القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

هكذا اصطدمنا بنهج لومباردو.. من أجل الأونروا - ياسر عزام

هكذا اصطدمنا بنهج لومباردو.. من أجل الأونروا

ياسـر عـزام *

اعتاد الفلسطينيون على الاحتجاج على «الأونروا» بطريقة الذين يريدون إصلاح النظام، لا إسقاطه.. وهذا ما حدث في الثورات العربية، حيث كانوا يطالبون في البداية بحقوقهم عبر إصلاح النظام، فإذا لم يجدوا من هذا النظام من يسمع مطالبهم ويحققها، ينتقلون مباشرة إلى المطالبة بإسقاطه. لكننا لا نريد للأونروا أن تسقط، نحن نريد إصلاحها. فما العمل؟

لماذا اتجهت الحملة باتجاه إسقاط الشخص؟ ولماذا «شخصنة» الحراك ضد مدير عام الأونروا في لبنان؟ يحاول بعض الإعلاميين الاستفسار عن هذا الأمر عبر طرح تشريح للمشكلة، والتأكيد أن شعبنا الفلسطيني ينقسم إلى ثلاثة أقسام في هذا الحراك:

الأول.. مع التمسك بالأونروا، لكونها الجدار الأخير للاجئين الفلسطينيين، ولكونها شاهداً سياسياً على قضية اللاجئين.

أما الثاني.. فهو يريد إصلاح الأونروا، لأنه يعلم أنها فاسدة وأن عملها ليس على ما يرام، وأن نتائج عملها لا تتناسب مع حجم تمويلها.

ولكن الثالث.. حوّل المعركة شخصية ضد شخص وليس ضد المؤسسة بقصد إصلاحها. وهذا الشخص تمثّل بالسيد لومباردو.

نسأل بداية، ما هي صفة السيد لومباردو؟ إنه مدير عام مكتب لبنان في «الأونروا» الذي عُرف منذ بداية تسلّمه منصبه بديكتاتورية مفرطة، إلى حد إرسال الأقوياء والمؤثرين في بعثات إلى أماكن بعيدة ليتسنى له ترويض الضعفاء. وبالتالي فإن أي قرار أو إجراء تتخذه إدارة «الأونروا» لا يمكن أن يتمّ إلا بموافقته، ومن دون معترضين.

والسيد لومباردو يقوم، في لبنان، بربط احتياجات اللاجئين بالحكومة اللبنانية من جهة، وينسجم مع أحاديث عدد من الديبلوماسيين عن ترحيل آلاف الفلسطينيين إلى خارج لبنان من جهة أخرى، ثم العمل على ما تبقى من اللاجئين في لبنان عبر منحهم جوازات للسلطة الفلسطينية ليصبحوا جالية فلسطينية، في محاولة لإنهاء قضية اللاجئين.

وكل هذا ينسجم مع تغيير لوغو الأونروا، واسمها من «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشركة الأدنى» إلى «وكالة الأمم المتحدة للاجئي فلسطين»، وهذا ما يحصر عمل الأونروا على اللاجئين الموجودين في داخل فلسطين، وتتخلى بالتالي عن واجباتها في العمل على اللاجئين في مناطق عمل الأونروا الباقية.

ولكن لماذا انفجر الوضع الآن مع لومباردو، وليس قبل الآن؟

لم يعُد سراً أن عدداً من اللقاءات الشهرية على مدى أكثر من سنة جمعتنا مع السيد لومباردو وعدد من مساعديه، ناقشنا فيها كل القضايا المتعلقة بوضع «الأونروا»، من صحة وتعليم وتوظيف وإغاثة وبنى تحتية وإعادة إعمار مخيم نهر البارد، وغيرها من القضايا العالقة.. طالبناه بعدد من المطالب وعرضنا عليه المساعدة في بعضها الآخر.

لومباردو دمث ويحسن الكلام والتعامل، لكنه يشبه الاستعمار.. الذي تصرف على أساس أنه جاء ليستعمر ويُعمّر بلادنا ففعل فيها الأفاعيل. وبحسن الكلام والتعامل، أطلق لومباردو أمامنا عشرات الوعود، ولم ينفّذ منها شيئاً، كان يعمل على تقطيع الوقت والمراوغة، حتى حدث الصدام الأخير، حين جئناه بإثباتات الفساد فوعد مساعدُه روجرز أنه سيتابع الأمر بنفسه، لكنه بعد مدّة أرسل رسالة شفوية عبر الهاتف نقلها أحد موظفي مكتبه، بأن الإجراءات صحيحةٌ وأن ما جرى قانونيٌ، فلا داعي لنقض القرار المشؤوم.

عندها، طفح الكيل، وطفّ الصاع، وكان لا بد من تحركات، لم تكن في البداية ضد لومباردو، بدليل أن المتظاهرين سلّموه مذكرة ووعد بالتعامل معها بجدية، فكانت النتيجة –تحت الضغط- زيادة 10% على الطبابة (من 30% إلى 40%).

هذا كل ما قام به، واستمرّ الفساد قائماً، واستمر لومباردو بتجاوزاته، وأدار «الأذن الطرشاء» لمطالب شعبنا.

ألا يستحق بعد هذا أن يعلن اللاجئون الثورة عليه؟!

*مسؤول مكتب شؤون اللاجئين في حركة حماس - لبنان