القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مقبرة عين الحلوة تضيق بالموتى

مقبرة عين الحلوة تضيق بالموتى

محمد دهشة - البلد:

حتى في موتهم يبقون لاجئين ومشردين معا باحثين عن الاستقرار.. بعدما امتلأت المقابر بالاموات ولم تعد هناك قبورا تتسع لجثامنيهم بعد ان ضاقت أرض المخيمات الفلسطينية اصلا بالأحياء، فمقابر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، امتلأت بجثث افرزتها حروب وأمراض وسنوات عمر اللجوء.. والقصة نفسها تتكرّر في.. كلّ مخيم، عشرات الجثث تتراكم في قبر واحد، وقبور ممتدة داخل الزواريب وقبالة المنازل، ومقابر استُحدثت على عجل نتيجة حرب جاءت دون موعد.

أيام معدودة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ويدخل مخيم عين الحلوة في أزمة إجتماعية وإنسانية حقيقية، ستترك تداعيات كبيرة لا يمكن تحملها أو تجاوزها بعد أن أصبحت المقبرة لا تتسع سوى لعشرين قبرا، فيما المخيم يعاني من عدم إيجاد بقعة أرض جديدة لتحويلها الى مقبرة ليدفن فيها سكان المخيم موتاهم، علما انها المقبرة الثانية بعد مقبرة درب السيم وقد إشترت أرضها «منظمة التحرير الفلسطينية» كحل للازمة بعدما ضاقت الاولى على موتاها ولم يمض عليها سوى بضع سنوات.

اليوم، مع دفن كل جثة يتهامس ابناء المخيم بمرارة باحاديث عن الخوف والقلق على مصيرهم حتى في الموت، فهذا الحق باتوا محرومين منه وغير مطمئنين اليه، ما يترك اثارا سلبية على سكان المخيم الذي يتجاوز عددهم الخمسة وسبعين الف نسمة فهو أكبر المخيمات وأكثرها اكتظاظا في لبنان وعلى قطعة أرض لا تتجاوز الكيلو الواحد علما أن دفن الميت يعتبر أبسط حق من حقوق الإنسان إضافة إلى الواجب الشرعي القائل (إكرام الميت دفنه).

وقد دق عضو اللجان الشعبية الفلسطينية في مخيمات صيدا فؤاد عثمان ناقوس الخطر من هذه المشكلة الانسانية، داعيا الى ايجاد البديل السريع والعمل على تجاوز هذه المعضلة حتى لا يتحول الميت إلى أزمة إنسانية لأهله لأنه لم يعد توجد أي بقعة أرض لدفن الموتى وبالتالي حتى لا يصبح الميت عبئا على أهله.

ويعتبر ابناء المخيم ان الحل يكمن في قام منظمة التحرير الفلسطينية بشراء ارض لجعلها مقبرة ثالثة في المخيم وخاصة ان الحديث عن دفن الموتى من سكان المخيم في كل من مقبرتي صيدا وسيروب هو أمر غير ممكن لأسباب عديدة أهمها البعد الجغرافي عن المخيم والأعباء المالية التي تترتب عن ذلك في ظل الظروف الإقتصادية الخانقة التي يعيشها سكان المخيم.

وناشد عثمان كافة الجهات الفلسطينية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسة الشؤون الإجتماعية في المنظمة ايجاد حل لهذه الأزمة خصوصاً أن قطعة الأرض موجودة بجانب المقبرة لكن المبالغ المالية غير متوفرة حالياً لشرائها كما أن مؤسسة وكالة غوث وتشغيل اللآجئين الفلسطينيين «الإونروا» معنية بإيجاد الحل قبل فوات الأوان.