القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

جيـن المقدسـي وذكريـات الطفولـة فـي فلسـطين

جيـن المقدسـي وذكريـات الطفولـة فـي فلسـطين

زينة برجاوي - السفير

الكاتبة الفلسطينية جين سعيد المقدسي، ابنة القدس المحتلة وشقيقة المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، روت فلسطين مساء أمس الأول. روت ذكرياتها فيها، ومنها قرأت الأمل بالغد.

فقد اختارت المقدسي التحدث عن ذكريات الطفولة التي قضتها في فلسطين، خلال اللقاء الذي دعت اليه مكتبة «سفينة نوح»، لأن «الذكريات هي ما يربطها بفلسطين المحتلة ومن دون ذكريات لا توجد فلسطين».

حمل اللقاء عنوان «قراءات حول فلسطين: في الذاكرة والأمل»، وحضره عدد من صديقات المكتبة اللواتي عدن مع المقدسي في الزمان الى العام 1938، أي قبل عشرة أعوام على نكبة فلسطين وتهجير الآلاف من أبنائها. وجاء اللقاء ضمن النشاطات التي أقامتها المكتبة في إطار فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2010، إلا أن اللقاء مع المقدسي جاء متأخراً، بسبب وجودها خارج لبنان.

واستهلت المقدسي قراءاتها بالمذكرات التي كتبتها والدتها هيلدا حين كانت تعيش في لبنان خلال الحرب الأهلية. وترى المقدسي أنه من المهم جداً التحدث عن «ذكريات طفولة الفتيات في الوطن العربي، في ظل وجود آلاف الكتب عن فلسطين وعشرات آلاف الكتب عن المرأة العربية». وحكت ذكريات والدتها التي كانت تعيش في مدينة الناصرة، وعدّدت بعضاً من التقاليد والعادات كصنع المعمول والكعك خلال الأعياد، بالإضافة إلى الاحتفالات التي كانت تدوم أياماً عند وضع المرأة الحامل لمولود ذكر.

وتلت المقدسي بعضاً من ذكرياتها الخاصة حين كانت طفلة في القدس المحتلة، وتذهب الى مدرسة «القديس يوسف للإناث» برفقة شقيقتها روزي. تعيش المقدسي اللحظة وهي تتذكر رائحة منزل العائلة الكبير في القدس، وتستحضر من مخيلتها مشهد الأزهار بأنواعها المختلفة التي كانت تلتقطها من الحديقة الكبيرة التي تقع أمام المنزل.

وتحدثت خلال اللقاء عن مناوبتها مع إخوتها على مرافقة الوالد في رحلاته إلى حيفا كل أسبوع، «حيث كنا نتناول الليموناضة الطازجة، ونشتري أغراضاً جديدة». ومن حيفا انتقلت المقدسي الى رحلة العائلة الى صفد وجلسة «الدندنة على العود، وتناول الكبة النية وشرب العرق».

كما اختارت المقدسي تلاوة مذكرات من كتاب الكاتبة الفلسطينية سيرين الحسيني «ذكريات من القدس»، التي تولّت تحريره. ولفتت الى أن «الكتابات الأكاديمية والتوثيقية لحياة الفلسطينيين قبل النكبة كانت تطرح الماضي مجرداً، وتغيب عنها أصوات وروائح وصور وملابس ومشاهد منزلية وحدائق وأغنيات، كتلك التي يحفل بها كتاب سيرين».

ولم يخلُ الحديث عن الذكريات من الإشارة الى كتاب الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني «عائد الى حيفا».

وخلصت المقدسي في نهاية اللقاء الى طرح سؤال: «هل يمكن العودة يوماً الى ذكريات الطفولة الجميلة والبريئة، من دون المرور بالأحداث الأليمة التي أصابت فلسطين خلال عقود طويلة من الزمن ... فإذا كنّا لا نستطيع استرجاع ماضينا، لا يمكن لنا التفكير بالمستقبل».

واختتمت اللقاء بالتأكيد على رفضها لمبدأ وجود دولتين في فلسطين المحتلة، مشدّدة على أهمية مقاطعة منتجات الشركات التي تدعم «إسرائيل».