القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

هنية: وساطة مصرية لإتمام صفقة تبادل والاحتلال ليس جادًّا


"لن نسمح للاحتلال بضم الضفة الغربية"

الخميس، 14 أيار، 2020

قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس: إن وساطة مصرية بدأت في إجراء مفاوضات غير مباشرة لإنجاز صفقة تبادل أسرى بين حماس والاحتلال الإسرائيلي.

وأكد هنية، خلال لقاء بلا حدود، على قناة الجزيرة الفضائية، الليلة، أن كتائب القسام لديها جنود إسرائيليون منذ حرب 2014، والآن نحن في بداية التفاوض مع الاحتلال دون حصول أي اختراق.

وقال: "إذا تجاوب الاحتلال مع المطالب الفلسطينية للوصول لهذه الصفقة فكان بها، وإلا فالذي عندنا سيبقى عندنا، وإن لم نصل لصفقة فذراعنا طويل ويمكن أن تزيد الغلة والصندوق"، مشيراً إلى أن عدم حصول أي اختراق يرجع لعدم امتلاك الاحتلال الجدية في مفاوضات التبادل.

وأضاف: "لم يحصل الاختراق المطلوب في المفاوضات غير المباشرة بخصوص الأسرى؛ لأن الاحتلال يفتقر للجدية ويتعامل مع القضايا بقشورها، وإنجاز الصفقة معتمد على تجاوب الاحتلال مع مطالبنا".

وأردف بالقول: "الإفراج عن كل أسرى صفقة وفاء الأحرار هو شرط أساسي لإتمام هذه الصفقة، وفي حال أجرينا صفقة جديدة سنأخذ كل الضمانات لكي لا يكرر الاحتلال اعتقال من أُفرج عنهم".

وشدد على أن قضية الأسرى تحتل أعلى الأولويات لدى حماس وكل شعبنا، وتحريرهم واجب مقدس، والمقاومة لن تتوانى في أن تسلك أي طريق لتحريرهم.

ضم الضفة الغربية

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس": إننا لن نسمح مطلقًا بتمرير خطة الضم الإجرامية، وإن شعبنا الفلسطيني قادر على أن يجهض هذه المخططات.

وأكد هنية أن حركة حماس لديها خطة شاملة لمواجهة خطة الضم الإسرائيلية، تستند إلى ثلاثة مرتكزات.

وأوضح هنية أن المرتكزات الثلاثة؛ أولها توحيد الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه الإستراتيجية وخطة الضم والاستيطان، مؤكدًا أن شعبنا قادر على إجهاض أي خطة كانت إذا وحّدنا كل مكوناته.

وأشار إلى أن المرتكز الثاني هو إطلاق المقاومة الشاملة لمواجهة هذه الخطة الإجرامية التي تديرها الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن استمرار التنسيق الأمني جريمة.

وبيّن أن المرتكز الثالث هو بناء تكتل عربي إسلامي ليشكل دعمًا وإسنادًا للموقف الفلسطيني الموحد لإفشال صفقة القرن، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية إسلامية.

وتعقيبًا على عزم الاحتلال تنفيذ مخططات ضم أجزاء من الضفة الغربية، دعا هنية إلى إطلاق العنان للمقاومة الشاملة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة، مشيرًا إلى أن الضم خطوة خطيرة وغير عادية، ويجب أن يكون الرد غير عادي.

وأشار إلى أن حديث رئيس السلطة عن الانحلال من كل الاتفاقيات تأخر كثيرًا، وأن هناك قرارات سابقة، ولم يُطبق منها شيء.

وأكد هنية أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة استطاعت أن تحقق إنجازات وتحرر الأسرى، وتضع حدًّا لتغولات العدو الصهيوني.

وشدد على أن شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية، وفي أراضي الـ48، وفي الشتات قادرون على أن يكونوا جزءًا منخرطًا بالكامل في مسيرة التحرير والعودة.

ودعا هنية إلى مواجهة الخطر الكبير والتهديد الإستراتيجي للقضية الفلسطينية بخطة متكاملة، مشددًا على أن الخطوات المجتزأة لا تصلح.

ترتيب البيت الفلسطيني

ووجه هنية دعوة لرئيس السلطة محمود عباس لعقد الإطار القيادي المؤقت لبحث ثلاثة ملفات أساسية، وهي: إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس الاتفاقات السابقة، ومعالجة الوضع السياسي الناتج عن المفاوضات العبثية، والاتفاق على إستراتيجية وطنية شاملة ترتب المسار النضالي المقاوم.

وقال: لطالما نادى الجميع بضرورة إعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، وأن يجتمع المجلس الوطني الفلسطيني خارج الأراضي المحتلة.

وشدد على أن حماس تقدّس الوحدة الوطنية؛ وقدّمت من أجل ذلك الكثير من التنازلات والمرونة، من أجل إنهاء الانقسام.

وتعقيبًا على عدم مشاركة حركة حماس في الاجتماع المزمع عقده في رام الله السبت المقبل، قال هنية: لم نجد جدية حقيقية تترتب على الاجتماعات السابقة والذي كان آخرها اجتماع رام الله بُعيد إعلان صفقة القرن، لذلك أي دعوة تفتقر إلى الجدية، ولا تتبنى إستراتيجية وطنية، لن تجدي في هذا الوقت.

وتابع هنية: تعودنا على مثل هذه الاجتماعات بأنها بلا نتائج ولا إستراتيجيات، وتستخدم للتغطيات الإعلامية، وأعتقد أنها لا ترضي أبناء شعبنا.

وأضاف هنية: نحن مع أي اجتماع جدي وحقيقي يمكن أن يشكل فرصة للتوافق الوطني الفلسطيني لمواجهة هذه الأخطار التي تهدد القضية الفلسطينية.

صفقة التبادل

وحول صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، قال هنية: حتى الآن لم يحصل الاختراق المطلوب؛ لأن الاحتلال يفتقد إلى الجدية، ويتعامل بقشور الأمور.

وتابع: على الاحتلال أن يعلم أن الصفقة لها ثمن يجب أن يُطرح على الطاولة، مشددًا على أن الصفة لن تتم إلا إذا كانت مشرفة وترضي شعبنا.

وجدد التأكيد أن الإفراج عن كل أسرى صفقة وفاء الأحرار هو شرط أساسي لإتمام هذه الصفقة، وأن حركة حماس ستأخذ كل الضمانات لكي لا يكرر الاحتلال اعتقال من أُفرج عنهم.

وأردف هنية: نحن الآن في بداية التفاوض، وإذا تجاوب الاحتلال مع المطالب الفلسطينية للوصول لهذه الصفقة فكان بها، وإلا فالذي عندنا سيبقى عندنا، "وسنزيد الغلة".

وشدد على أن قضية الأسرى تحتل أعلى الأولويات لدى حركة حماس وتحريرهم واجب مقدس، مضيفاً: هذا عهد نقطعه على أنفسنا لأسرانا< ذراعنا طويلة ولن نسكت.

وقال هنية: إن جمهورية مصرية العربية هي التي تقود الجهود الأساسية في مفاوضات صفقة التبادل، مشيرًا إلى أن هناك بعض الاتصالات مع بعض الدول.

جائحة كورونا

وأكد هنية أن غزة نجحت من خلال جهود كبيرة بذلتها الجهات الحكومية بغزة، بمساهمة وإسناد من حركة حماس في أن تشكل حماية لأبناء شعبنا، مشيرًا إلى أن الحالات التي ظهرت كانت في الحجر الصحي.

وأضاف هنية أنه رغم هذا النجاح وهذه المواجهة الجدية لهذه الجائحة، إلا أن الخطر ما يزال قائمًا بسبب الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 14 عامًا، وهناك تهديد حقيقي وجدي لأبناء غزة.

وجدد هنية دعوة كل الأطراف الدولية والإقليمية لإنهاء الحصار الخانق والظالم الذي يتعرض له قطاع غزة عبر السنوات الماضية.

شعبنا متجذر بأرضه

وفي الذكرى الـ 72 لنكبة فلسطين، أكد هنية أن الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه، وأنه قادر على كتابة التاريخ وحماية الجغرافيا، وأنه شعب لا يكلّ ولا يملّ رغم كل هذا العدوان السافر.

وتوجه هنية بالتحية إلى أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، خاصًّا بالذكر أبطال قرية يعبد قضاء جنين، الذين أكدوا أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتخلى عن أرضه وقضيته.

وأكد أن حركة حماس دائمًا مع أي خطوة فلسطينية جادة وحقيقية لمواجهة المخططات الصهيونية.

"نتبنى سياسة الانفتاح على الجميع"

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن علاقة الحركة مع كل الدول العربية والإسلامية طيبة، "ونسعى دائما لتطويرها؛ لأننا نتبنى سياسة الانفتاح على الجميع، ولأن القضية تهم الجميع".

وأوضح أن العلاقة مع مصر مستقرة ومتطورة وإيجابية، ونرى في مصر دولة جوار كبرى، لأنها تشكل عمقًا عربيًّا إستراتيجيًّا، ونحن معنيون بتطوير هذه العلاقة، مضيفاً أن معبر رفح والمصالحة الفلسطينية، والعمق العربي كلها ملفات تديرها جمهورية مصر العربية، ونحن معنيون بتطوير هذه العلاقة.

وشدد هنية أن علاقة حماس مع جمهورية إيران الإسلامية منطلقة من أننا نريد علاقة طيبة مع كل الدول العربية والإسلامية، مبيّنًا أن إيران قدمت على مدار سنوات مساعدات مالية، وعسكرية، وتقنية، ونحن نتعامل مع الكل الدول على أساس ما تقدمه بما يفيد قضية فلسطين وقضية المقاومة.

وأوضح أن الكثير من الدول تقدم لفلسطين المساعدات المالية والإغاثية، مثل دولة قطر وتركيا وغيرهما.

وعبّر هنية عن رفض حركة حماس لأي لقاء تطبيعي بين أي مسؤول عربي مع أي مسؤول إسرائيلي، سواء كان مسؤولًا سودانيًّا أو غير سوداني.

ودعا هنية إلى وقف أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.

وشدد على أن التطبيع لا مكان له في واقعنا العربي الإسلامي، وأن الأصوات النشاز لا يمكن أن تعبر عن الوعي العربي، فالشعوب العربية مرتبطة بالقدس وفلسطين.

العلاقة مع السعودية

وقال هنية: إن علاقاتنا مع كل الدول العربية والإسلامية طيبة، وننظر إلى جميع الدول على أنها سند وداعم للقضية الفلسطينية، والمملكة العربية السعودية في هذا السياق وهذا الإطار.

وأوضح أنه هناك صفحة مؤلمة في العلاقة مع السعودية تمثلت باعتقال 62 ناشطًا، على رأسهم ممثل الحركة في المملكة.

وتابع: كلنا أمل في أن يسعى الإخوة في السعودية لطيّ هذه الصفحة؛ لأننا معنيون بعلاقة طيبة مع المملكة، ولا يصح أن يتم اعتقال أبناء وأشقاء الشعوب العربية والإسلامية في أي من الدول العربية.

ودعا هنية خادم الحرمين الشريفين إلى الإفراج عن الإخوة المعتقلين، ونحن على أعتاب عيد الفطر السعيد، مبيّنًا أن المحاكمات واللوائح الموجهة للمعتقلين في السعودية مؤسفة ومؤلمة، وغير متوقعة من أي قضاء عربي تجاه أي إنسان فلسطيني يعيش من أجل قضية الأمة.

وشدد على أن كل المعتقلين في السعودية كانت أنشطتهم خيرية، ولا يوجد لهم أي نشاط يمسّ أمن المملكة، مؤكداً أن حماس لا تتدخل في أي شأن من شؤون الدول العربية.

وعدّ هنية أمن الدول العربية، والمملكة العربية السعودية، جزءًا من أمننا القومي.

وحول مبادرة الحوثي للإفراج عن أسرى سعوديين مقابل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، قال هنية إننا رحبنا بمبادرة الحوثي، وعبرنا عن شكرنا له، مبيّنًا أنه لا يوجد هناك حراك جدي وحقيقي بُني على هذه المبادرة.

ونبه هنية إلى أن حماس حركة وطنية فلسطينية، وتعمل داخل أرض فلسطين، وبين أوساط شعبها، وإستراتيجية قائمة على مواجهة الاحتلال الصهيوني، مضيفًا أن حماس ليس لها أي ارتباط تنظيمي أو عضوي خارج فلسطين، ونحن علاقاتنا مع كل مكونات الأمة طيبة.

وتابع: نريد لكل شعوب الأمة أن تتوحد وتنهي خلافاتها، وأن يعود إليها الاستقرار، وأن تنتهي كل المعارك الطائفية والعرقية لأنها تنهك الجسم العربي، وتغري الاحتلال للاستمرار في ضرب قضية الأمة، ومحاولة الاستيلاء على المسجد الأقصى والقدس.

ودعا هنية شعوب أمتنا إلى إنهاء حالة التوتر والحروب، واستعادة وحدة الكلمة، لأن صفقة القرن ليست مقصورة على تصفية القضية الفلسطينية، بل لها مسار إقليمي بأن يتم السماح للكيان الصهيوني بأن يتسيّد المنطقة العربية بمساعدة أمريكية.

وشدد هنية على أن خطر صفقة القرن يمتد إلى البيت العربي، "ويجب أن نعيد ترتيب هذا البيت من أجل قطع يد هذا الخطر".

حركة ديمقراطية

وأكد أنه لا يوجد خلافات داخل حماس، مبينًا أن حركة حماس حركة كبيرة ممتدة في الداخل والخارج، وفيها طبقات قيادية وتكامل أجيال، وفيها نقاش وحرية رأي وديمقراطية عالية المستوى.

وأوضح هنية أن حركة حماس أكبر من أي فرد وأي قائد، ولها أعراف، وتزداد يومًا بعد يوم تمسكًا ووحدة داخلية، معبرًا عن افتخاره بأن حماس هي الحركة الفلسطينية الوحيدة التي تُجري انتخابات دورية.

ونبه هنية إلى أنه لم يُعرف عن حركة حماس منذ انطلاقتها حتى الآن أن يخرج أي أحد عن أي قرار تتخذه الحركة بمؤسساتها، وأن الجميع في الداخل والخارج يلتزم بهذه القرارات ويعمل بموجبها.

وترحّم هنية على رائد العمل الخيري عضو المكتب السياسي لحركة حماس أحمد الكرد أبو أسامة.

ووجه هنية التحية لأهلنا المرابطين في ساحات المسجد الأقصى المبارك، الذين يدافعون عن القدس والمسجد الأقصى في وجه العدوان الإسرائيلي.

المصدر: الجزيرة