القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

ياسر علي لـ«لاجئ نت»: غسان كنفافي أديب فريد من نوعه لن يتكرر في المسيرة النضالية الفلسطينية


بيروت، خاص - لاجئ نت|| السبت، 08 تموز، 2023

يصادف اليوم السبت الذكرى الواحدة والخمسين لاستشهاد الأديب غسان كنفاني، حيث اغتيل في العاصمة اللبنانية بيروت بعد أن انفجرت عبوة ناسفة صباح السبت في الثامن من تموز عام 1972 وضعت في سيارته تحت منزله، ما أدي إلي استشهاده مع ابنة شقيقته لميس حسين نجم ابنة الـ17 عاماً.

ولد كنفاني في مدينة عكا بفلسطين في التاسع من نيسان عام 1936، هُجِّرت عائلته إلى لبنان عام 1948 ثم إلى مخيمات سوريا وهو في الثانية عشرة من عمره. التحق بجامعة دمشق (قسم الآداب)، ودرس سنتين قبل أن يجري فصله من الجامعة لأسبابٍ سياسية، غادر بعدها إلى الكويت للعمل مُدرساً، وأقام فيها سنوات عدة.

عاد بعدها إلى بيروت للعمل الصحافي والنشاط السياسي والثقافي في إطار "حركة القوميين العرب” وكان كنفاني الشاب كاتباً وصحافياً ومناضلاً من طراز ثوري خاص.

تولّى إدارة وتحرير صُحف عربيّة يوميّة في سنّ باكرة، وبقي حاضراً وفاعلاً في المشهد الثقافي العربي، ويَعتبره القُراء والنُّقاد العرب أحد أهم الأصوات والرموز الثورية والثقافيّة التي استطاعت التعبير عن واقع القضيّة الفلسطينيّة ونقل مُعاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم عبر لغته النقدية الواضحة وأسلوبه البسيط والعميق.

وفي السياق يقول الكاتب ومدير مؤسسة "العودة" الفلسطينية ياسر علي لشبكة "لاجئ نت" أن كنفاني أديب فريد من نوعه لن يتكرر في المسيرة النضالية الفلسطينية.

وقال "علي" في حوار أجرته شبكة "لاجئ نت" حول المسيرة النضالية للأديب الفلسطيني غسان كنفاني، بأن كنفاني ولد عام 1936 في مدينة عكا واغتيل عام 1972 عن عمر 36 سنة، من ينظر الى عمره وكثافة ما انتج وكتب في هذه الفترة من حياته فإنه كتب الكثير الكثير الذي لم يكن بالمستطاع أن يجار، وبالتالي كان غسان كنفاني الذي بدأ عاملاً في مطبعة ثم موزعاً للصحف ثم استاذأ مدرسياً، ثم عمل في مطعم لكي يحصل دراسته وكلفة الدراسة، ثم هاجر الى الكويت وعمل هناك مدرساً و حاز على الاجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق، وكان موضوع رسالته وبحثه الجامعي عن العرق والدين في الأدب الصهيوني.

وأضاف علي، بأن الأديب كنفاني تابع عمله وسار في مسار العمل الصحفي، وأول ما بدأ به التوجه الى الشباب الفلسطيني، والتحق بحركة القوميين العرب ومن هناك انتقل الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفي الخمسينيات والستينيات عمل في مجلة الرأي في مدينة دمشق، ومنها أصدر نشرة الثأر والتي كان شعارها وحدة تحرر ثأر، وهدفها العودة الى فلسطين.

من خلال هذه المجلة والنشرات التي لحقتها لاحقاً استطاع ان يشكل تياراً ثقافياً و ان يعمل في أكثر من مجال.

وأكد علي بأن كنفاني، كان منظومة متكاملة في العمل الصحفي، على سبيل المثال كان يدرس وايضاً كان يحاضر في القضايا القومية والفلسطينية، و يكتب للمجلة ويدقق الطبعات ويصحح اللغة، ويشرف على مسابقات النادي الثقافي الفلسطيني والقومي الأدبية، ويجمع القصص الفائزة في كتب، كما في مجموعة القميص المسروق التي كتب فيها قصة واحدة.

وعندما ذهب الى الكويت عمل أيضاً في أكثر من مجال واستطاع أن يكون في طليعة الذين ذهبوا الى الكويت واستطاعوا ان يجسدوا مرارة اللجوء وان يكتب كل شيء عن اللجوء الفلسطيني.

وحول الأسباب التي دفعت العدو الصهيوني الى اغتيال كنفاني قال علي بأن كنفاني كان مثقفاً جسد شخصية المثقف العضوي الذي هو قائد ثوري، أديب لامع، ناشطاً على الأرض وصاحب حراك ثقافي سياسي، حتى أنه اتهم يوماً انه عنده نشاط عسكري.

وعندما جاء الى لبنان لاحقاً بعد الكويت عمل على اكتشاف المواهب الفلسطينية ونماها وطورها واطلقها كما حدث في المجموعة التي انشأها في الكويت وقبل أن يذهب الى الكويت هو الذي اكتشف ناجي العلي في احدى زياراته الى مخيم عين الحلوة، وكما ذكرت انه يدقق الطبعات وحتى انه كان يرسم غلاف المجلة أحياناً، فقد كان فناناً في الرسم.

ويعود سبب الاغتيال الأساسي انه لم يكن فقط كاتباً منعزلاً على طاولته وفي بيته بل كان ناشطاً على الأرض، حتى بلغ به الأمر أن أصبح عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأصبح الناطق الرسمي باسمها وله العديد من المقابلات في اللغة العربية والإنكليزية يناقش فيها بالشأن الفلسطيني.

وإذا أردنا الحديث عن ثقافته، فإن كنفاني كان مثقفاً شمولياً ولم يكن فقط مثقفاً على الهامش، وكتب في معظم أنواع الأدب، فكتب في الرواية والقصة القصيرة والمقال الصحفي ومقالات الرأي والأبحاث، ووصل به الأمر إلى كتابة المسرحيات وغير ذلك.

أشار "علي" بأن كنفاني استطاع أن يكون الرجل الأول إعلامياً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وترأس أكثر من مجلة وجريدة لبنانية بالرغم من أنه فلسطيني جاء من دمشق.

وأضاف علي، بأن كنفاني أول من كتب عن أدب المقاومة في فلسطين المحتلة من خارج فلسطين كان غسان كنفاني، صحيح سبقه في الداخل حنا أبو حنة، ولكن من خارج فلسطين كان غسان كنفاني عنده كتاب أدب المقاومة في فلسطين المحتلة كتبه عام 1966،وله أيضا كتاب الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال،ويعود اليه الفضل في اكتشاف المجموعة الثقافية التي كانت موجودة تحت الاحتلال والتي كان فيها محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زيات وراشد حسين وسالم جبران وحنا أبو حنة الذين لم يتجاوز نشاطهم في ذلك الوقت خارج فلسطين، مع أنهم كانوا معروفين في الداخل والخارج.

وبالتالي نستطيع القول ان كنفاني كان اديباً فلسطينياً عربياً قومياً أممياً، وبعد اغتياله اصبح رمزاً من رموز الاشتراكية العالمية وأصبحت أقواله تنقل في اقتباسات كاقتباسات وكتابات الأدباء العالميين والمناضلين العالمين كجيفارا وغيره.

واصبح كنفاني يرمز الى العنفوان الفلسطيني والى الثقافة الفلسطينية ودور المثقف العضوي في قيادة الثورة الفلسطينية.