القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

وزير الأوقاف الفلسطيني لـ"السفير": مشروع إغلاق الأقصى لن يمر

وزير الأوقاف الفلسطيني لـ"السفير": مشروع إغلاق الأقصى لن يمر


الثلاثاء، 04 تشرين الثاني، 2014

في ظل عملية التهويد المتواصلة التي تتعرض لها القدس، والاقتحامات المتوالية للمسجد الأقصى، نوجه السؤال إلى الجهات الرسمية: كيف يمكن منع ذلك؟ وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها فلسطينياً وعربياً وإسلامياً لوقف العدوان الاسرائيلي على القدس. وما هو تقييم الوضع الحالي في المدينة، وهل هناك إستراتيجية عربية أو فلسطينية للمواجهة؟

التقت «السفير» وزير الأوقاف الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس وأجرت معه الحوار التالي:

ما هي أبعاد قرار اغلاق المسجد الاقصى قبل أيام؟

إن إغلاق المسجد يكشف عن مؤامرة خبيثة تريد "إسرائيل" من خلالها تقسيمه مكانياً كما حصل في الحرم الإبراهيمي. وهي من خلال تلك الخطوة تمكنت من جس نبض العالم العربي والإسلامي، تمهيداً لخطوة أخطر، أراها قريبة، تهدد المسجد بأكمله. أظن أن "إسرائيل" تريد خلط الأوراق. بالنسبة إلينا، نحن الفلسطينيين سنواجه هذا المخطط بكل ما أوتينا من قوة، ولكن يداً واحدة لا تصفق ولا بد من مساندة عربية وإسلامية فورية، حتى لا يأتي يوم نقول فيه: كان هنا مسجد أقصى.

كيف يمكن إنقاذ الأقصى إذاً؟

برأينا هناك ثلاثة أمور يجب فعلها حتى نتمكن من حماية المسجد الاقصى من المخططات الاسرائيلية، وكذلك حماية مدينة القدس، مهد الديانات والتي تتحول يوما بعد يوم إلى شكل «يهودي» ونحن نتفرج.

أولاً، علينا أن نكثف من التواجد الفلسطيني داخل باحات المسجد، من خلال المرابطة، خصوصا من اهالي القدس، واهلنا في أراضي العام 1948 الذين يمكنهم الوصول إلى هناك بسهولة وسرعة، فهم خط الدفاع الاول، ورباطهم وشجاعتهم لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي هي التي تنقل الصورة أولا بأول للعالم وتمنع "إسرائيل" من مساعيها الخبيثة.

ثانياً، علينا نحن في الضفة الغربية، كجمهور فلسطيني، التحرك من أجل مساندة القدس، عبر المؤتمرات والمسيرات، والتحرك بكل الوسائل، كي نقف مع أهلنا في القدس، ونحمي مقدساتنا. ولا بد أن يتزامن هذا الامر، وهو يحصل عملياً، مع الحراك السياسي الذي تقوم به القيادة السياسية، من خلال الاتصالات مع المجتمع الدولي للتدخل ومنع المخططات الاسرائيلية في القدس.

أما الخطوة الثالثة، فتتم من خلال الدعم المادي والمعنوي للقدس والمقدسيين، وذلك عبر شد الرحال إلى المسجد الاقصى وزيارة المدينة، ومن خلال دعم المشاريع التنموية والاقتصادية في المدينة. إن زيارة المدينة ولقاء أهلها من قبل الأشقاء العرب يرفعان أولاً من معنوياتهم، ويؤديان إلى تقوية الاقتصاد في البلدة المحاصرة، وهذا برأينا واجب.

ماذا سيحصل لو أغلقت "إسرائيل" المسجد مرة أخرى، ولفترة أطول؟

إذا لاحظتم فإن "إسرائيل" أغلقت المسجد لساعات فقط، وهي تعرضت لضغوط من أجل فتحه. كان لإسرائيل تجربة مع الفلسطينيين في السابق، حين حاولت اقتحام المسجد وقدم الفلسطينيون الشهداء لحمايته. بتقديري هذا الأمر لن يمر، ستندلع انتفاضة لا شك. شرارة الحرب الدينية تشعلها "إسرائيل" في حال سولت لها نفسها تقسيم المسجد الاقصى، مكانياً وزمانياً.

هل من تقديرات لحجم المساعدات المطلوبة للقدس وشكلها؟

نحن نتحدث عن حاجة المدينة لأكثر من أربعة مليارات دولار من أجل مساندة أهلها، تصرف أولاً على دعم صمودهم في منازلهم المهترئة، ومحاولات تشريدهم منها، وتمكينهم من شراء الأرض والرخص والوحدات السكنية، ومن ثم لتطوير البنية التحتية والاقتصادية فيها، وكذلك لدعمهم في مواجهة "إسرائيل" التي تفرض عليهم الضرائب، والغرامات لترحيلهم عن المدينة.

ما أشد المخاطر التي تهدد المدينة؟

أظن أن محاولات "إسرائيل" اقتلاع سكانها هو الأمر الأخطر. فهي تريد أن تفقد المدينة هويتها العربية عبر تهجير أهلها، وتفرض الحصار عليهم وعليها، وتستخدم التزوير كوسيلة للاستيلاء على أرضها وعقارات أهلها، وتزوير تاريخها، وتراثها. أرى أن علينا الوقوف مع أهلها ومنع مساعي "إسرائيل" المتواصلة لاعتقالهم وقتلهم وإبعادهم، وجعل حياتهم اقتصادياً ومالياً صعبة ومعقدة.

كيف تقيمون التضامن العربي والإسلامي؟

لا نريد التقليل من أهمية الدور الأردني، بحكم الوصاية على المقدسات، ومواقف الأردن كانت دوماً داعمة للقدس والفلسطينيين، لكن وبشكل عام، يمكن القول إنه لا يوجد أي حراك عربي أو إسلامي حقيقي لدعم القدس باستثناء الدور الأردني. المطلوب هو دور أكثر قوة للضغط على "إسرائيل" ومنع مشاريعها الخبيثة تجاه القدس.

ما هي الإستراتيجية الفلسطينية لمحاربة مشاريع "إسرائيل" في الاقصى؟

المرابطة في القدس، والتحرك السياسي من أجل منع اليهود من سرقتها وهدم أقصاها.

المصدر: السفير