القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

رأي سياسي (2).. هل سيتم تمديد الهدنة في غزة ؟؟


رافت مرة/ كاتب فلسطيني

يترقب العالم باهتمام شديد مصير الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، التي بدأت صباح الجمعة 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد عدوان اسرائيلي إجرامي اعقب عملية (طوفان الأقصى) المجيدة.

هدنة يوم الجمعة أتت بعدما استنزف الاحتلال الإسرائيلي كل وسائل القتل والتدمير، واستهلك كامل المدد التي منحته اياها الإدارة الأمريكية، وادى ذلك إلى تدمير واسع واستشهاد وجرح قرابة 40 الف انسان فلسطيني.

لكن فشل الاحتلال في تحقيق اي هدف من الأهداف التي حددها، وفشله في تحقيق اي نصر سياسي او عسكري، والأداء القوي لكتائب القسام وقوى المقاومة، والصمود الفلسطيني، والرفض العالمي للإرهاب الصهيوني، واتساع التأييد الانساني للشعب الفلسطيني، والوضع الإسرائيلي الداخلي المعقد، والوضع الإنساني الصعب في غزة، ووضوح اساليب القتل والابادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال، كل ذلك دفع القوى المعنية لاتخاذ قرار بالهدنة.

الهدنة كانت ناجحة، بشهادة مختلف الأطراف، فقد نجحت عملية تبادل الاسرى والمحتجزين، كما نجحت عملية إدخال المواد الاغاثية والطبية.

لكن صباح الثلاثاء 28 تشرين الثاني/ نوفمبر تنتهي الهدنة، فما هي السيناريوهات المتوقعة ؟؟

تبذل عدة جهات دولية معنية جهودا كبيرة لتمديد الهدنة، بهدف وقف الحرب، واتاحة المجال لاستكمال تبادل الأسرى، والاستمرار في إغاثة غزة، وخشية من توسع الحرب، واقتناع عدة جهات دولية باستحالة تحقيق نصر، وتأكيد عدة جهات دولية على حتمية الحل السياسي، وعدم تحمل معظم دول العالم اسلوب استهداف المدنيين الفلسطينيين الذي هز العالم، واتساع دائرة التأييد للفلسطينيين وتراجع التأييد للاحتلال.

لكن هناك عدة عوامل قد تمنع تمديد الهدنة أهمها: رغبة حكومة الاحتلال والجيش الإسرائيلي في العودة للحرب، ومحاولة نتنياهو الحصول على نصر سياسي او عسكري، وعلاقة نتنياهو بحلفائه في الحكومة، ومحاولة الاحتلال استكمال عملية التدمير والقتل في غزة، وترحيل الأهالي من شمال غزة، ومحاولة بقاء الاحتلال في المناطق التي وصل إليها داخل غزة كي يفرض واقعا جديدا على حلفائه وخصومه، ومحاولة نتنياهو الهروب للأمام من اي محاولة للملاحقة.

المواقف الدولية التي صدرت بعد الهدنة كانت مرحبة جدا بالاعلان عنها، واليوم صدرت عدة مواقف من جهات دولية كثيرة ومتابعة تدعو إلى تمديد الهدنة.

لا شك ان الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال في مأزق صعب، لأن تمديد الهدنة يعني الفشل النهائي لكل اهداف الاحتلال، و تكرار الهدنة سوف يصعب العودة عنها لاحقا .

هذا يعني ان وقف العدوان سيفتح الباب أمام تجفيف محاولات نتنياهو وجيشه لاستكمال العدوان، وسوف تظهر أصوات اسرائيلية كثيرة تتهم نتنياهو انه أعطى حماس والقسام فرصة لإعادة بناء القوات والاستعداد لمرحلة جديدة.

لكن : العالم تعب من العدوان الإسرائيلي على غزة، والمعارضة للاحتلال تتسع، والدور الامريكي مؤثر جدا في تقييد مساعي نتنياهو للعودة للعنف.

لا شك ان الساعات القادمة ستكون صعبة، لكن صوت تمديد الهدنة يبدو أنه أعلى من مغامرات نتنياهو، وانزال نتنياهو عن الشجرة يحتاج التعامل التدريجي..