القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أن تطلق الأونروا نداء الاستغاثة متأخرة خيراً من أن لا تطلقه أبداً


 محمد الشولي *

خاص/ لاجئ نت

منذ بداية الأزمة الاقتصادية الأخيرة في لبنان، وتعاطي وكالة الأونروا اللامبالي مع الأزمة ومعاناة اللاجئين من فقر وبطالة لم يسبق لها مثيل وسط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.. وكثيراً ما ارتفعت الأصوات هنا وهناك في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان تطالب الأونروا كمؤسسة دولية معنية بشؤونهم بتحمل مسؤولياتها لتوفير التمويل الطارئ والتعاطي الإيجابي مع الازمة الخانقة..

لكن الذي جرى أن لسان حال جميع مسؤولي الأونروا من مفوض عام بالوكالة وصولاً إلى المدير العام للاونروا في لبنان كلاوديو كوردوني بأن الوكالة تعاني من أزمة مالية ونقص في التمويل يقدر بـ 80 مليون دولار أمريكي في موازنتها العامة مام يجعلها عاجزة عن تقديم أي مساعدة طارئة للاجئين.

لقد طالبت الفاعليات الفلسطينية في لبنان المفوض العام للأونروا بالوكالة السيد كريستان ساوندرز خلال زيارته بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان بداية شهر شباط 2020 الماضي بضرورة إطلاق نداء استغاثة لجلب التمويل الطارئ لمواجهة الازمة الاقتصادية، وانتهى شهر شباط والنصف الأول من آذار واللاجئون الفلسطينيون ينتظرون وعوداً عرقوبية بأن هناك مساعدات مرتقبة. والحقيقة أن هذه الوعود مجرد وعود تخديرية للعائلات المعوزة، فلا فئات العسر الشديد تم تعديل ما يتم تقديمه لها من قروش فقدت قدرتها الشرائية بسبب تدهور قيمة العملة المحلية مقابل الدولار والأزمة تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.

إن اطلاق الأونروا لنداء الاستغاثة الطارئ للدول المانحة في هذه الأيام والذي يقدر ب 14 مليون دولار والذي نأمل أن يلقى آذاناً صاغية في ظل انشغال معظم دول العالم بأزمة فيروس كورونا المستجد.. فهل سيكون للأونروا نصيب من هذا الاهتمام؟

إن اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وفي ظل الازمة الاقتصادية الخانقة ومستجدات ازمة فيروس الكورونا هم أكثر الفئات المهمشة في العالم، فمخيماتهم تفتقر إلى أدنى سبل الحماية والوقاية بسبب كثافة السكان المرتفعة وافتقارها إلى المرافق الصحية تجعلها أرضاً خصبة لانتشار أي وباء في ظل الإجراءات الوقائية المتواضعة التي اتخذتها الأونروا في هذا المجال.

ان مخاطر هذا الفيروس يتطلب إجراءات أكثر جدية من حيث إزالة النفايات بشكل يومي وتعقيم وتنظيف سيارات نقل النفايات التي تدخل وتخرج الى المخيمات بشكل دائم، فضلاً عن رش مواد التعقيم في جميع الشوارع والأزقة والمرافق العامة هي اجراءات ضرورية وطارئة، لكن المفاجأة الصادمة وفي ظل هذه الظروف الخطيرة يطالعنا قسم الإعلام بالأونروا بتعميم على اللاجئين الفلسطينين في لبنان يطالبهم فيها بالقيام بمجموعة من الخطوات للتعامل الصحيح مع النفايات التي سيتم إبقاؤها داخل المخيمات بسبب اجراءات منع إخراجها خارج المخيمات من مكبات تجميع وفرز النفايات في المناطق اللبنانية المجاورة.

لقد بات اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ينامون ويصحون على أصوات ناعقة تطالب بإقفال المخيمات عليهم وعزلهم وكأنهم وباء متنقل وكأنهم ليسوا من فصيل بني البشر.

إن هذا الواقع الأليم للاجئين الفلسطينيين في لبنان يستدعي مضاعفة الجهود الدولية من الأونروا لجلب التمويل الطارئ والتعامل مع الأزمات المتلاحقة كما تستدعى مضاعفة الجهود المحلية من المدير العام للاونروا في لبنان تجاه الحكومة اللبنانية لوقف الاصوات النشاز تجاه اللاجئين الفلسطينين ومطالبتها بضرورة شمول المخيمات الفلسطينية في لبنان مع خطة التعبئة العامة التي أطلقتها الحكومة اللبنانية مؤخرا للتعاطي مع فيروس كورونا وتسهيل نقل النفايات الى خارج المخيمات دون تعقيدات لحمايتها من الاوبئة والامراض الطارئة.

* مسؤول العلاقات العامة والإعلام لمؤسسة شاهد لحقوق الإنسان