القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

محمد رشيد عبد الغني: سقط من أهالي السميرية 12 شهيداً أثناء الخروج عنها عام 48

محمد رشيد عبد الغني: سقط من أهالي السميرية 12 شهيداً أثناء الخروج عنها عام 48

آلاء قدورة ودينا آغا

"يحد قرية السميرية: المزرعة، الكابري، عمقا، كفر ياسيف، أبو سنان، وبعض العائلات التي كانت تسكن أرض السميرية هي عبد الغني، ويوسف، الصياح، ودعبس، علما أن هذه العائلات لم تكن مسيحية، وكان في البلدة طريق عام يمر في نصف البلد يصل من القدس إلى الناقورة، حيث المسجد يقع على جانب من جوانب الطريق العام والذي كانت مساحته تستوعب معظم أهالي السميرية، وكان شيخها "شحادة عبد العزيز" والذي قدم من خارج البلدة ولكنه تملك في السميرية وسجلت نفوسه على أنه من سكان البلدة".

كانت هذه مقدمة محمد رشيد عبد الغني في بداية حديثه معنا عن قريته السميرية، أثناء زيارتنا له في منزله في عين الحلوة في 21/7/2011.. والحاج محمد هو من مواليد قرية السميرية عام 1932، وقد تابع حديثه:

"كان لكل عائلة بئر ارتوازي خاص بها، وكذلك كان لكل عائلة تقريباً مضافة خاصة بها، وعمي حمادة كان صاحب ديوان آل عبد الغني كان سكان البلد يجتمعون عند المختار وهو حمادة عبد الغني.

وبالنسبة إلى التعليم في البلدة، لم تتوفر مدرسة إلا مدرسة حكومية وذلك سنة 1947 حيث كان يستأجر شيخ من بلدة أم الفرج، ويعطي دروساً كأنها دروس خاصة، ومن أراد متابعة دراسته أكملها في عكا.

وكانت مراكزنا الطبية إما في عكا أو حيفا، حيث الطب العربي التقليدي هو ما كان متداولاً بين أهالي البلد.

وبالنسبة إلى الثروة المائية، كان لكل بستان موتور خاص لصاحبه، وكانت هذه المياه للشرب ولكل الاستعمالات، إضافة إلى مجرى ماء من "الكابري" إلى عكا تسمى بقناة الباشا".

وبخلاف الحال عن البلدات الأخرى فقد توفرت في البلدة، كما يذكر محمد رشيد عبد الغني، أجهزة الراديو بأعداد كثيرة تذاع فيها الأخبار وما إلى ذلك.

وقد السميرية عرفت بزراعتها للقمح والحمضيات على جميع أنواعها والخيار وكل أنواع الخضار. وكان مختار القرية هو "حلال المشاكل في البلدة وجاهتها، وعلى آخر الوقت زاد الانكليز مخفر ومحطة عسكرية في البلدة حيث استأجروا بيتاً واستقروا فيه".

.. "وكان في البلدة ساحة خاصة للأفراح وكانت الأهالي من جميع القرى المجاورة تحضر في الأعراس، حيث الذبائح وطبخ الأرز لإطعام المعازيم وبالنسبة إلى الحدّا والمنشدين فكانوا يأتون بهم من خارج البلد وخاصةً من الدير.

وطبعا كان في البلدة حلاق والذي كان شيخ البلد وكان له دكان خاص لتأدية عمله، إضافة إلى وجود عدة نجارين، ولم يكن عندنا خياطين".

وعندما سألنه عن التهجير من السميرية عام 1948 بدأ بـادرنا بالقول :

"ياريت هديك الأيام متنا ولا طلعنا وجينا على البلاد هاي"، وبرأيه الذي تماثل مع الكثيرين، فإن إخراج الفلسطينيين كان مؤامرة عربية، لأن العرب " فتحوا أبوابهم على أساس منطلع شي 15 يوم أو شهر ومنرجع".. " في 14 أيار كان سكان البلدة نيام حتى أنهم مالبثوا أن سمعوا أن اليهود أصبحوا جيرانهم، فسرعان ما حملوا بعضاً من أغراضهم وخرجوا مع عائلاتهم إلا أنهم صادفوا في طريقهم جيش"لابسين حطّات ومعهم سيارات" حيث أن النازحين اعتقدوا أنهم جيش عربي ولكنهم كانوا يرشون كل من يلاقوه في دربهم، وقد استشهد حوالي 12 شهيد منهم "محمد على شناعة"، "سعيد الخطيب"، "أحمد ليموني"، "محمد خليل دعبس"، و"صالح يوسف".

رجال البلدة وشبابها لم يغادروا البلدة حتى دخول اليهود كليا، بعد ذلك كانت محطتهم في عمقا حيث مكثوا في بيوت لمدة يومين ثلاثة، واتجه بعضهم إلى يركا وأخرون إلى دير القاسي حتى وصلوا إلى لبنان، حيث مكثوا في مخيم البص حتى قام الصليب الأحمر بإنشاء ما يسمى حاليا بمخيم عين الحلوة، وكانت كل مصاريفهم من أموالهم الخاصة"..

أما الحاج محمد عبد الغني فقد تزوج في لبنان سنة 1953 واستقرت حياته فيه طيلة سنوات الغربة عن السميرية، وقد اختتم الحاج محمد حديثه بعبارات تحمل مخنوناً من الألم والحسرة: "شو بدي احكيلك لأحكيلك، مضّيناها من بلد لبلد هلكنا.. الله يجازي العرب،لأن العرب خاينين ولكننا نؤمن بقول الله تعالى: "وما ربك بغافل عما يعملون الظالمون".

المصدر: موقع هوية