإخوان- مثل السيارة التي أجرت (أفرهول) ومطلوب منها أن تحمل كل الناس، وهذا الأمر بحاجة إلى جهود عظيمة تفوق قدرة الحركة الإسلامية".

-إبعاد (417) من قادة ورموز حركة "حماس "إلى مرج الزهور كان مرحلة مخاض عسيرة، ولكنها كما قال الشهيد جمال منصور "كانت لرفع مكانة حماس وجعلها على مستوى عالمي ودولي، ومن كان لا يعرف هذه الحركة عرفها بعد الإبعاد, وكانت الوفود تتوجه إلى مرج الزهور ليجدوا القادة والعلماء والأطباء".

- انطلقت حركة "حماس" في ذات الوقت الذي انطلقت فيه الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وهذا تطلب من قادتها تحمل مسؤولية مضاعفة، خاصة بعد استشهاد واعتقال العديد من قادتها وأفرادها.. فكانت التضحيات والأعمال بجهود ذاتية وجهاد مالي إخواني ذاتي، وهذا الأمر ليس بالهين أو اليسير.

ومن المخاضات الكبرى التي كانت أمام الحركة التصدي لمشروع "أوسلو" وما نتج عنه من عودة كوادر وقيادات كانت في الخارج لمناطق (أ)وظن الشعب أنها تحرير، فكان تحدياً كبيراً أمام "حماس" و تبين أن "أوسلو" اتفاقية أمنية، وأن عودة تلك القيادات جاءت لتطبيق الخطة الأمنية بالاتفاق مع الاحتلال الصهيوني وأن خروج الأخير من المناطق هو إعادة انتشار.

وقد بينت "حماس" مبادئ الاتفاقية التي ظهر جلياً أنها تحمي العملاء وتعتقل الشرفاء، في بنود واضحة وصريحة في "أوسلو"، والتي جاء فيها أيضاً رفض الاحتلال لتأجيل الاستيطان إلى ما بعد خمس سنوات في نظرة حكيمة وصائبة، وأوضحوا معنى العودة ووقفوا في وجه "غزة أريحا أولاً"، وتصدوا لذلك تحت عنوان القدس أولاً، من خلال مهرجانات وأنشطة لدعم القضية الفلسطينية واستطاعوا بحكمتهم وبُعد نظرهم وإخلاصهم لربهم أولاً, ثم لقضيتهم أن يجعلوا كل إنسان في الشعب الفلسطيني يكتشف مساوئ اتفاقية "أوسلو" التي جاءت بويلات للشعب الفلسطيني لا زلنا نجني ثمارها حتى يومنا هذا.

* متى شعر الشيخ الشهيد جمال منصور أن الحركة صلب عودها، وباتت رقما صعباً لا يمكن تجاوزه؟

استطاعت الحركة بفضل الله ثم بصبر قادتها وكوادرها على الابتلاء والمحن، من قبل القريب، من اعتقالات واستشهاد وهدم بيوت.. الخ، أن تكون أشد عوداً، واستطاعت بفترة قياسية الانتقال من مرحلة الحجر إلى السكين إلى البندقية إلى العمليات الاستشهادية أن تكيل الصاع صاعين للاحتلال, وأن تملأ قلبه رعباً، وكنت أسمع من الشهيد جمال أنه كان يحب الذي يستشهد أن يأخذ معه عدداً من جنود الاحتلال ولا يذهب وحده، والذي يعتقل يجب أن يكون قد أخرج رأس مال اعتقاله.. ووجد التفافا جماهيريا كبيرا نحو هذه الحركة وأهدافها، حتى أن الشهيد نفسه استطاع أن يحرك قلوب الجماهير ويحرك الآلاف في الوقت المناسب حتى تم اعتقاله آخر سني حياته، قبل استشهاده بثلاث سنوات، من قبل السلطة لأنهم ظنوا أن حماس ستشكل سلطة داخل سلطة.. الشهيد جمال منصور كان يذكرنا ويقول لنا دوماً إن بوصلة حركة "حماس" تتجه نحو الاحتلال الصهيوني فقط، واستطاعت "حماس" أن تغير المعادلة السياسية في المنطقة العربية جمعاء، وتغير البوصلة نحو الاحتلال..

* النساء شقائق الرجال، ما الدور الذي لعبته المرأة في الحركة الإسلامية، في تطورها وتقدمها وحمل رسالتها، والى أي مدى ترين نجاح المرأة في هذا الدور؟

- لا يقل دور المرأة في أي حال من الأحوال عن دور الرجل، فلولا ثبات المرأة ودعمها لزوجها، وصبرها على فراقه، وقيامها بواجبات الأسرة والأولاد وتربيتهم في غيابه، لما استطاع الرجل الاستمرار في عمله والقيام بدوره الجهادي. وقد كان دور للمرأة الفلسطينية في دعم المجاهدين، حتى استطاعت الوصول إلى أن تكون هي نفسها المجاهدة، فكانت المرأة الشهيدة، والأسيرة، وراعية الأيتام والمجاهدين، ولا ننسى دور المرأة الطبيبة والمعلمة وربة البيت.. في قيامها بواجبها في المكان والوقت المناسبين.

وقد استطاعت المرأة تأسيس جمعيات ومؤسسات خيرية واجتماعية وسياسية، لتقوم كل مؤسسة بالدور المطلوب منها في رعاية المجتمع وتقديم الخدمات لأسر الجرحى والمصابين والشهداء والمعتقلين، بالإضافة لدورها النقابي والطلابي في المدارس والجامعات. وأنا اعتبر أن عمل المرأة الفلسطينية ناجحاً بل وبتفوق أيضاً، وبشهادة الغرب، ففي الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006، كان لها الدور الأعظم، حتى أنهم قالوا "كنا نجد جيشاً أخضر من النساء في كل المناطق". فقد استطاعت المرأة حينها بحكمتها أن تدخل كل بيت وتصل إلى كل امرأة في المجتمع، فبفضل الله استطاعت المرأة أن توجد جيلاً ربانياً استشهادياً يقودنا نحو تحرير القدس بإذن الله.

* كنائب في المجلس التشريعي، كيف ترين دور المرأة في الحركة الإسلامية في العمل العام، وما هو النموذج الذي قدمته للمجتمع؟

- بفضل الله؛ استطاعت المرأة في الحركة الإسلامية أن تقوم بدور مميز، بخوضها في كل مجالات العمل العام حتى أنها أثبتت جدارتها في المجالس المحلية والبلديات، وخاضت التجربة البرلمانية، فكانت عضو المجلس المحلي والبلدي ونائبا في التشريعي والوزير، واستطاعت أن تقوم بكل الأدوار المطلوبة منها وضحّت إلى جانب الرجل، فاعتقلت وصبرت، ولكن عزيمتها ما انهارت ولا تزعزعت وبقيت صامدة كالجبال تحمل الرسالة وتؤدي الأمانة.

* إنجازات حماس ومدُّها الشعبي، يفوقان كثيرا عمرها الزمني، برأيك ما الذي رفع "حماس" إلى مصافِّ الكبار، وما مدى الالتفاف الجماهيري على مشروعها المقاوم؟

- أولاً: توفيق من الله سبحانه وتعالى، فهي مع الله والله معها، فقد اختارت (الإسلام هو الحل) فالتف الناس حولها.

ثانياً: ثقة الناس بالمنهج والبرنامج الذي رفعته، وهو منهج المقاومة لا المساومة مع محتل لا يعرف طريقاً إلى الرحمة ولا يعرف سوى لغة الحراب والقوة.

ثالثاً: نموذج القادة الذي قدمته الحركة، فهم من الشعب ومعه في أفراحهم وأتراحهم، يضحون هم وأبناؤهم بأنفسهم جنباً إلى جنب, فقادة الحركة ارتقوا شهداء ومنهم من اعتقل أيضاً.

رابعاً: نظافة يد أبناء حركة "حماس" في المال العام.

خامساً: أثبتت "حماس" أن بوصلتها فقط نحو الاحتلال وأنها صمام أمان للشعب الفلسطيني على ثوابته ومقدساته، دون تنازل، فها هي تصبر على الحصار والجوع والحرمان ومن ألم المعاناة خرّجت الأبطال وانتصرت في معارك عدة، وبفضل الله ما تنازلت ولا استسلمت.. ولا يتم ترويضها أو تركيعها وإذلالها.

* تعرضت حماس منذ انطلاقتها للكثير من الهزات الكبيرة، من الاحتلال، وللأسف من السلطة، إلى أي مدى ترين أن الحركة باتت محصنة من الانكسار والتقهقر، وإلى أين تسير الحركة الآن في الضفة مع الملاحقة الكبيرة التي يتعرض لها أفرادها وأنصارها؟

- حركة "حماس" الآن حركة عالمية، وليست حركة على مستوى الوطن الفلسطيني فحسب، فامتدادها, والالتفاف الشعبي والجماهيري نحوها, لا يمكن تغييره أو كسره أو حتى تجاهله، فقد باتت "حماس" رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه. وأرى أن (حماس) كالذهب كلما زاد طرقه كلما زاد عزاً، وقد عودتنا هذه الحركة على المفاجآت، فهي انطلقت من رحم المعاناة، وقد تعودنا من هذه الحركة على المفاجآت رغم التضييق والملاحقة.

ومنذ بدايات انطلاق (حماس) تعرضت -كما ذكرنا سلفاً- للاعتقالات والإبعاد والاستشهاد والإقصاء الوظيفي وتكميم الأفواه، ورغم ذلك عند أول امتحان في تجربة الانتخابات البرلمانية حصدت 60% من أصوات الشعب الفلسطيني. وبرأيي أن الملاحقة والتضييق على أفراد وأنصار حركة "حماس" من قبل الاحتلال والسلطة سيخرج جيلاً يتحدى الجميع ولا يعرف إلا لغة القوة، وكما تعلمنا في الفيزياء أن كثرة الضغط تولد الانفجار، وتعلمنا أن أصحاب الابتلاءات والمحن الصابرون هم الفائزون والمنتصرون والقادمون في النهاية.

* في الذكرى الـ (26) لانطلاقة حركة حماس، هل من رسالة تودين توجيهها إلى جميع محبي حركة حماس ومشروعها المقاوم في العالم؟

أقول لمحبي حركة "حماس" ومشروعها المقاوم، الحركة التي تحبونها هي حركة الحق والقوة والحرية، فمزيداً من الالتفاف حولها وحول برنامجها المقاوم، وكونوا على استعداد لتحمل تبعات هذا البرنامج واعلموا أن النصر صبر ساعة، واعلموا أنه لا يمكن زوال الاحتلال إلا بنشر ثقافة المقاومة في أنفسكم وبين أبنائكم.

وليكن كل واحد منكم على ثغرة من ثغور الإسلام، فلا يؤتين من قبله، فكل واحد منكم له دور في موقعه من الدعم المالي إلى النفسي والدعم الإعلامي إلى الاجتماعي والسياسي، ومن لم يستطع في كل ما سبق فعليه بالدعاء لهذه الحركة حتى تتحقق أهدافها في التحرير وفي دحر الاحتلال.