القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أنقذوا مفيد مشعل ورفاقه


أحمد الحاج علي

الدعوات لإنقاذ المعتقلين الفلسطينيين في السجون الأميركية، بعد تفشي وباء كورونا، ومن بينهم مفيد مشعل، ليس فيها مبالغة، بل هي تعكس الواقع المعاش في هذه السجون، والخوف من أن يكون مصير هؤلاء المعتقلين كمصير غيرهم من السجناء الآخرين في سجون الولايات المتحدة، فقبل شهرين فقط أُعلن عن إصابة 13436 معتقلاً أميركياً بفيروس كورونا. وكلهم لا يحظون بالرعاية الصحية اللازمة، ومفيد مشعل واحد من هؤلاء الذين أصيبوا بهذا الفيروس مؤخراً.

وقد عبرت الأمم المتحدة مراراً عن القلق البالغ إزاء التكدس وقلة الرعاية الصحية بالسجون الأميركية، وتفشي فيروس كورونا. وقد كان عدد المصابين، والمتوفين في هذه السجون لافتاً بالفعل، فمثلاً شهد سجن في ماريون بولاية أوهايو أعلى حصيلة إصابات بين المؤسسات الأميركية الأكثر تضرراً جراء الوباء، بما في ذلك دور المسنين، حيث كشفت فحوص إصابة 80% من المعتقلين فيه البالغ عددهم نحو 2500، وموظفيه البالغ عددهم 175، بفيروس كورونا المستجد.

لذلك كانت الدعوات لإنقاذ مشعل ورفاقه المعتقلين مشبّعة بهذه العاطفة، وهذه الحماسة. هؤلاء ممّن تم اعتقالهم في الولايات المتحدة عام 2008 بتهمة دعم المقاومة الفلسطينية، يستحقون أن يقف كل العرب والمسلمين والأحرار معهم، على الأقل كتعبير عن الوفاء لمن قدّم كل تلك التضحيات.

فهم قد أداروا "مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية" واتهمتهم السلطات الأميركية بتحويل 57 مليون دولار للمقاومة الفلسطينية. أي أن أعمالهم الإغاثية كانت واسعة جدا. ورغم تقديمهم للمحاكمة، إلاّ أن المحكمة الأميركية برّأتهم من التهم الموجّهة إليهم بعد شهرين من جلسات الاستماع.

لكن، ولأن القضية سياسية بامتياز، ويُقصد من خلالها قطع أي دعم عن الشعب الفلسطيني، عادت الحكومة الأميركية وقررت إعادة فتح القضية، بعدما تغير قاضي المحكمة وهيئة المحلفين، لكن هذه المرة، استعانت بـ "أدلّة" جديدة أمدّهم بها الكيان الصهيوني، ليُحكم على خمسة منهم بالسجن بمدد تتراوح بين 15 و 65 عاماً.

إن مشعل مصاب بأمراض عديدة تجعل خطر الفيروس عليه مضاعفاً، لذلك يجب التحرك بسرعة، ورفع الصوت مع المؤسسات الدولية والحقوقية المطالبة بإطلاق سراح مشعل ورفاقه من السجون الأميركية.